حكومة الدكتور الجنزوري محصنة.. ممنوعة من الصرف.. مهما ارتكبت من أخطاء فهي لن ترحل.. إلي ما شاء الله، كما قال الجنزوري نفسه للوزراء، وكما استمر رضاء المجلس العسكري عن الجنزوري وحكومته.. وإذا عدنا إلي أول مطالبات رحيل الحكومة فقد بدأت في الشارع عندما استشعر الثوار أنها حكومة فاشلة مثل سابقيها.. وحمل النواب الليبراليون مطالب الثوار وأكدوا عليها في جلسات مجلس الشعب.. ثم سرت العدوي في باقي نواب البرلمان.. ودعا حزب الأغلبية علي لسان زعيمه حسين إبراهيم إلي سحب الثقة من الحكومة.. وهنا بدأت تظهر الشائعات والأقاويل.. فمن قائل ان »الإخوان« يطالبون باسقاط الحكومة.. وليس من حق البرلمان أصلا ان يطلب ذلك.. يعني الأغلبية أو حتي اجماع البرلمان لسحب الثقة من الحكومة »تبلوه وتشربوا ميته«.. لأن الإعلان الدستوري الصادر في مارس الماضي يعطي المجلس العسكري وحده الحق في تغيير الحكومة.. إذن لو اجتمع الحرية والعدالة مع النور وحتي مع باقي الأحزاب والتيارات المشكلة لبرلمان مصر.. فلا يمكنهم ذلك من اسقاط الحكومة؟! والمتابع لجلسات مجلس الشعب مؤخرا يدرك اهمال الحكومة لما يطلبه الأعضاء.. بل رد الوزراء علي طلبات الإحاطة والأسئلة والاستجوابات أصبح أكثر بجاحة من ذي قبل.. لأن الوزراء اطمأنوا أنهم فوق البرلمان.. وأنهم يعيشون في مناصبهم بدعم المجلس العسكري! وهذا مؤشر خطر.. يدفع الوزراء إلي اتخاذ قرارات وأفعال لا تهم الناس.. والتطنيش علي قرارات وأفعال تهم الناس.. وتعيدنا إلي سيرة حكومة د.نظيف ومن سبقه في حكم الرئيس السابق حسني مبارك.. وكان من بينهم الجنزوري نفسه. وقد تذكر عزيزي القارئ.. كما حذرت من اعتلاء المنصب لرجل عجوز مثل الجنزوري.. حتي مع وصفه بانه وطني.. لان الوطنية ليست الفيصل في قيادة حكومة تعيد مصر إلي الطريق الصحيح.. بل هناك ضوابط وقواعد مهمة يجب عدم اغفالها.. أولها ان لا يكون من عهد مبارك.. ثانيها ان يكون شابا مؤهلا وكفؤا للمنصب وله رؤية للخروج من المأزق الذي نحن فيه.. وله قدرة علي إدارة الأزمات.. وان يشكل حكومة متجانسة من الكفاءات الشابة في كل مجال.. لقد ذاقت مصر الأمرين مع قيادات »شاخت في مقاعدها« كما قال محمد حسنين هيكل.. وحكمت مصر قيادات من أهل الثقة والحسب والنسب.. ونهبت هذه القيادات مصر واستولت علي خيراتها.. حتي ازداد الغني فحشا وازداد الفقير فقرا. وإذا كان المجلس العسكري قد أدي دوره في حماية الثورة.. رغم ارتكابه الكثير من الاخطاء والخطايا.. الا ان مهمته انتهت فعلا.. وأصبح جاهزا للعودة إلي ثكناته.. وترتيبها.. وتحصينها.. ومهمته معروفة... وآن له ان يعود إليها.. واقترح عليه ان تنسحب معه حكومة الجنزوري بحلوها ومرها.. بعد ان لفظها الشعب.. وخاب أمله فيها.. لم نشعر بوزير.. الشعب يشعر بالأزمات تتلو الأزمات.. كل يوم مظاهرات واعتصامات واضرابات.. أزمة المرتبات والتثبيت.. أزمة السولار.. أزمة البنزين.. أزمة أنبوبة البوتاجاز.. أزمة الانفلات الأمني.. وزير الداخلية يقول إننا حققنا 06٪ من الاستقرار الأمني.. وكل يوم حوادث بلطجة وسرقة بالاكراه.. وترويع للمواطنين في منازلهم وسياراتهم.. وعلي الطرق السريعة.. وحتي وسط البلد!!.. ويؤكد الوزير انه شكل لجانا لتبحث في إعادة هيكلة الوزارة.. هل انهارت مباني الوزارة علي رءوس من فيها؟!.. هل انعدم الشرفاء من الضباط.. ان إعادة هيكلة الوزارة كلمة فضفاضة لا معني لها في العلوم الحديثة.. نحن نحتاج إلي عقول شابة لديها رؤية عصرية لتحقيق أمن مصر.. نحتاج إلي عقول جديدة تضع حلا ناجحا لأزمة المرور الخانقة في كل انحاء مصر.. نحتاج إلي سواعد شابة تبني عليها استراتيجية الأمن المصري.. أين هي؟!.. لو ذكرت تحليلا لكل وزارة سنعرف حجم المأساة التي نعيشها في مصر.. الشعب لن يصبر علي هذا الوضع.. وسيواصل احتجاجه علي الحكومة والبرلمان الذي أصبح مكتوف الأيدي.. وأعاد الخيوط إلي المجلس جالعسكري الذي مازال يلعب في الوضع السياسي.. والذي دمر علاقات مصر الخارجية.. وأصبحت مصر علي يديه بمنأي عن أي موقف سياسي واضح من القضايا العالمية والعربية والإسلامية والافريقية.. وآخرها فشل مصر في اقناع دول المنبع في حوض النيل بالحفاظ علي حصتها التاريخية من مياه النيل!! أي مهانة وصلت إليها مصر سواء في عهد مبارك أو عهد المجلس العسكري؟! انني -مثل باقي الشعب- محبط.. حزين علي استمرار الوضع في مصر بهذا السوء.. ولا أحد يهتم.. المجلس العسكري لا يريد تسليم السلطة للمدنيين الذين اختارهم أو يختارهم الشعب.. والحكومة لا تريد ان تترك مكانها لتأتي مجموعة من شباب مصر تدير البلد.. وتنفذ السياسات العامة التي يضعها البرلمان لخدمة الشعب.. اتركوا الشعب يختار رئيسه بحرية وإرادة ذاتية ودون تأثير من فلول.. رشحت نفسها لتعيد إلينا ذكري عهد حسني مبارك.. وليختار الشعب من يراه زعيما للمرحلة الجديدة في حياته.. وأنا أفضل الشباب.. صاحب الرؤية والفكر الوطني الملتزم والقادر علي تحقيق طموحات الناس في غد مشرق.. وليعود الجنزوري إلي بلكونة منزله حيث الهواء الرطب الذي ينعشه ويتنفسه بعمق شديد.. أمد الله في عمره ومنحه العافية هو ووزراءه الذين أصبحوا عبئا علي ثورة الشعب في 52 يناير 1102.. والنداء الأخير للمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. ليس عندي أدني شك في اخلاصكم للوطن والشعب يشكر لكم وقوفكم دعما للثورة وليس دعما للنظام الفاسد.. لكنكم أسأتم بعض التصرفات.. وأصبح بينكم وبين الشعب فجوة.. وعدم ثقة.. وتخيلتم ان الشعب المصري العظيم أفراد في احدي كتائب الجيش.. وكان التعامل معه بشكل يخلط بين العسكرية والمدنية.. لكن الشعب له حقوق وحريات.. يريد ان يتمتع بها في ظل دولة مدنية.. توفر له متطلبات العيشة العصرية مثل شعوب أخري كانت أقل منه بؤسا وفقرا.. لكنها تفوقت عليه الآن ودخلت العصر الجديد مثل بنجلاديش وبوركينا فاسو!! دعاء يريح البال اللهم هيئ للمسلمين أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك.. ويذل فيه أهل معصيتك.. ويحكم فيه بكتابك. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك.. وعزائم مغفرتك.. والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم.. والفوز بالجنة.. والنجاة من النار. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا.. وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا.. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير.. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.. اللهم علمنا ما ينفعنا.. وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.. اللهم انا نعوذ بك من منكرات الأهواء.. ومن منكرات الأخلاق.. ومن منكرات الضلالات.. ومن منكرات الأسواء. آمين يا رب العالمين..