ونحن نستقبل الذكرى ال 34 لتحرير سيناء، والتي استردت فيها مصر آخر شبر من أراضيها من الكيان الصهيوني. حيث استعادت مصر طابا يوم 25 إبريل عام 1988، نستقبله في ظل ظروف سياسية مختلفة وغريبة ومثيرة للجدل، حيث تم توقيع اتفاقية بين مصر والسعودية لإعادة ترسيم الحدود البحرية بينهما، تنازلت فيها مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض للقرار. "البديل" التقى عددًا من الخبراء العسكريين أبطال حرب أكتوبر؛ ليتحدثوا عن ذكرياتهم على هذه الأرض التي كانت جزءًا مهمًّا وحيويًا من المعركة التي خاضتها مصر. اللواء نبيل أبو النجا، من أبطال حرب أكتوبر ومؤسس فرقة الصاعقة 777 قال إنه أجرى عشرات التدريبات على جزيرة تيران والبالغ مساحتها 88 كم على مدار سنوات خلال مرحلة حرب أكتوبر 1973، وما تلاها من أحداث، حيث كان يأخذ عناصر الصاعقة من الجنود والضباط، ويقوم بتدريبهم على الهجوم من أرض جزيرة تيران. وأضاف أبو النجا أن تيران كانت وما زالت نقطة محورية، سواء من حيث التحكم في مضيق العقبة، بحيث يسهل شل الحركة البحرية للعدو الصهيوني، أو من حيث تأمين الحركة الملاحية لقناة السويس. وأشار الخبير العسكري إلى أن جزيرة صنافير صخرية لا يوجد حياة عليها، ولكن كان بها أفراد تأمين كما في تيران، حيث تتواجد بها القوات التابعة للجيش المصري عقب حرب أكتوبر، وفقًا لما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد والتي شملت الجزرتين؛ حيث إنهما تقعان في المنطقة "ج" منزوعة السلاح، وتم إبدال قوات الجيش بأفراد من الشرطة. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر: أثناء حرب 1967 أسر بعض الجنود المصريين على أرض جزيرة تيران، ولم يكن عليها أي مبانٍ؛ نظرًا إلى أنها محمية طبيعية، بالإضافة إلى طبيعة الأرض، كما أنها لم تشهد معارك مثلما كان الوضع على الجبهة أو في سيناء، ولكن حدث تبادل لإطلاق النار، انتهى بأسر عدد من الجنود الذين كانون يؤمنون الجزيرة. وتابع أن الخدمة كانت تبدل على هاتين الجزيرتين باللنشات البحرية كل يومين أو ثلاثة أيام، حسب خطة التأمين والجدول الزمني. وكذلك التعيين (الأكل) والمياه للأفراد، وفي بعض الأوقات كانت ترسل لهم عبر طائرات الهليكوبتر. وأشار إلى أنه رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على حرب 6 أكتوبر، إلا أن سيناء لم تقع ضمن اهتمامات المسؤولين و الوزراء في مختلف الحكومات المتعاقبة، حيث ما زالت كما كانت منذ الحرب، ونحن الآن نحصد نتيجة الإهمال والتجاهل، فقد أصبحت الأرض مقرًّا ومخبئًا للإرهاب.