لم نكن أول من يهتم بدراسة جلال أكبر ؛ فقد هبت عاصفة من الاهتمام البحثي العلماني فترة الستينات بالجامعات بالهند باعتباره نموذجا ، ممتازا ؛ للتسامح الديني ، وقبول التعددية الدينية ؛ وهم منسجمون مع أنفسهم ، ومعتقداتهم الكارهة لكل ماهو دين ، وترحب بكل ماهو مسخ للعقيدة الإسلامية الصحيحة ، وتشويه للشريعة السمحة . فلننظر في نشأة الرجل ، وتربيته ، والشخوص ، والعوامل المؤثرة في حياته ، دوائر علاقاته ، وولاءاته العقدية ، وروابط فكره ، ومعتقداته ؛ لنعرف حقيقة الرجل علي وجهها الصحيح. ولد الرجل للإمبراطورهمايون بن بابرشاه سنة 1542؛ فهو سليل أسرة تيمورلنك ، وجنكيزخان ،"والملك عندهم لايخرج عن كونه القائد ، والزعيم ، والحاكم ، والعسكري ، والقاضي ، والمرشد لكافة شئون الحياة الدينية ، والاجتماعية ؛ وهم للجسد الذي يحرك الدولة " ؛ فهي دولة ، عسكرية ، مستبدة ؛ تتوارث الملك ، وهمها السيادة ، والسلطان ، ولاشئ سوي ذلك. ولذا تربي تربية ، عسكرية ، صارمة ؛ ففي الثانية عشرة من عمره المشئوم كان قد اكتسب مهارة ، فائقة في الفروسية، وفنون القتال ؛ إذ تولي رعايته في صغره طيلة ثلاث عشرة سنة الأتابك ، الوزير بيرم خان ؛ نظرا لهروب والده همايون لبلاد فارس "إيران " طالباالدعم ؛ استردادا ؛ لملكه الذي فقده من الشاه "طهماسب " ؛ وهوشيعي متعصب من أسرة شيعية ، شديدة التعصب ؛ قتل أبوه الشاه "إسماعيل " خمسة عشرألف سني في عهده ، والملاحظ أن التأثير الشيعي علي" همايون" كان نافذا، مؤثرا؛ بل مرحبابه ؛ حيث يقررالمؤرخ د. جمال الشيال أن" همايون كان ذا ميول شيعية ، ويؤيد هذا أن الإدارة الحكومية له في معظمها بأيدي رجال المذهب الشيعي " والتأثيرالشيعي يتأكد ، ويتجذر في حياة أكبر منذ نعومة أظفاره ؛ فوالدته البيجوم "حميدة بنت علي أكبرجامي" شيعية، وابنة أحد مشايخهم ، والمرضعة "ماهم أنجي "؛ وهي كمايقول المؤرخ د. الساداتي عن تأثيرها علي عقله ، وقلبه في صغره ، وكبره "... ليقع تحت تأثير حاضنته الداهية ؛ والتي كان لايبرم رأيا في الغالب دون رأيها" وصاحب النفوذ الأقوي ، والأعتي في حياة أكبر ، وبلاطه هو الأتابك ، الوزير "بيرم خان " ، أميرتركماني ، شيعي ؛ فهو الذي تولي رعايته ، وتربيته ، وتدريبه علي الحكم ، والسياسة ، والقتال ؛ فيذكر المؤرخ د. محمود الساداتي أنه "عمل كذلك علي تثقيف السلطان ، الشاب ، وحضه علي طلب العلم ، والمعرفة " أي معرفة ؟!!!، وأي علم ؟!!!. ثم يقرر مستدركا "وطفق يحابي أبناء مذهبه ، ويخصهم في الدولة بالمناصب ،الرفيعة ؛ ويمعن في اضطهاد السنيين جملة ؛وهم أصحاب الغالبية بين مسلمي الهند " وقد التقي_ بحسب شهادة د.جمال الشيال _بالشيخ مبارك ناجوري ، وولديه فيضي ، وأبي الفضل ، واستوزرهما في بلاطه ؛ فيكفي دلالة علي الاختراق الشيعي لعقل جلال أكبر، وبلاطه أن يتمكن عالم ، شيعي من "الطعن علي الخلفاء الراشدين ، الثلاثة _رض_، ويسب جميع الصحب ، والتابعين و.......، و........، وحكم عليهم بالفسق ، والكفر ؛ حتي جعل أهل السنة أذلاء ، وحقرهم في نظرهذاالجاهل ، المغرور ، كماتمكن من إفهامه أن الفرق كلها باطلة عداالشيعة ". وليس بمتصور أن يتمكن عالم، شيعي من ذلك في نظام؛رأسه سني إلا إذاكان انتماؤه للسنة ؛بل للإسلام محض ادعاء ؛وبهذا ندرك أن الدائرة الأشد نفاذا، وتأثيرا في عقل أكبر ؛ هي دائرة النفوذ ، الشيعي ؛وهي التي أنتجت (مرسوم العصمة ) ؛ "الذي يمنح الملك صلاحيات ، مطلقة ؛ وبلاحدود في الاجتهاد بكل المسائل ، الدينية دون الرجوع إلي العلماء " ألايشبهك هذابما نعيشه ، ونراه ؛ ولم تكن الدائرة الوحيدة ؛ فهناك ماهو أعجب !أسمعت يوما بمسلم ؛يسلم ولده للمنصرين ؛ ليري تأثير كلامهم علي عقيدة ولده ؛ ولله في خلقه شئون ؛ ولجنون العظمة ، والسلطة فنون. #تابعونا ولازال الحديث موصولا. **الأمين العام لرابطة علماء ودعاة الاسكندرية إقرأ أيضًا:-
* الخطاب الديني.. تجديد أم تطبيع وتطويع ؟! * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! (2) * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! (3) * معذرة إلي ربكم * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟ 4 * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! 6 * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع (7)