التصعيد بين أمريكاوفنزويلا، والذى كان آخره فرض ترامب حصارًا بحريًا على ناقلات النفط التى تدخل فنزويلا أو تغادرها بزعم استخدام عائداتها لتمويل «الإرهاب والمخدرات»، يتسارع بشكل دفع المراقبين لوصف ما يحدث بأكثر التوترات خطورة فى نصف الكرة الغربى منذ الحرب الباردة، خاصة مع إقدام أمريكا على اختطاف ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، فى عملية وصفتها فنزويلا ب«القرصنة الدولية»، وتكثيف واشنطن لضرباتها الجوية والبحرية فى الكاريبى والمحيط الهادى ضد ما تصفها بزوارق تهريب مخدرات مرتبطة بفنزويلا. وينقل هذا التصعيد الخلاف التاريخى بين البلدين من التلاسن والعقوبات المالية إلى التحرك العسكرى، ويطرح سيناريو الصدام المباشر الذى يعززه نشر أمريكا أكبر قوة بحرية لها فى المنطقة تشمل: سفناً حربية وكاسحات ألغام وحاملة طائرات وتصريح فنزويلا باستعدادها للدفاع عن سيادتها، وإعلان نفسها «جمهورية مسلحة» إذا تعرضت للغزو. ورغم أن غالبية التحليلات ترى أن محاصرة ناقلات النفط (الذى يمثل أكثر من 90٪ من صادرات فنزويلا) وتكثيف الوجود البحرى الأمريكى، ليس استعدادًا لحرب بقدر ما هو محاولة لوضع ضغوط تفخخ الأوضاع الداخلية للرئيس الفنزويلى مادورو وترغمه على الاستسلام الجزئى أو الرحيل، رغم ذلك يخشى البعض من انفجار غير متوقع نتيجة سوء تقدير أو حادثٍ متهور يتطور لأزمة ترفع منسوب المخاطر فى إقليم هش تاريخيًا، خصوصًا إذا تكرر الاستيلاء على ممتلكات النفط أو استمرت الضربات الجوية والبحرية، حيث سيجد النظام الفنزويلى نفسه فى حالة مواجهة مفتوحة مع أمريكا، مما يفتح باب الاستقطاب بين دول القارة، ويوسع أفق الصراع لتشمل أمريكا اللاتينية بأكملها. كذلك يخاف البعض أن تفتح عسكرة التوتر بين واشنطن وكاراكاس المجال أمام تدخلاتٍ غير مباشرة لقوى دولية منافسة لواشنطن، سواء عبر تقديم الدعم اللوجستى أو التعاون العسكرى مع فنزويلا، مما يعيد أجواء الحرب الباردة لكن بشكل أكثر تعقيدًا وتهديدًا.