بين مطرقة الأسعار وسندان الأمراض، يقضي الفلاحون والمزارعون أيامهم الأخيرة، بينما يقف النظام الحاكم موقف المفترج على الفلاحين والمزارعين، ويستعين بمجموعة من الإجراءات التقليدية. حال الفلاح اليوم لا يسر إلا العدو، وعلى ما يبدو أن الزراعة في مصر في طريقها للأفول، بعد ان اضطر العنصر الأهم فيها إلى هجرها والبحث عن مصدر رزق آخر غيرها، والحديث عن المزارعين والفلاحين. الأزمات تلاحق الفلاحين والمزراعين من كل ناحية، فأسعار المعدات والأعلاف والتقاوي والمبيدات في صعود مستمر، بينما تدنى أسعر شراء المحاصيل وبيع الماشية، التي تعاني هي الأخرى بعد ان أصبحت فريسة لأمراض تنهشها وتسكب المزيد من الملح على مصائب المزارعين والفلاحين. الأمراض تهدد الثروة الحيوانية أصبحت الثروة الحيوانية فريسة لمجموعة من المراض التي تهدد وجودها في مصر، مثل مرض الجلد العقدي وغيره من الامراض التي تفتك بالماشية، ما أجبر كثير من أصحاب المزارع على إغلاقها، بينما يجاهد الباقون أجل البحث عن حلول بديلة. الفلاح اشتكى أيضا من انتشار الأمراض بين ماشيته، وكلنا يعلم اهمية الماشية للفلاح، لكن اكثر من أزعج الفلاحين والمزارعين هو حالة اللامبالاة التي قابلتهم بها الحكومة في مواجهة هذه الأمراض، خاصة أن الأدوية البيطرية التي قدمت لهم لم يكن لها مفعول يذكر في علاج رؤوس الماشية، خاصة عندما أصيبت الأبقار بمرض الجلد العقدي مؤخرًا. أصحاب المزارع الحيوانية كانوا أكثر المتضررين من انتشار الأمراض بين الماشية، واضطر عدد كبير منهم إلى إغلاق مزارعهم، إذ ان أمراض مثل الحمى القلاعية والجلد العقدي غالبا ما تؤدي إلى وفاة الماشية، في ظل فشل الأدوية في علاجها. الأمراض كانت سببا رئيسيا في تدني أسعار الماشية كلحم قائم، حيث وصل سعر كيلو اللحوم قائم - أي رأس الماشية الحية ب56 جنيهًا، ووصل في بعض الأوقات إلى 46 جنيه، وفي المقابل هناك ارتفاع في أسعار المشتقات الزراعية مثل التِبن والعلف، ما يعني خسارة من كل ناحية للفلاحين وأصحاب المزارع. نار الأسعار ولأن المصائب لا تأتي فرادى، لم تكن الأمراض هي الكارثة الوحيدة التي أصابت الفلاحين والمزارعين، واكتووا بنار ارتفاع أسعار المعدات والآلات والعلف والمبيدات والتقاوي الزراعية. كان موسم الربيع الماضي هو بداية خراب بيوت المزارعين ومربي المواشي، عندما ارتفع سعر "حِمل التبن" ويبلغ وزنه 250 كيلو من 425 جنيه إلى 1350 جنيهًا، وسعر طن العلف وصل إلى 6 آلاف و200 جنيه. دراسة علمية حديثة أعدها فريق من الباحثين بمركز البحوث الزراعية،كشفت النقاب عن انتشار ظاهرة الاستدانة بين المزارعين كأحد أهم آثار المشاكل المعيشية التى يعانى منها صغار المزارعين. وأضافت نتائج الدراسة، التى جأت بعنوان “تأثيرات مشاكل صغار المزارعين على الحياة المعيشية ببعض قرى محافظة المنوفية”، أن من أهم المشكلات الإنتاجية التى تواجه صغار المزارعين تمثلت بشكل أساسى فى تدهور خصوبة الأرض الزراعية، وقلة مياه الرى، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى.