قال الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، لصحيفة الواشنطن بوست، أن المملكة العربية السعودية تدفع ثمن "خيانتها" للربيع العربي، مشيرًا إلى أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي قتل على يد جماعة الحوثي كان يمكن إزالته بعد الثورة اليمنية التي اندلعت في ربيع الثورات العربية عام 2011. وأوضح خاشقجي: إن ملك السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز وقف موقفًا متشددًا من ثورات الربيع؛ خشية اندلاع تحركات مشابهة في شبة الجزيرة العربية، وعندما وقعت الثورة اليمنية تحركت السعودية خشية من حال عدم الاستقرار التي يمكن أن تحدث في اليمن القريبة من السعودية، حيث قامت الرياض بصياغة مبادرة خليجية عبر مجلس التعاون الخليجي الذي تهيمن عليه الرياض قضت بتنحي صالح عن السلطة مقابل منحه حصانة. وأضاف خاشقجي: "هذه المبادرة الخليجية ضمنت لعلي عبد الله صالح أن يبقى لاعبًا رئيسيًا في اليمن على الرغم من أنه كان طاغية فاسدًا قتل شعبه، وفي عام 2012 انتخب نائب صالح عبد ربه منصور هادي رئيسًا لليمن، وكان من المقرر أن يكون رئيسًا انتقاليًا يقود اليمن إلى أول انتخابات برلمانية كاملة وحرة". وتابع: "الملك السعودي الراحل عبد الله، ومن بعده الملك سلمان، عملا معاً مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من أجل ضمان جدول زمني وفقًا لما هو منصوص عليه في المبادرة الخليجية المؤسفة والمعقدة، التي كانت تحظى بدعم أمريكا والاتحاد الأوروبي، إلا أن الملك عبد الله لم يفعل ذلك، وتأخرت أحلام الانتخابات في اليمن مرارًا وتكرارًا". ويستطرد خاشقجي: "كنت أعرف صالح جيدًا، وقابلته عدة مرات، كان يجيد المناورة السياسية طوال فترة وجوده بالسلطة، ولقد تنقل من حرب الحوثيين إلى التحالف معهم ضد حلفائه السعوديين، وهذا ما يمكن أن نسميه فن الحفاظ على الذات الذي يعتبر سر قوته الحقيقية، ونقطة ضعفه كانت تتمثل في أنه غير قادر تمامًا على الحكم الرشيد". ويختتم خاشقجي قوله: إن "اختيار شن المزيد من الحروب مُغرٍ لأولئك الذين في الرياض، الذين يريدون تحقيق هزيمة ساحقة للحوثيين وإخراجهم من اللعبة السياسية، ولكن ذلك سيكون مكلفًا، ليس للسعودية وحسب وإنما أيضًا للشعب اليمني الذي يعاني كثيرًا نتيجة هذا الصراع الذي منع الشعب اليمني من تحقيق رغبته في الحرية، خاصة بعد أن أصبح الحوثي قوة كبيرة، وهم لا يحملون أي قيمة من قيم الربيع العربي".