يصادف اليوم العاشر من رمضان 1440 هجريا "15 مايو 2019" ، الذكري ال 46 علي حرب 10 رمضان عام (1393ه) الموافق 6 من أكتوبر (1973م)، _ وبالرغم أن هذا اليوم تصادف هذا العام مع الذكري ال 71 علي النكبة الفلسطينية وما تشعر به الأمة الإسلامية من حسرة ومرارة علي قدسنا وأرضنا المغتصبة_ إلا أن هذا اليوم أيضا يوم دحر للعدو الصهيوني بعد انتصار مصر وتدمير أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، التي كان يرددها الكيان ، وخاصة أن اانتصار العاشر من رمضان جاء بعد نكسة 1967. وبالرغم من أن هذا اليوم جاء بالتزامن مع شهر رمضان والصيام مع الطقس الحار إلا أن كان هناك أبطال أقوي من تلك المعوقات وأستطاعوا أن يكتبوا النصر بدماؤهم النقية ، فقد تمكنوا من عبور قناة السويس التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم ، وتحطيم أكبر ساتر ترابي ألا وهو خط بارليف الذي كان جبلا من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كيلو متر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، وكان من اكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار. وقد اعتبر المؤرخون المعاصرون هذا الحدث أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على الكيان الصهيوني الذي شفى الله به صدورهم.
"حرب العاشر من رمضان" " أكتوبر" كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام)، وذلك بعد احتلال شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا إلى جانب الضفة الغربية من الأردن بالإضافة إلى قطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري. بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 م الموافق " 10 رمضان 1393" ه بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على الاحتلال ؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناءالمحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. البابا أمريكا عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. أما في نهاية الحرب فقد انتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى ، وذلك بعد أن مدت الولاياتالمتحدة جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً. فدائما ما لعبت أمريكا بالرغم من زعهما أنها وسيط بين جهات النزاع ، دور الأب الروحي للكيان الصهيوني ، وقد تبين جليا في نهاية الحرب التي برغم من تحقيق مصر الانتصار فيها إلا انها أجبرتها علي توقيع اتفاقيات السلام بالإكراه ، كما دعمت الكيان في أعماله الإجرامية تجاه الشعب الفلسطيني ، وذلك علي مرور الإدارات التي مرت علي أمريكا وأخرهم هذا المهرج " دونالد ترامب" ، الذي نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس ، كما زعم بسيادة الكيان الصهيوني علي الجولان المحتل. "تيران وصنافير" ودورهما في "العاشر من رمضان" كان للجزيرتان المصريتان " تيران وصنافير" ، واللذان أهداهما ، العميل الصهيوني "عبدالفتاح السيسي" للسعودية مقابل أموال لحسابه الشخصي ، لهما دوراً هاماً في " العاشر من رمضان" "حرب أكتوبر" ، لما يشهده موقع تلك الجزر من أهمية استراتيجية، حيث استطاعت القوات المصرية منع مرور سفن العدو الصهيوني من خلال سيطرتها على خليج العقبة. وتنقل لكم "الشعب" خلال هذا التقرير ، أراء بعض العسكريين الذي شاركوا فى حرب اكتوبر ، وحديثهم عن هذه الأرض التي كانت جزءًا مهمًّا وحيويًا من المعركة التي خاضتها مصر. مركزلتدريب جنود الصاعقة وفى السياق ، قال اللواء "نبيل أبو النجا"، من أبطال حرب أكتوبر ومؤسس فرقة الصاعقة (777) إنه أجرى عشرات التدريبات على جزيرة تيران والبالغ مساحتها 88 كم على مدار سنوات خلال مرحلة حرب أكتوبر 1973، وما تلاها من أحداث، حيث كان يأخذ عناصر الصاعقة من الجنود والضباط، ويقوم بتدريبهم على الهجوم من أرض جزيرة تيران. وأضاف "أبو النجا" : أن جزيرة تيران كانت وما زالت نقطة محورية، سواء من حيث التحكم في مضيق العقبة، بحيث يسهل شل الحركة البحرية للعدو الصهيوني، أو من حيث تأمين الحركة الملاحية لقناة السويس. وأشار الخبير العسكري إلى أن جزيرة "صنافير" صخرية لا يوجد حياة عليها، ولكن كان بها أفراد تأمين كما في تيران، حيث تتواجد بها القوات التابعة للجيش المصري عقب حرب أكتوبر، وفقًا لما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد والتي شملت الجزيرتين؛ حيث إنهما تقعان في المنطقة "ج" منزوعة السلاح، وتم إبدال قوات الجيش بأفراد من الشرطة.
الجزر ساعدت فى فرض حظر على السفن الصهيونية وفي السياق نفسه ، قال اللواء "جمال مظلوم"، الخبير العسكري، وأحد المشاركين في حرب أكتوبر 1973، أن القوات المصرية استطاعت من خلال هاتين الجزيرتين أن تمنع مرور السفن الإسرائيلية من خلال سيطرتها على خليج العقبة. وأضاف أن موقعهما يجعل من يسيطر عليهما يستطيع أن يتحكم في مدخل خليج العقبة ، وخليج السويس ، وغالبًا يؤثران أكثر في التحكم بمدخل خليج السويس ، مشيرًا إلى أن القوات المصرية استطاعت إجراء بعض التدريبات على الجزيرتين، حيث كانتا لهما أهمية كبيرة ولعبتا دورًا هامًا خلال الحرب. الملحق العسكري الخاص بالقوات الجوية ومن جانبه، قال اللواء "طلعت مسلم"، الخبير العسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن أرض جزيرتي تيران وصنافير، لم تشهدا معارك مثلما كان الوضع على الجبهة، موضحا أن الملحق العسكري الخاص بالقوات الجوية، هو من كان على أرض الجزيرتين. وأضاف : إنه في أثناء حرب أكتوبر تم أسر عدداً من الجنود المصريين على أرض جزيرة تيران، ولم يكن عليها أي مبان ، لكونها محمية طبيعية، ولكن حدث تبادل لإطلاق النار، انتهى بأسر مجموعة من الجنود الذين كانت مهمتهم تأمين الجزيرتين. وأوضح أن تبديل الخدمة على الجزيرتين حينئذ ، كان يتم عن طريق اللنشات البحرية كل يومين، بحسب الجدول الزمني وخطة التأمين ، وعن كيفية وصول الأكل والمياه للأفراد الموجودين على أرض الجزيرتين، بين الخبير العسكري، إنه كان يتم إرسال المؤن لهما عبر طائرات الهليكوبتر.
التحكم في مضيق العقية وفي سياق متصل، قال اللواء "نبيل فؤاد"، الخبير العسكري، إن مصر استطاعت خلال حرب السادس من أكتوبر، استغلال جزيرتي تيران وصنافير، وذلك عن طريق إغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى عدم دخول سفن لميناء إيلات، وأيضا عدم خروج سفن منه خلال تلك الفترة. وأوضح "فؤاد" إن حرب 67 تظهر مدى أهمية الجزيرتين، نظرًا لأن سبب قيام الحرب بين مصر وإسرائيل كانت نتيجة قيام مصر بإغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، فلو لم يكن لهما أهمية لما قامت الحرب.