مذبحة العباسية التي راح ضحيتها عدد كبير من الشباب المصري وكثيراً من الجرحى كل ذلك في صحيفة سيئات العسكري ، والذي أستلم الحكم وهو غير قادر على إدارة المرحلة الانتقالية وذك لبعده عن الحكم والسياسة ولا يملك من أدوات السياسة شيء اللهم إلا المنصب الذي يتم ترقيتهم فيه بحسب الضبط والربط الميري والقوة العسكرية التي هي في الأصل موجهة إلى أعداء الوطن لا إلى أبناءه ، منذ قيام الثورة والعسكري يتعامل مع الأوضاع الداخلية بسياسة الضغط كلما ضغطت عليه أخذت منه شيئا ، المجلس العسكري حسب قرار التنحي مفوض بإدارة شئون البلاد ، وبعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية أصبح لديه خطة حسب الإعلان الدستوري لتسليم السلطة في الموعد المحدد ، ولكن هناك شواهد تثبت كل يوم أن الأمر لا يدار بطريقة سلسة وطبيعية ، ماحدث في العباسية كان من ذلك فطريقة المعالجة خاطئة لقد تيقنوا أن الشباب يتوجه نحو وزارة الدفاع و لم يعملوا على أقناعهم بالرجوع ولم يبينوا لهم كثيراً من الأمور الملتبسة عليهم بعد ذلك تركوهم أياما لكي يتسلط عليهم البلطجية والميري المدربون لاستفزازهم وقتلهم ، ثم بعد ذلك في يوم الجمعة وأمام أعين الناس والكاميرات العالمية تستخدم القوة لفض الاعتصام ويتم سحل الشباب وجرجرتهم وضربهم ونعود إلى نظام مبارك والعادلي القديم في ضرب الناس على "قفاهم" ومنهم صحفيون ومصورون كل ذلك أعادنا مرة أخرى إلى الوراء ، أنه لا ثورة قامت ولا حرية جاءت ولا كرامة لمصري في وطنه بل و العالم طالما أنه ضرب على قافيته من جيشه الذي يحميه ، حتى الكتاب الليبراليون والعلمانيون رفضوا التعليق لأن المتظاهرون هذه المرة أكثرهم إسلاميون ، وهذا دائما يوضح أن الإسلاميون غرباء ، لما حدثت أحداث ماسبيرو تم الإعتذارعنها ، ولم يصدر قرار بالقبض على المحرض مع أنه كان معلوماً ، إنما في العباسية الأمر مختلف؛ الإسلاميون لا بواكي لهم ، عمرو موسى يسميها غزوة وزارة الدفاع وهو مصطلح معناه معروف عند الإسلاميين ، العلمانيون والليبراليون هم هم لن يتغيروا حتى تبني حزب علماني ليبرالي مقولة "نار العسكري ولا جنة الإسلاميين" . يا سادة العسكر هم العسكر على الإسلاميين أو الليبراليين أو المدنيين هم العسكر ما حدث في العباسية يتحمله الشعب المصري كله بما فيهم الأحزاب الإسلامية التي أخذت موقف المتفرج والناصح من بعيد دون أن تتجاوب مع الحدث ، وذلك لوجود الحسابات السياسية والإثباتات الذاتية ، ضحوا بالشباب لأثبات أن لهم مواقف مخلتفة لبعض المرشحين ، ووافقهم على ذلك الكتل الإسلامية التي تركت الشباب دون توعية بخطورة الموقف ، وتركتهم فريسة لكل متاجر بالسلطة ، شيوخ السلفية عليهم جزءاً كبيراً من ذلك ، لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب لإقناع الشباب بالبعد عن وزارة الدفاع والعودة للتحرير ، بل إن احتمال تركهم ليقولوا لهم "نحن كنا صواب وأنتم خطأ حينما أتبعتم فلان" حتى أن مبادرة رئيس حزب النور كانت إعلامية بلا تخطيط منظم لكي يتم استيعاب الشباب وسرعان ما جاء السفر إلى السعودية والكل لهث وراء مقابلة جلاله الملك دونما تفكير لما سوف يحدث للشباب في يوم الجمعة ، وكلهم لديهم علم مسبق من احتمالية وجود الصدام ، ليتقي الله شيوخ السلفية في مصر من له حزب ومن ليس له حزب ، و ليتق الله شيوخ الأخوان والأزهر في شباب مصر. إن مصر تحتاج إلى الثقة المفقودة بين أبنائها سواء كانوا شيوخ أو عسكريين أو مدنين أو ليبراليون ، نحن نلوم العسكري والمحرض والمنتفع والشيوخ أصحاب الفضائيات والبرامج الحوارية والليبراليون والعلمانيون والأخوان لأن الكل ساعد في هذه الدماء ، والله سائل الجميع عن ذلك يوم القيامة ، نسأل الله أن يجنب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن و أن يحمي جيشها وأبنائها وعلماؤها وكل من عمل على إصلاحها فالله ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]