لم يمر يومان على واقعة توقيف الدكتور محمد محسوب، وزير شئون المجالس النيابية الأسبق، من قبل السلطات الإيطالية، على خلفية مذكرة مقدمة ضده من «الإنتربول» لتنفيذ أحكام قضائية صادرة بحقه، حتى تم توقيف أحد الشباب المصريين الهاربين إلى كوريا الجنوبية، بعد رفض منحه اللجوء السياسي. وفي مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، لشاب مصري يُدعى «أحمد محمد أبو بكر المقدم»، قال خلاله إنه محتجز حاليًا بمطار «انشوان» الدولي بالعاصمة الكورية سيول، تمهيدًا لتسلميه للإمارات. «المقدم»، أشار إلى أنه تمكن من الخروج من مصر في 2014، هربًا من التضييقات التي تعرض لها، متابعًا: «بعد الهروب توجهت للسودان، منها إلى كوريا الجنوبية، وتقدمت بطلب بلجوء سياسي إليها، غير أنه تم رفضه فيما بعد، وتم احتجازي في المطار لترحيلي للإمارات وهو ما رفضته لأن ذلك يعني لا محالة تسليمي إلى مصر». نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، دشنوا هاشتاج تحت اسم «لا_لترحيل_المقدم»، وذلك لحث السلطات الكورية، على إطلاق سراحه، وعدم تسليمه للإمارات. من جانبها طالبت أسرة «المقدم» المنظمات الحقوقية التدخل ومنع ترحيله، مؤكدين أن هناك خطر على حياته؛ حال ترحليه للإمارات. الدكتور مجدي حمدان، نائب حزب «الجبهة الديمقراطية»، وعضو جبهة «الإنقاذ» سابقًا، قال إن "ما تعرض له هذا الشاب مختف تمامًا، عما تعرض له محسوب، لكون الوزير السابق معظم التهم الموجهة ضده سياسية وليست جنائية، بينما الشاب الذي تم توقيفه بكوريا لا تعرف السلطات الكورية جريمتها، ولم تتطلع على خلفيته". وأضاف «حمدان»، ل«المصريون»، أن «كوريا اتخذت مؤخرًا قرارًا بوضع قيود مشددة على طلبات اللاجئين إليها، لا سيما بعد كثرة الطلبات في هذا الشأن، ليس من مصر وحدها ولكن من دول أخرى كثيرة". وأوضح، أنه «حال اقتناعها بأن طالب اللجوء يتعرض لتضييقات حقيقية فإنها تسمح له بالإقامة، بينما إذا لم تقتنع ترفض طلبة». ومؤخرًا، لكثرة أعداد المصريين المهاجرين إلى كوريا الجنوبية، وزيادة نسب راغبي الحصول على حق اللجوء السياسي، قررت السلطات في "سيول" فرض تأشيرة دخول مسبقًا إلى أراضيها بحق المصريين مع أكتوبر المقبل. وفسر «حمدان»، رفض منح الشاب المصري طلب اللجوء بأنه «من الوارد أن حديث ذلك الشاب لم يقنعها، وربما لم يقدم الأدلة التي تدفعها على قبل طلبه»، متابعًا: «أما عن تسلميه للإمارات وليس لمصر، فذلك لأن الإمارات بها غرف اللاجئين الشرق أوسطيين، كما أن بها مقر منظمات عديدة، بمعنى أنها ترانزيت فقط». من جهته، قال مركز «الشهاب لحقوق الإنسان»، إن «السلطات الكورية الجنوبية قامت باعتقال الشاب المصري أحمد المقدم، وذلك بعد رفض طلب لجوئه»، مشيرًا إلى أنه «يبلغ من العمر 38 عامًا، وهو مقيد في إحدى غرف المطار استعدادًا لترحيله إلى مصر، وذلك بعد احتجازه لمدة 13 يومًا». وقال المحامي الحقوقي، حسين حسن، إن «كوريا الجنوبية تربطها علاقات قوية بمصر، ومن الواضح أن العلاقات السياسية طغت على الجانب القانوني». وأضاف ل«المصريون»: «القانون الدولي يُرفض طلب اللجوء في حال عدم اكتمال الشروط المطلوبة، وبالتالي من الوارد أن يكون الشاب لم يقدم الأوراق اللازمة»، موضحًا أن «المقدم معارض سياسي، وهذا لا يعد جريمة ما لم يترتب عليها عنف». كانت الشرطة الايطالية، احتجزت محسوب، لساعات في منطقة كوميسو جنوبي البلاد بناء على طلب من السلطات المصرية، إلا أنه وبعد الحملة الواسعة التي أثيرت عقب توقيفه، تم إطلاق سراحه من قبل السلطات الإيطالية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف مصريين معارضين مقيمين بالخارج، فقد سبق أن أوقفت السلطات الألمانية أيضا الناشط عبدالرحمن عز في مطار برلين أغسطس 2017، بناء على الخلفية ذاتها، قبل أن تفرج عنه.