الدين لله والوطن، مصر، للجميع وعاش الهلال مع الصليب، أحببت أن أبدأ من نهم ووحى وواجب الذاكرة الوطنية المصرية المحبة لبلدها بمثل هذه التعبيرات والشعارات، التى يجب أن تكون راسخة ومترسخة فى عقائدنا وتعاملاتنا وحبنا، والتى يجب أن نقتدى بها ونجعلها تراثاً ونبراساً قديماً وعصرياً ومتجدداً. فلقد طالعتنا جريدة «المصرى اليوم» يوم 5/7/2009 بحادثة يندى لها الجبين وتعتصر لها القلوب والعيون دمعاً ودماً وحزناً على ما عرفنا به من سماحتنا وأخوتنا، فماذا جرى لوحدتنا فكن حذراً حيادياً عادلاً وغير منحاز أو متحامل هنا أو هناك، فالمشكلة مشاجرة عادية بسبب خلاف سعرى بيع وشراء «فما دخل الطائفية هنا؟!»، ولكن لأن الطرف الأول مسلم والآخر مسيحى فاشتد الخلاف على سعر المياه الغازية والباقى أربعة جنيهات ونصف الجنيه! فحدث ما حدث وتوفى مسلم على يد التاجر المسيحى لتحدث بعد ذلك من صبغة المشكلة أقاويل وتحاميل الفتنة النائمة الخامدة الكامنة شوكا،ً فهل قدر مصر أن تكون مستهدفة فى وحدتها الوطنية؟ أبداً ومحال واستحالة أن تضعف وحدتنا ومحبتنا، فليعلم الجميع أن فى مصر لا توجد تفرقة مطلقاً لا رسمية ولا شعبية بل وحدة ومحبة وطنية فيما بيننا. فهل هناك مثلاً شارع للمسلم وآخر للمسيحى؟! هل هناك فصل حكومى تعليمى للمسلم وآخر للمسيحى؟! فبالطبع لا، فالفارق لا يظهر ولاينجلى إلا فى دور عبادتك فقط مسجد أو كنيسة وكذلك خانة الديانة فى بطاقتك.. أليس من الواجب علينا مسلمين ومسيحيين أن نأخذ عظة وموعظة ووطنية وقدوة فى الوازع الوطنى من قداسة البابا شنودة، ففى رحلة علاج قداسته لأمريكا كم زاره من مسلمين ومسيحيين؟ وكم كان رفض قداسته رفضاً قاطعاً حاسماً المساس أو الاقتراب من سمعة مصر، لأنه عاشق مسيحى لتراب هذا الوطن من القاع إلى النخاع، وليس أدل من ذلك أن يوكل قداسته عنه نائباً مسلماً فى فض النزاع فى المنيا، لينم ذلك عن ثقته فى المسلم والمسيحى، وأيضا فى ذبح الخنازير، كان من أوائل المؤيدين طالماً ذلك يبعد خطراً عن صحة المسلمين والمسيحيين، فلماذا لا نحذو حذو هذا الرجل المثقف والشاعر والمعلم والكاتب ومؤلف الكتب الذى يستحق أن يرشح وطنياً لجائزة نوبل فى التسامح بين الأديان.. عاشت ودامت مصر ووحدتها الوطنية. محمد حسن جلال- دمياط