نشبت حرب كلامية بين ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي وزعيمة الديمقراطيين في الكونجرس بعد أن قال تشيني ان معارضة المشرعين لزيادة القوات الامريكية في العراق هو "ترسيخ لاستراتيجية القاعدة". وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وهي ديمقراطية من كاليفورنيا على ذلك بالقول ان تشيني "نزل" عن مستوى منصبه بتصريحاته وانه يتعين على الرئيس جورج بوش أن يتبرأ من هذه التصريحات. وخلال زيارة للعاصمة اليابانية طوكيو أشاد تشيني باعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير جدولا زمنيا لسحب الجنود من العراق قائلا ان ذلك علامة على التقدم. وقال ان مساعي الديمقراطيين المسيطرين على الكونجرس لمنع زيادة القوات الامريكية وسحب القوات هي تحرك خاطيء سيضر بالحرب الاوسع نطاقا على الارهاب. وقال خلال مقابلة مع شبكة (ايه.بي.سي) "أعتقد في واقع الامر أننا اذا كان لنا أن نفعل ما تقترحه رئيسة المجلس بيلوسي والنائب مورثا فان كل ما سنفعله هو ترسيخ استراتيجية القاعدة.. استراتيجية القاعدة هي كسر ارادة الشعب الامريكي." وأضاف " أعتقد أن هذا هو بالتحديد المسار الخاطيء للمضي قدما. أعتقد أن هذا هو المسار الذي تؤيده رئيسة مجلس النواب بيلوسي وجاك مورثا. أعتقد أنه سيكون خطأ بالنسبة للبلاد." ويعتزم النائب الديمقراطي جون مورثا وشهرته جاك مورثا وهو من أبرز المعارضين لحرب العراق أن يطرح مشروع قانون الشهر المقبل يضع شروطا لتقديم التمويل للعمليات القتالية الجديدة الامر الذي من شأنه أن يعرقل بشكل فعلي عملية زيادة القوات. وقالت بيلوسي في بيان "نائب الرئيس تشيني يواصل التشكيك في وطنيتنا نحن من نتحدى سياسات ادارة بوش المضللة في العراق بالكونجرس لكنه نزل بهجومه الاخير عن منصب نائب الرئيس ولا سيما في وقت الحرب." وأضافت "امل أن يتبرأ الرئيس من تصريحات نائب الرئيس وينأى بنفسه عنها." وذكر البيت الابيض ان تشيني كان يعبر عن وجهة نظره بشأن مساعي الديمقراطيين للانسحاب من العراق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو "نائب الرئيس لم يكن يشكك في وطنية أحد. كان يشكك في استراتيجية يعتقد أنها ستضر بأمننا القومي." ووافق مجلس النواب الاسبوع الماضي على قرار رمزي غير ملزم يعارض زيادة القوات في العراق. ويوجد بالعراق الان نحو 139 ألف جندي أمريكي. واستغل الديمقراطيون اعلان بلير لدعم موقفهم المتمثل في الحاجة الى حل سياسي بدلا من ارسال مزيد من القوات الى المعركة المستعرة منذ أربع سنوات والتي راح ضحيتها 3148 جنديا أمريكيا. وقال السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري صرف في العراق." واستطرد السناتور الديمقراطي من ولاية نيفادا يقول "في الوقت الذي يطلب فيه الرئيس بوش من قواتنا أن تتحمل عبئا أكبر لا يمكن تحمله في حفظ النظام في حرب أهلية فان سياساته الفاشلة تركتنا في عزلة متزايدة في العراق وأقل أمنا هنا في الداخل." وأعلنت الدنمرك أيضا أنها ستسحب كل قواتها البرية من العراق بحلول أغسطس وسترسل مكانها وحدة صغيرة تدير أربع طائرات هليكوبتر بينما قالت أستراليا وهي حليف اخر لبوش انها لا تخطط لخفض قوتها في العراق وقوامها 1400 جندي.