تتلاحق الأحداث ، والوقائع تتري مابين فتوي ؛ تحل الغناء ، والمعازف ، وحفلات صاخبة ، ماجنة ، عروض أزياء لكاسيات ، عاريات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، وثالثة الأثافي ؛ أو مايكسرالمحراث يهودي معتد في حرم رسول الله _صلي الله عليه وسلم _ وبالرغم من إصرار الأنظمة في ديارنا جميعا علي أنه "لاسياسة في الدين ، ولادين في السياسة " إلا أنهم حريصون علي صدارة علماء الشرع ، ومؤسساتهم في هذا المشاهد ؛مما يؤ كد لدينا ما كان توقعا ، وبات واقعا ، وهو أن هناك من يسعي تغييراللتركيبة العقدية ، والتشريعية في أذهان هذا الجيل من شباب ، وشابات هذه الأمة ؛ توطئة ، لأعناقهم بين يدي الجزار تحت عنوان تجديد الخطاب الديني ، فلابد من ضبط هذا المصطلح ، ومفهومه حتي تتضح لنا ، و تستبين سبيل المؤمنين من المجرمين ، وبإطلالة لغوية نجد أن الجديد معناه يدور حول معان عدة منها:_ 1_نقيض الخلق ، والبلي . 2_ضد القديم زمانا ومكانا. 3_ومن معاني التجديد : التعظيم كماجاء في سورة الجن "وانه تعالي جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا" (3) 4_والوسطية والاعتدال ؛ فيقال جادة الطريق : أي سواء الطريق ، ووسطه \ ؛فإذا سمعنا كلمة التجديد "ينبعث في الذهن تصورا ؛ فيه ثلاثة أمور :_ 1_أن الشئ المجدد _بضم الميم وفتح الدال _قد كان في أول الأمر موجودا ، وقائما ، وللناس به عهد. 2_ أن هذا الشئ أتت عليه الأيام ؛ فأصابه البلي ، وصار قديما. 3_أن ذلك الشئ قد أعيد إلي مثل الحالة التي كان عليها قبل يبلي ، و يخلق " ومن ثم اهتم العلماء القدامي ، والمحدثون ثقاتهم بضبط المفهوم وفق تعريف محكم ؛ فهو عند ابن العلقمي " إحياء ما اندثر من العمل بالكتاب والسنة ، والأمر بمقتضاهما ، وإماتة ماظهر من البدع والمحدثات " أو بعبارة صاحب المفصل العلامة الدكتور عبد الكريم زيدان "التجديد في الإسلام لايعني تغيير الإسلام ، وإنما يعني العودة إليه بالعمل بماجاء في الكتاب والسنة ، والأمر بمقتضاهما ، وإزالة ماعلق بهما مماليس فيهما " ويشرح الإمام العلامة المجدد ، أديب الدعوة الشيخ محمد الغزالى ؛ فاسمع لصيحته :_ "تجديد الإسلام يعني ماأبهم الجهل من تعاليمه ، وأحكامه ،وتمكين ما زحزح التهاون من أمره ،وحسن الربط بين أحكامه وبين ماتحدث الدنيا من وقائع ، وأقضية ، وتنزيل أحوال الحياة المتغايرة علي مقتضيات القواعد العامة للشرع ، والمصالح المرسلة بين نصوصه " تدبر، وتفكرفي قوله " تجديد الإسلام ليس نقل الإسلام من مكانه إلي حيث يهوي الناس ، بل نقل الناس من نطاق أهوائهم إلي حيث يرضي الله " "تجديد الإسلام هوحفز الهمم لرد العوادي عنه ، وتجلية صور القوة فيه ، وإثارة الغرائز في بنيه ؛ حتي لايهونوا ؛ أو تهون معهم حقا ئق الوحي الأعلي " "تجديد الأسلام هوإحكام الصلة بينه ، وبين قافلة الحياة .....؛ ليشرف علي سيرها ، ويهيمن علي اتجاهاته ، وبذلك يكون زمام الحياة لهدايات الرحمن لا همزات الشياطين " وهنا تكمن أرجحية جماعية حركة التجديد شرعا اقتضاء قوله _عزوجل _ف آل عمران(ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكروأولئك هم المفلحون )104، فهي أمة ، قدوة ، تقود الناس في دعوة للإسلام بشموله ؛تبع روح الإيمان الكامن في نفوس الجماهير ؛ يعرفهم الدعاة والعلماء مايجهلون ، وانطمس من هدي الإسلام ، ويرد عنهم الفقهاء المحققون ماانتشربين أيديهم من بدع ضلالات ؛ فيهجرون ماتربواعليه منهاإعلاء لسنن القرآن ، وهدي النبوة، تقود بهم علي جبهات الجهاد والمقاومة تحريراللمقدسات ، وحراسة وصيانة للأوطان ، تنشررجالاتها ، وروادها تبليغالرسالة الإسلام ؛ فهي رحمة للعالمين ، لاتحسب للشانئين حسابا ، ولا تخشي في الله لومة لائم ،تحتسب ، ويحتسب أبناؤها الأجر والثواب في غيرتوان ، أوتخاذل يصدحون صدحة الثبات ؛ فيمارواه الشيخان عن رسول الله _صلي الله عليه وسلم_"لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ؛ لايضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ؛ حتي يأتيهم أمر الله ، وهم كذلك ". يتردد في مسامعهم قول أنس بن النضر #قوموا ؛ فموتوا علي ما مات عليه " إذا كثرت منهم التضحيات ، وانطلقت بين مرابعهم قوافل الشهداء ؛ فقد علموا نتيجة المعركة قبل بدئها ؛حيث تعلو إرادة العزيز الحكيم كل إرادة( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون ، هوالذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولوكره المشركون )سورةالصف. الأمين العام لرابطة علماء ودعاة الاسكندرية إقرأ أيضًا:- * * الخطاب الديني.. تجديد أم تطبيع وتطويع ؟! * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! (2) * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! (3) * معذرة إلي ربكم * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟ 4 * الخطاب الديني تجديد أم تطبيع وتطويع ؟!! 6