تحاول المملكة العربية السعودية بالقيادة الجديدة التي تتمثل فى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله ولي العهد، محمد بن سلمان، إلي اخراج التطبيع مع العدو الصهيوني إلي العلن، وجعله كالحياة الطبيعية التي يعيشها العرب، متغاضيًا كحال العديد من حكام العرب التابعين للحلف الصهيوني الأمريكي، التعاليم الإسلامية، وقواعد العروبة والقضية الفلسطينية، التني ترفض وتنفر وتُجرم ذلك التطبيع، مع عدو انتهك الأرض والحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب أيضًا. يتأكد ذلك بعد ظهور علني جديد، مع الأمير تركي الفيصل - رئيس الاستخبارات السعودي السابق - مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية العدو السابقة، وفي حضور حشد صهيوني كبير بأمريكا، بمنتدي صهيوني فى كنيس يهودي الشهر الماضي بنيويورك. ونشرت "ليفني" تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، صورة بجوار الفيصل، مبشرة بسير ما أسمته عملية السلام بالشكل المرسوم لها، والذي ينص على كل الحقوق للصهاينة فى إقامة دولتهم المزعومة، واهدار حقوق الفلسطينيين والعرب ككل. ليفني، وخلال حضورها ندوة عن الشرق الأوسط في جامعة هارفارد ببوسطن بالولايات المتحدة، مع تركي الفيصل قالت "السلام الإقليمي الكامل والتطبيع مع الدول العربية سيتحقق من خلال السلام مع الفلسطينيين". ونشرت ليفني، صورة أخرى جمعتها، بالأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وغابي أشكينازي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها ليفني مع تركي الفيصل، الذي لا يخفي وجود علاقات بينه وبين الجانب الصهيوني. وفي السابق، دافع الأمير السعودي عن لقاءاته المتكررة والعلنية مع ساسة صهاينة خلال استشافته بمنتدى السياسة الإسرائيلية بمعبد يهودي، كما أشاد بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم التصديق على المعاهدة النووية مع إيران، في الوقت الذي نفى فيه مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية زيارة سرية لأحد المسؤولين في السعودية للكيان الصهيوني. وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله في ألا تكون الأخيرة، ودافع عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين صهاينة سابقين. وقال مخاطبا الحضور: "علينا الحديث مع من نختلف معهم وليس بالضرورة مع نتفق معهم، خاصة إذا كانت لدينا وجهة نظر نحاول من خلالها إقناع الآخرين، كقضية السلام في فلسطين، حيث يوجد خلاف في الرأي بين العرب والإسرائيليين، ولهذا يكتسب الحديث مع الطرف الآخر أهمية قصوى". ونالت مشاركة الفيصل في المنتدى آنذاك، احتفاءً كبيراً على المستوى الصهيوني، حيث قال المنتدى على حسابه ب "تويتر" معلقاً على الأمر "يحدث الآن: الأمير تركي الفيصل يتحدث للمرة الأولى من كنيس يهودي في أميركا". كما نقل الناشط اليهودي جيفري ستيرن مؤسس موقع "التوراة" على "تويتر" ممازحة بين الأمير السعودي ورئيس الموساد السابق قال فيها "بأموال اليهود وعقول العرب كل شيء يمكن تحقيقه". ونشر الصحافي في "جيروازاليم بوست" العبرية مايكل ويلنر في تغريدة له أكّد فيها أنّ الفيصل خاطب لأول مرة كنيساً يهودياً، فيما كان العلم الإسرائيلي مرفوعاً على المنصة. وحول ذلك، تمنى الفيصل ألا تكون زيارته الأولى إلى كنيس الزيارة الأخيرة، ما استدعى تصفيقاً من هليفي (رئيس الموساد السابق). وعلى المستوى العربي، هاجمت شخصيات عربية بارزة على "تويتر" مشاركة الفيصل بالمنتدى الإسرائيلي، فمن جانبه قال النائب الكويتي السابق ناصر الدويلة "يتولى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل والجنرال عشقي زمام المبادأة للاعتراف بالاحتلال الصهيوني، والتطبيع معه، وهذا شيء نعارضه بشدة".