أدانت شخصيات مصرية معارضة ومنظمات حقوقية ، قيام السلطات الكورية الجنوبية باحتجاز أحد المعارضين المصريين تمهيدًا لترحيلة إلى مصر، الأمر الذي ليس الأول من نوعه بعد إطلاق سراح الدكتور "محمد محسوب" الوزير السابق عقب احتجازه في إيطاليا تمهيدًا لتسليمه إلى القاهرة. وأصدر 40 شخصية مصرية معارضة بالخارج بيانًا مشتركًا ، لإدانة قرار الحكومة الكورية ، معربين عن رفضهم التام لإقدام سلطات كوريا الجنوبية على ترحيل بعض شباب الثورة المصريين من طالبي اللجوء السياسي هربا من جحيم حكم عسكري غاشم. وأكدت الشخصيات في البيان أن "هذا الإجراء يمثل خروجا واضحا على المواثيق الدولية التي تمنع تعريض حياة أشخاص للخطر حال تسليمهم لسلطات قمعية لا تحترم القوانين المحلية أو الدولية". وأوضحوا أن ترحيل " معارضي النظام يمثل انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعتها كوريا الجنوبية، والتي نصت في مادتها الثالثة على أنه لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب". وقالوا:" ليس خافيا على السلطات الكورية ممارسة أجهزة الأمن المصرية للتعذيب البشع بحق المعارضين السياسيين إلى درجة قتلهم تحت التعذيب، وهو ما أثبتته تقارير لجنة مناهضة التعذيب في الأممالمتحدة، وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، وهو ما سيتعرض له هؤلاء الشباب بشكل مؤكد حال عودتهم إلى مصر حيث أن غالبيتهم متهمون في قضايا تظاهر بدون ترخيص صدرت بشأنهم عقوبات قاسية". ومن أبرز الموقعين على البيان: محمد محسوب، وأيمن نور، وسيف عبد الفتاح، وطارق الزمر، وصلاح عبد المقصود، وقطب العربي، وطاهر عبد المحسن، وأيمن عبد الغني، وحاتم عزام، وأسامة رشدي، وأحمد البقري، وعبدالموجود الدرديري، وخالد إسماعيل، ومحمد الفقي، وعصام تليمة، ومايسة عبد اللطيف، وإسلام الغمري، وأبوالمعاطي السندوبي، ومحمد شوبير، وماجدة رفاعة، وأسماء شكر، وحسين دقيل، ومحمد كمال، وهيثم أبو خليل، ودينا درويش. وفي نفس السياق ، أدانت منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان – SPH، قيام سلطات كوريا الجنوبية ب "احتجاز المواطن المصري/ أحمد المقدم، بكوريا الجنوبية، تمهيدا لترحيله إلى دولة الإمارات ومنها إلى مصر". وأوضحت المنظمة أن "المُقدم" تقدم بطلب لجوء سياسي لكوريا الجنوبية، لافتة إلى أنه مُحتجز من قبل السلطات الكورية بمطار "إنشيون" بكوريا الجنوبية بعد رفض طلب اللجوء المُقدم منه. وذكرت المنظمة أن "هذا الإجراء مُخالف للاتفاقيات الدولية المعنية بحماية اللاجئين، ومنع تسليمهم للأنظمة القمعية، التي تؤكد كافة القرارات الأُممية على منهجيتهم في التعذيب والانتهاكات، وفقد المحاكمات فيها لمعايير المحاكمات العادلة، وقد نُص على ذلك صراحة في اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، وبروتوكول عام 1967 الخاص بوضع وحماية اللاجئين". وأكدت أن ترحيل معارض مصري إلى القاهرة "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، والذي أصبح أمرا متكررا من قِبَل بعض البلدان التي يلجأ إليها المصريون، هربا من بطش السلطات في مصر". وحمّلت المنظمة ، السلطات الكورية الجنوبية المسؤولية عن سلامة المُقدم، مطالبة إياها بالالتزام بالمادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي صادقت عليها كوريا الجنوبية. وقال "المُقدم" في فيديو بثته قناة مكملين الفضائية إن قوات أمن النظام اقتحمت منزله أكثر من مرة سابقا، واعتقلت أشقائه، فأضطر للخروج من مصر إلى دولة السودان، مضيفا:" ضاقت بنا الأرض في السودان خاصة بعد ترحيل أحد الشباب إلى مصر فذهبت إلى كوريا ثم طلبت الحماية واللجوء هناك". وأوضح أن السلطات رفضت طلب اللجوء الذي تقدم به، وأخبروه بأنه سيتم ترحيله إلى دولة الإمارات، وهو الأمر الذي يعني برأيه تسلميه إلى القاهرة ،مشيرًا إلى أنه رفض فكرة ترحيله عبر دولة الإمارات، لافتا إلى أن السلطات الكورية قامت بالاعتداء عليه، وقاموا بتقييد يديه، وأنه إلى الآن لايزال محتجزا".