لقد سقطت ورقة التوت، وظهرت المؤامرة، وانكشفت الجريمة، و طغت رائحة عفونتها على نسائم الحرية التى ملأت صدورنا لأول مرة بفضل الشهداء الأبرار، شهداء 25 يناير. اليوم أرى كل السهام موجهة لوطنى العزيز.....انهم يريدون اغتياله... قتله.... صلبه.... سفك دمائه. الجميع يحاول أن يهيل التراب فوقه.. الكل يحمل السكاكين، و البنادق، و السهام، و كل الأسلحة ويصوبونها لصدر مصر الأبية وهى صامدة تستقبل كل الأسلحة بصدرها العفى، و لا ترد لأن بعضهم بكل أسف من أبنائها. فى كثير من الأحيان يقوم أبناء الوطن نيابة عن أعدائه (بعلم أو بدون علم) بضربها، بقتلها، بسلخها، بصلبها، بهدمها. مصر الشامخة العظيمة تعرف تماما أن من يغتالونها هم أبناؤها ، و بالتالى فهى تصبر و تصمد و فى عينيها دمعة و فى حلقها غصة و قلبها يعتصرعلى أبنائها الذين يغتالون حاضرهم و يعبثون بمستقبلهم. اننا يا مصر نغتالك، نقتلك، نموت معك، اننا ننتحر، نعلق المشانق، ونضع رقابنا فيها، نشحذ السكاكين و نضعها فوق رقابنا، نقطع شراييننا، نسيل دماؤنا، اننا نحتضر، و نحاول أن نغتالك معنا.....و لكن أبدا لن تهزمى... لن تركعى..... لن تموتى.... سامحينا ياأمى يا مصر فنحن أبناؤك فقد تقاعسنا فى الدفاع عنك، و قد حاد الكثير منا عن الطريق..... أعذرينا يا أمى فقد حاولنا أن نزيل الورم الخبيث من داخل أحشائك بعد تشعب و تغلغل داخلك طوال ثلا ثين عاما من حكم المخلوع، و لكننا لم نتوخ الدقة من الازالة الكاملة لهذا الورم الخبيث، فمازال النظام الذى قامت الثورة من أجل اسقاطه وضحى الشهداء الأبرار بأرواحهم الطاهرة من أجل هذا الهدف، مازال قائما، يخطط ، و يعمل لهدم هذا البلد من المكز الطبى العالمى، ومن طرة و من خلال رأس الأفعى (زوجة المخلوع) و أذ ناب العادلى فى الشرطة، و الأعداء فى الخارج الذين يرتعدون من هبة مصر، بالاضافة للفقر والجهل الذين صنعوه فينا طيلة هذه السنوات. فلا تحزنى يا أمى يا حبيبة و احتضنى أبناءك وسامحيهم... سامحينا يا أمى فقد أسأنا لك كثيرا ، و أخطأنا فىحقك كثيرا دون أن ندرى، لقد ضل بعضنا يا أمى الطريق ، وهجروا دفء صدرك. .... أستحلفك الله لا تتركينا للضياع ، للتشرزم للخلاف فنضعف وتعفين معنا. نحن بحاجة لدفء صدرك الحنون القوى نحتمى بك و تحتمى بنا و نرهب الأعداء و المتربصين بنا . أما أبناء مصر الأطهار ، فرفقا ببلدنا و مستقبل أبنائنا ... أتحدوا .. اتحدوا.. اتركو الفرقة... فالنزاعات و الخلافات الأيدولوجية فى هذا الوقت ترف غير مبرر. يا مؤسسات مصر ،يا أيها المجلس العسكرى ، وبرلمان الثورة، انها لحظة فارقة ، اما أن تكونوا على قدر المسؤلية التى وليتمونها وتدخلون التاريخ من أوسع أ بوابه ، اما أن يلعنكم التاريخ و حينئذ لن يرحمكم الشعب. فأمن البلاد مسؤليتكم .. ولن يتحقق الأمن الامن خلال الاستجابة الفورية لأهداف الثورة ، التى على رأسها اسقاط كل عناصر النظام السابق و محاكمتهم محاكمة جدية عادلة ..... لابد من القصاص لدماء الشهداء، كل الشهداء من قاتليهم فورا..... لا بد من محاكمة من سرق مصر و أضر بمصر..... محاكمة كل من أفسدوا الحياة السياسية..... و تحقيق باقى الأهداف، عيش، حرية ، كرامة ، عدالة اجتماعية...... وتسليم السلطة الى سلطة مدنية. وليعلم القاصى قبل الدانى أن مصر لن تهزم أبدا .. لن تركع أبدا .. وأبدا لن تموت ..... أبدا لن تموت. و الله أكبر و تحيا مصر. *أستاذ بكلية علوم الأزهر وعضو المكتب السياسى لحزب العمل E.mail: [email protected]