أوضحت وكالة الأناضول في تقرير نشرته اليوم على موقعها الرسمي، أن عودة المساعدات المجمدة إلى مصر، لا ينتمي لا من قريب ولا من بعيد بحدوث تطور إيجابي ب"حقوق الإنسان" في مصر. كما استبعد خبيران أحدهما "عسكري" والأخر "حقوقي" ارتباط القرار بالوضع الحقوقي في مصر. ورجح الخبراء ثلاثة أسباب وراء القرار الأمريكي: تتمثل تلك الأسباب الثلاثة في: تمويل الصفقات التسليحية:* قال العميد الزيات الخبير العسكري إن عودة المساعدات "مسألة تخص الولاياتالأمريكية ذاتها، حيث هناك عقود مسبقة لصفقات سلاح، الحكومة الأمريكية تقوم بدفع أثمانها للجهات الأمريكية المصنعة". وأضاف: "هناك دافع رئيسي يتمثل في المسألة المادية، ومتأخرات التمويل بحق الحكومة الأمريكية بالنسبة إلى صفقات تسليحية تم توريدها للجيش المصري في فترات سابقة". وثمة أمر لفت إليه الزيات يتمثل في أن "مصر لا تحصل على المعونة نقدا، ولكنها تحصل عليها بتسهيلات ائتمانية من قبل الحكومة الأمريكية للجهات الأمريكية القائمة على أنظمة التسليح".
كوريا الشمالية:* في أغسطس 2017، ألمحت الخارجية الأمريكية إلى أن قرار حجب جزء من المساعدات الممنوحة لمصر، ربما يكون بسبب تعاون القاهرة مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونج". وفي هذا السياق، قال الزيات زيارة وزير الدفاع السابق "صدقي صبحي" إلى كوريا الجنوبية في أعقاب الانتقادات الأمريكية، وتعهد مصر بقطع علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، ربما كانت عاملا مؤثرا في استئناف المساعدات". وفي سبتمبر من نفس العام، نقل بيان لوزارة دفاع كوريا الجنوبية لم تعلق عليه السلطات المصرية، أعلن فيه وزير الدفاع صدقي صبحي قطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية. وبعدها أدانت مصر لتجارب صاروخية لكوريا الشمالية، دعت فيها القاهرة إلى وقف التصعيد والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي. تعقيدات الشرق الأوسط: * طبيعة التعقيدات الأمريكية الحاصلة بالشرق الأوسط، رآها المحلل السياسي "مختار غباشي" نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، دافعا لفتح باب جديد مع مصر عبر الإفراج عن مساعداتها العسكرية للقاهرة. مرجعاً ذلك إلى "وجود توتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية، بجانب حراك خليجي يبحر بعيدا عن واشنطن. وضرب مثالا بإطلاق الصين اتفاقيات عسكرية وسياسية مع الكويت والإمارات مؤخرا، معتبرا أن لغة واشنطن تجاه الخليجيين باتت "مزعجة". كما تعتقد واشنطن أن الصين من أهم المنافسين الاستراتيجيين لها على المدى البعيد، وتواجه علاقات البلدين أزمات متكررة ومشكلات عدة متراكمة. وهناك توجه صيني ملحوظ لتعميق وجوده في المنطقة العربية في سياق التنافس مع واشنطن. و أشار غباشي إلى "تعقيدات كثيرة تعرضت لها واشنطن بالمنطقة، كالقضية الفلسطينية واستهداف مضيق باب المندب جنوبالبحر الأحمر، والتغلغل الإيراني في المنطقة، بحاجة إلى دور مصري فعال". وهناك عدة أزمات بارزة، وصلت حد الصراع العسكري، خاصة في سوريا وليبيا واليمن، شهد مضيق باب المندب توترات عسكرية الأسبوع الماضي، إثر إعلان السعودية تعرض ناقلتين لهجوم من جماعة "أنصار الله" الحوثيين قرب سواحل اليمن.
بعد سرد الاسباب المذكورة في التقرير خُتم التقرير بسؤال جوهري وهو ماذا تنتظر واشنطن من القاهرة؟ التهدئة مع مصر في هذه المرحلة، يراها المحلل السياسي مقابلا إزاء التراجع عن تجميد المساعدات العسكرية. فيما رأى الخبير العسكري أن "الحديث عن حاجة الولاياتالمتحدة إلى مصر في المسائل العسكرية والسياسية، واتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية (1979)، بات ليس بالدرجة الأولى، حيث تملك من التسهيلات في منطقة الخليج ما يستبعد حاجتها إلى دور مصري". وأضاف الزيات هناك أمراً أخر" يتمثل في أن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، أصبح الجانبان أشد التزاما بها من واشنطن" وإزاء تهديدات تجميد المساعدات لمصر، شدد غباشي على ضرورة "تغلّب مصر على قرارات مشابهة مستقبلا"، على أن "تكون الرسالة المصرية: نحن دولة كبيرة، ودولة التزام في المنطقة علينا عن أن نستغني عن تلك المعونة".