دائمًا يدفع "الصحفي" ضريبة نشره للحقيقة, ورأينا ذلك خلال الثورات العربية التي ولدت منذ 2011 ومازالت مستمرة حتى الأن , حيث أكدت وسائل إعلام , اغتيال الصحفية الشهيرة "دافنه كاروانا غاليزيا" , بواسطة سارة مفخخة ,مساء أمس الإثنين , بالقرب من منزلها, و"كاروانا" , هي التي كشفت فساد بعد الحكومة ونشرت وثائق "بنما" الشهيرة التي أحدثت ضجة في العالم, والتي اتَّهمت الحكومة اليسارية بالفساد. وأعلن رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، وفاة "كاروانا" ,واصفًا الحادث ب"العمل الهمجي" وأصدر أوامرَ لأجهزة الأمن بتخصيص أكبر قدر من الموارد لتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة, قائلًا إنَّ "ما حدث اليوم غيرُ مقبول على مختلف المستويات، إنه يوم أسود لديمقراطيتنا ولحرية التعبير. لن أشعر بالارتياح حتى يتم تحقيق العدالة". وأشارت جريدة "الجارديان", إلى أن "كاروانا" قد تقدمت بببلاغ قبل 15 يومًا إلى الشرطة بشأن تلاقيها تهديدات بالقتل , مضفيةٍ أن أحد أبنائها سمع صوت الانفجار فور حدوثه، وهرع للخارج. وقبل 30 دقيقة فقط من مقتل "كاروانا" ,كانت قد دونت أخر تدوينة لها قائلة ,"هناك أوغاد في كل مكان تنظر إليه الآن.. لقد أصبح الوضع مؤسفاً", واصفةٍ خلال التدوينة الوضع السياسي في بلدها بانه "يائس", وهاجمت غاليزيا خلال التدوينة قادة المعارضة، وَوصفت الوضعَ السياسي الحالي في بلدها بأنه "يائس". كما سخرت غاليزيا من قول شمبري إن راتبه لا يكفي لشراء "فول سوداني"، حيث اتهمت زوجة جوزيف موسكات -رئيس وزراء جمهورية مالطا- بتلقيها أموالاً من ابنة رئيس أذربيجان، من خلال شركة أنشأتها موساك فونسيكا، قائلة: "في النهاية حلوا مشكلات رواتبهم عن طريق إنشاء بنك مخفي في مالطا، ليختبئوا عن الأضواء". وعبرت الإعلامية "خديجة بن قنة" , عن حزنها الشديد بشأن الواقعة قائلة ," فجروا سيارتها وقتلوها بدم بارد لأنها كانت تزعجهم بتحقيقاتهاالاستقصائية عن الفساد..الصحافية المالطية "دافني غاليزيا" التي اشتهرت بفضح الفساد و السياسيين الفاسدين". وأردفت "خديجة","هكذا يدفع الصحافيون حياتهم ثمناً للحقيقة..". ويأتي مقتل غاليزيا بعد أربعة أشهر من فوز حزب العمل بزعامة موسكات في الانتخابات العامة، التي دعا إليها في وقت مبكر، نتيجة سلسلة من الفضائح هزت أوساطه المقربة، التي ركَّزت عليها اتهامات المدوِّنة. وكان موسكات، وهو رئيس لمجلس الوزراء منذ عام 2013، قرَّر التوجُّه إلى الانتخابات العام السابق، بعد بروز اسم زوجته في إحدى قضايا الفساد الناجمة عن تسريبات ما يُسمَّى "أوراق بنما".