أعلن الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيونية رفضهم عرضاً من مصلحة السجون الصهيونية يقضي باحتساب ثلثي المدة والإفراج عن الأسير من محكمة "الشليش" مقابل فك إضرابه. وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، أن مصلحة السجون الصهيونية لجأت هذا الأسبوع إلى أسلوب جديد ومساومه رخيصة للأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام. وقال الناشط الحقوقي الخفش إن مصلحة السجون تريد إفشال الإضراب مقابل تقديم هذه العروض للأسرى، وهي تلعب على وتر الإفراج والحرية مقابل فك الإضراب، وإنه بمجرد فك الإضراب وذهابه للمحكمة سيتم الاكتفاء بالمدة والإفراج عنه وتوفير ما تبقى من وقت ومده للأسير، ناهيك عن كسبه لصحته وجسده. وذكر الخفش أن كل أسير يمضي ثلثي مدة محكوميته يعرض على محكمه عسكريه صوريه للنظر في ملفه وحسن سيره وسلوكه داخل السجن وبمقتضى مزاج المخابرات يتم اتخاذ القرار بالإفراج عنه أو أن يمضى جميع محكوميته، علمًا أن ما نسبته 99% من الأسرى يتم رفض الاستئناف المقدم له ويجب أن ينهي جميع محكوميته. وتحدث الخفش عن أن ذلك أسلوب جديد لمساومة الإنسان الفلسطيني، تلجأ إليه مصلحة السجون في هذا الوقت الحساس، وهذه المعركة المستعرة ما بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومصلحة السجون التي تريد إفشال الإضراب بأي وسيلة. وثمن بدوره مركز أحرار، دور الأسرى المضربين الذين رفضوا هذا الإغراء واختاروا البقاء بالسجن مضربين على أن يشقوا صف الحركة الأسيرة، معتبرًا ذلك نصرًا جديدًا يسجل لأبناء الشعب الفلسطيني الذين اختاروا السجن والجوع بكرامه على الابتزاز والهزيمة. ونقل المركز عن الأسرى "أن الإضراب يسير بشكل أفضل مما خطط له, ومعنويات الأسرى عالية، وجميع ممارسات إدارة السجون بحقهم كانت معروفة مسبقا لديهم". وشدد الأسرى على أن الحركة الأسيرة بكافة فصائلها موحدة، ومستعدة لما هو أسوأ، فيما يطالب الأسرى قادة الفصائل، لا سيما من حماس وفتح، بأن يذهبوا موحدين إلى خيام الاعتصام، وأن يؤسسوا للمصالحة من خلال العمل المشترك لقضية إضراب الأسرى. ويخوض الأسرى في سجون الاحتلال ببسالة معركة الكرامة لليوم الثالث والعشرين على التوالي، متحدين الصلف والإجحاف الإسرائيلي بأمعائهم الخاوية. وقد بدأ الأسرى المضربون خطوات استثنائية في معركتهم، بالتكبير والطرق على الأبواب، واستنفار مصلحة السجون في سجني نفحة ورامون. وقد باءت جميع محاولات مصلحة السجون لشق صف الحركة الأسيرة بالفشل، وتكسرت على صخرة صمود الأسرى، بالرغم من أن معظم قادة الإضراب تم عزلهم وتوزيعهم على السجون. ويتسابق المرضى من الأسرى للإضراب كما الأصحاء، ورغم أنهم معفون من الإضراب عرفا، إلا أنهم أصروا على المشاركة، وهذا يدلل على مستوى التصميم العالي الذي تتمتع به الحركة الأسيرة. وبدأت الاحتجاجات في السجون بإضراب فردي من الأسير خضر عدنان الذي امتنع عن تناول الطعام مدة 66 يوماً، تبعته الأسيرة هناء شلبي التي أضربت عن الطعام نحو 50 يومًا، ثم تبعهما عدد من الأسرى الذين يتواصل إضرابهم منذ أكثر من شهرين، قبل أن ينضم عدد كبير من الأسرى للإضراب المستمر منذ ثلاثة أسابيع. وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة وأنشطة تضامنية أخرى في أوروبا ودول أخرى فعاليات واسعة مع الأسرى المضربين عن الطعام، شملت نصبت خيام واعتصام في الميادين الرئيسة في المدن والقرى والمخيمات.