كشف تقرير أمريكي عن أن إسرائيل قد تستخدم رءوسا حربية ذرية منخفضة الإشعاع في تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية الموجودة في مواقع نائية ومحصنة ، في حال اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارا بشن الحرب علي إيران. ويقول التقرير الذي أعده مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن ، إن إسرائيل تعتقد بأن الأسلحة النووية هي الاسلحة الوحيدة التي يمكنها تدمير أهداف علي أعماق كبيرة تحت الأرض أو في أنفاق، ولكن خبراء مستقلين اخرين قالوا إن سيناريو كهذا يستند إلي "خرافة" لأن شن هجوم ذري نظيفاً سيكون تبريره محفوفا بمخاطر سياسية كبيرة. ويشير التقرير إلي إمكانية استخدام هذه الرءوس الحربية كبديل للاسلحة التقليدية نظرا للصعوبة التي ستواجهها الطائرات الإسرائيلية في الوصول الي إيران. ويقول التقرير إن الصواريخ الباليستية أو الصواريخ التي تطلق من غواصات قد تستخدم لشن هجمات اسرائيلية بأسلحة نووية تكتيكية دون أن يعترضها الدفاع الجوي الإيراني، وستتسبب الرءوس الحربية "التي تخترق الارض" في القدر الأكبر من التدمير. ومن جانبه، قال مسئول عسكري إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، إن الهجمات النووية الاستباقية غريبة علي المبدأ الوطني لإسرائيل الذي يقضي بأن "هذه الاسلحة وجدت كي لا تستخدم"، علي حد قوله. وترددت تكهنات بأن الولاياتالمتحدة والتي لم تستبعد أيضا مثل اسرائيل استخدام القوة العسكرية لحرمان ايران من الاسلحة الذرية قد تلجأ هي الاخري للضربات النووية التكتيكية. وكان تقرير مراجعة الوضع النووي لعام 2002 الذي تصدره وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) والذي تم تسريبه لوسائل الاعلام ، قد تحدث عن الحاجة إلي إنتاج "أسلحة نووية صغيرة" لتدمير المواقع الحصينة تحت الأرض. لكن تقرير مركز الدراسات الأمريكية يشير إلي أنه من غير المرجح الي حد كبير أن يوافق أي رئيس للولايات المتحدة علي استخدام هذه الاسلحة النووية أو حتي السماح لحليف قوي كاسرائيل باستخدامها اذا لم تستخدم دولة أخري أسلحة نووية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويضيف التقرير أن الولاياتالمتحدة ستكون محورية في أي حل دبلوماسي للأزمة الايرانية وانها الدولة الوحيدة القادرة علي شن ضربة عسكرية ناجحة ضد إيران. ومن جانبه، هاجم روبرت نلسون أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون الأمريكية فكرة أن تكون الأسلحة النووية التكتيكية التي يجري تفجيرها تحت الارض محدودة التأثير وتشكل مخاطر علي المدنيين والبيئة يمكن تحملها، مشيرا إلي أن هذه خرافة خطيرة وقال إن التفجيرات النووية علي أعماق قريبة من سطح الارض تؤدي إلي آثار في منطقة التفجير تفوق آثار التفجيرات الجوية أو علي سطح الارض المماثلة من حيث الشدة. في الوقت نفسه، قال سام جاردينر، كولونيل متقاعد من سلاح الجو الامريكي ويدير مناورات عسكرية لعدد من الوكالات الامريكية، إن أي قرار قد تتخذه اسرائيل باستخدام أسلحة غير تقليدية ضد إيران سيؤخر برنامجها النووي فقط ولن يدمره. وأضاف جاردينر "اعتقد أنه إذا كان الهدف الإسرائيلي هو تأخير البرنامج الإيراني لفترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام فإنها ستسعي إلي دفع الناس إلي القول إن الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هي استخدام الاسلحة النووية التكتيكية."