حذر المحلل في صحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، صباح اليوم الأربعاء، من الربط الذي نشأ بين مصالح السياسيين في واشنطن، خاصة حول الاحتضان الجمهوري للكيان الصهيوني، وبين القرار بشن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وبحسب فريدمان فإنه على الولاياتالمتحدة أن تقود "العملية العالمية، فالولاياتالمتحدة التي هي الدولة الوحيدة التي تستطيع تدمير المشروع النووي الإيراني يجب أن تعمل من أجل الدفاع عن العالم، وليس فقط عن إسرائيل". وكتب أن السؤال الوحيد لديه يتصل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما والكيان الصهيوني ، وهو "هل هو الرئيس الأمريكي الأكثر دعما لإسرائيل في التاريخ أم هو أحدهم؟". ويضيف أنه يجب على كل صهيوني وكل صديق للكيان الصهيوني أن يكون شاكرا لأوباما على الشكل الذي يتعامل فيه في الشأن الإيراني. وفي إشارته إلى أن القرار بشن الهجوم أم لا على إيران يأتي في السنة الانتخابية في الولاياتالمتحدة، فيقول إن الأمر الأخير الذي يرغب فيه الكيان الصهيوني وأصدقاؤها هو عدم إعطاء "الأعداء" فرصة للادعاء بأن الكيان الصهيوني يستغل نفوذه السياسي لتوريط الولاياتالمتحدة في حرب لا تتلاءم مع مصالح الأخيرة. وبحسبه فإن مثل هذا الأمر قد يحصل بسهولة لأن الدعم الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من الولاياتالمتحدة لم يكون أبدا مسيسا كما هو عليه اليوم. ويكتب أنه في السنوات الأخيرة يحاول الجمهوريون تحويل الدعم للكيان الصهيوني إلى شأن ملموس يتيح لهم جرف أصوات المصوتين اليهود والتبرعات للحملات الانتخابية. ويضيف أن ذلك أدى إلى "سباق تسلح" إزاء الديمقراطيين بشأن السؤال من يدعم "إسرائيل" أكثر، كما أدى إلى تصريحات غينغريتش الذي زعم أن الشعب الفلسطيني هو "شعب مختلق". ويتابع الكاتب أن جر الولاياتالمتحدة إلى الحرب يمكن أن يحصل بسهولة لأنه المال في السياسة لم يكن مهما مثلما هو عليه اليوم بكل ما يتصل بإدارة الحملة الانتخابية، كما أن اللوبي الإسرائيلي لم يكن ذا نفوذ أكبر مما هو عليه اليوم، وذلك بسبب قدرته على ضخ الأموال للمرشحين الذي يدعمهم. ويخلص إلى أنه كان من المهم أن يعرف أوباما "القضية الإيرانية" على أنها تهديد عالمي بنشر الأسلحة النووية، وجعل الواقعية الأمريكية وليس السياسة في أساس اتخاذ القرار. وطلب من جميع الذين صفقوا في "إيباك" للهجوم الأمريكي أن يفكروا في الأبعاد غير المتوقعة ل"حرب الخليج" أو "حرب لبنان الثانية"، حيث أن ذلك يكفي لمنح أوباما فرصة الدبلوماسية والعقوبات الصارمة مع بقاء خيار استخدام القوة على الطاولة. ويختتم بالقول إنه "إذا وصلت الأمور إلى الحرب، فليكن سبب ذلك نابعا من أن النظام الإيراني على استعداد للتضحية بالاقتصاد الإيراني من أجل الحصول على سلاح نووي، ولذلك فإن الولاياتالمتحدة الدولة الوحيدة التي تستطيع تدمير المشروع النووي الإيراني ستضطر إلى الدفاع عن العالم وليس عن إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "يحترم حق إسرائيل في العمل لوحدها، باعتبار أن ذلك مسألة جدية ومسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل، ولكن أوباما بلور إستراتيجية متماسكة وملفا سياسيا يسمح للولايات المتحدة بالمبادرة".