شهدت فاعليات برنامج "سفراء الأقصى" يومًا جديدًا حافلًا بالمعلومات القيمية ، والدروس التاريخية المستفادة ، وسرد لأهم الأحداث التي غيرت من واقع الأمة العربية ، والتى اطلت برأسها على أرض فلسطين والحركة الوطنية الفلسطينية. وكما تعهد حزب الاستقلال ، أن يقدم برنامج "سفراء الأقصى" محتوى فريدًا من نوعه يساهم في توعية حقيقية بالقضية الفلسطينية ونصرة المسجد الأقصى المبارك ، كان الموعد حاضرًا مع المؤرخ والكاتب الفلسطيني "عبد القادر ياسين" ، الذي ألقي محاضرتين في بالغ الأهمية ، موضحًا أهم الأحداث التاريخية منذ يوم 9 ديسمبر عام 1917 ودخول قائد القوات البريطانية الجنرال "أدموند أللنبي" مدينة القدس الشريف ، وجتى معاهدة كامب ديفيد التى تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978. ولأن القضية الفلسطينية تعتبر حتى اليوم، القضية الرئيسية في الشرق الأوسط، حيث تنعكس تطوراتها على دول الجوار، والدول العربية والإسلامية بشكل عام ، تحدث المؤرخ والكاتب الفلسطيني "عبد القادر ياسين" الذي ولد في مدينة يافا عام 1937 ، والذي عاصر أهم مراحل تطور الحركة الوطنية الفلسطينية ، عن أهم المراحل التاريخية الهامة. أهم ملامح الحركة الوطنية الفلسطينية بدأت المحاضرة الاولى التى كانت شاهدة على تطور الحركة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1918 وحتى نكبة فلسطين عام 1948 ، بسرد تاريخي عن نهايات الحرب العالمية الأولى ، وتقسيم ارث الدولة العثمانية ، خلال الاتفاق والتفاهم السري بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنساوبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى. وتم الوصول إلى اتفاقية سايكس بيكو بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنساوبريطانياوروسيا القيصرية آنذاك. ولقد تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنساوبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية - الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون. وأكد "ياسين" أن هذه الاتفاقية اقترنت بشكل كبير بتصؤيح بلفور المعروف بوعد بلفور ، الذي قدمه وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور إلى اليهود في الثاني من نوفمبر عام 1917، بدعم إقامة دولتهم العنصرية في فلسطين ، مرورًا بهبة البراق التى وقعت في مدينة القدس يوم 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين. "ياسين" ذكر خلال محاضرته عدة مملامح من الخيانة العربية التى ساهمت بشكل كبير فى تدمير المجتمع الفلسطيني قبيل اعلان الكيان الصهيوني ، مما أدى لتفتيت الكيان الفلسطيني ، ومنها ما حدث في معركة القسطل معركة الفاصلة في التاريخ الفلسطيني ، والتى وقعت خلال الفترة التي سبقت حرب 1948 مباشرة وكانت جزء التحركات العسكرية للعصابات الصهيونية في عملية نحشون والتى سقط فيها عبد القادر الحسيني أحد القيادات العسكرية الفلسطينية الوطنية في محاولة مستبسلة في الدفاع عن القدس. واكد أن النكبة هي تقويض البنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني ، مؤكدًا أن المسؤول الأول عن النكبة هو النظام النظام السياسي العربي "الذي تجلى فيما يمسي جامعة الدول العربية التى أسسها (أنطوني إيدن) رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق". وأضاف ياسين: "الجامعة العربية اقامتها بريطانيا لتشديد لمواجهة المسعكر الاشتراكي ، ولمواجهة أطماع امريكا التى تطمع في مرافقة الوضع الاستعمارى لبريطانياوفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية" ، مضيفًا: "حيث أصبحت أمريكا رأس المعسكر الاستعماري الجديد وتريد حقل استعمارى يوازي وزنها". وتابع "الجامعة العربية دعت الاحزاب الفلسطينية لترسل مندوبًا عنها ليشارك فى الجلسة الافتتاحية ، واختلفت الاحزاب الفلسطينية واختاروا واحدة من خارج هذه الأحزاب اسمه موسي العلوي ، وهو تربية رئيس وزراء مصر آنذاك -مصطفى النحاس باشا- الذي أبلغه ان بريطانيا معترضه على تمثيل فلسطين فى الجامعة" ، مؤكدًا أن النحاس طلب موافقة بريطانيا أولًا وهو ما استطاع موسي العلوى فعله ، "بهذه الطريقه المهينه تم قبول فلسطين فى الجامعة العربية". وقال "ياسين" ، أنه عندما صدر قانون تقسيم فلسطين في نوفمر عام 1947 ، اجتمع رؤساء الأركان العرب فى الجامعة العربية ، "وقدروا أن العصابات الصهيونية يبلغون 64 ألف مقاتل الصحيح أن العصابات كانت تتكون من 68 ألف مقاتل ومثلهم احتياط- ، ومن بديهيات الحرب أنه يجب أن ترسل ثلاثة أضعاف المدافعين قوات مهاجمة" ، مضيفًا: "القوات العربية أرسلت 20500 مقاتل فقط ، أى أقل من ربع القوات الرئيسية للعدو". مضيفًا أن القوات العربية دخلت الحرب مع جهل تام بالأرض التى يخوضون عليها المعركة ، وجهل شبه تام بالهدف الذين يقاتلون من أجله ، وقالوا لهم في مصر (أنتم ذاهبون فى نزهه) ، وقالوا لهم في سوريا (أنتم ذاهبون إلى مجرد مناورة عسكرية)" ، مؤكدًا أن تدريب القوات العربية كان متواضعًا ، وتسليحهم شحيح. وذكر المؤرخ الفلسطيني قصة اسناد مهمة الجيوش العربية إلى السير "جون باجوت جلوب" المعروف باسم "جلوب باشا" ، مؤكدًا أن "جلوب" ذكر في مذكراته التى جائت تحت عنوان "جندي مع العرب" ، أن "بريطانيا شددت على الدول العربية ألا تتخطى جيوشها خط التقسيم التى رسمته الأممالمتحدة" ، وأضاف: "لذلك كلنا يعرف لماذا انسحب الجيش الأردني بليل ، ودخلت القوات الصهيونية". وقال "ياسين": "ما كان للدول العربية أن تنتصر في هذه الحرب ، فقد دخلوا على فلسطين وأكثر من 80 % من الأراضي الفلسطينية بيد المقاتلين الفلسطينين ، وبعد الحرب انقلبت الأيه وأصبح 78 % من الأراضي الفلسطينية بيد العصابات الصهيونية ، الجيش المصري والجيش الأردني طالبوا من المقاتلين الفلسطينين تسلم أسلحتهم بدلًا من طلب يد العون والمساعدة". سفراء الأقصى.. كن سفيرًا للقضية ولا يزال برنامج "سفراء الأقصى" يسير على قدم وساق ، مستغلًا الأحداث الأخيرة التى وقعت في المسجد الأقصى المبارك ، لتعميق القضية الفلسطينية فى نفوس وصدور من أراد معرفة التأصيل الحقيقي للقضية الفلسطينية ، ومعرفة طريق نصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وكان حزب الاستقلال ، قد أعلن انطلاق برنامجه الجديد لنصرة المسجد الأقصى المبارك ، تحت عنوان "سفراء الأقصى" ، مضيرًا إلى أنه "في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الانتهاكات ضد المسجد الأقصى المبارك ، وفي ظل الصمت المريب من الأنظمة العربية والتعتيم الإعلامي المتعمد عن خطورة ما يحدث لثالث الحرمين الشريفين ، وغياب الدور المنوط به توعية الشعوب بأهمية ومكانة المسجد الأقصي المبارك ، والقضية الفلسطينية التى تعد واحدة من أهم القضايا التى تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ، كان مشروع سفراء الأقصى الذي يهدف لتخريج جيلًا جديدًا من سفراء القضية والمدافعين عنها ، ليحملوا راية توعية الأجيال القادمة دافعًا عن أرضها المسلوبة وحقوقها الضائعة". ورحبت الدعوة بالتسجيل للالتحاق بالبرنامج الجديد ، مؤكدة أن البرنامج متاح للمصريين والعرب والدول الإسلامية "لأن القضية ليست حكرًا لفصيل أو عرق" ، مؤكدة أن المتدرب الذي سوف يقوم بالتسجيل والموافقة على عضويته سيتلقى عدة محاضرات لتأصيل القضية الفلسطينية (تاريخيًا وسياسيًا وجغرافيًا ودينيًا) على أيدى أساتذة وخبراء متخصصون فى القضية الفلسطينية ، على مدار 3 شهور متصلة. من ناحيته قال الدكتور "أحمد الخولي" ، أمين التنظيم بحزب الاستقلال ، أن الحزب حمل على عاتقه وبادر بإنشاء برنامج "سفراء الأقصى" التوعوي التثقيفي ، لنتناول فيه جزء مهم وعزيز على أمتنا العربية والإسلامية ، مشيرًا إلى أن الأحداث التاريخيه التى تمر بالمسجد الأقصى تعتبر شاهد على أمتنا. وأضاف أمين التنظيم بحزب الاستقلال ، أن الأمة العربية انقلبت على وجهها فى صراعات طائفية واقليمية ، بل تصارعت مع نفسها حتى بعد المسجد الأقصى عن الوعي العربي والإسلامي ، مؤكدًا أن المحتل الصهيوني انتهز هذه الفرصه لبسط سيطرته على المسجد الأقصى ومنع المصليين من دخوله. وأكد الدكتور "أحمد الخولي" ، أن حزب الاستقلال أنشاء هذا البرنامج لأنه من الضروري تخريج سفراء للأقصى من أجل التعبير على ثالث الحرمين الشريفين والحصار الواقع عليه ، ولكن ينتبه كل العرب والمسلمين أن قضيتهم الاولي هى القضية الفلسطينية ، وأن الحيود عن هذه القضية إلى صراعات داخلية أومذهبية أو عرقية ، أن المقصود منها هو الابتعاد عن القضية الفلسطينية والمسجد الاقصى.