واصل الكاتب المعروف بدعمه الكامل من النظام، يوسف زيدان، هجومه البذئ على قادة الإسلام، وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبى، وسيف الدين قطز، للمرة الثانية، وذلك بعدما وصفه ب "أحقر شخصيات التاريخ"، كما طعن في عدد من القادة المسلمين الذين خلدهم التاريخ. وبالرغم من الحملة الشرسة التي شنها المصريون على تصريحات زيدان، والتي كشفت في نظر ملايين المصريين عن جهله، إلا أنه يصر على الإساءة للرموز الإسلامية وقادة الفتح الإسلامي. وكتب زيدان- عبر صفحته على موقع "فيسبوك- منشورا طالب فيه المصريين والعرب بشكل عام ب"الاستفاقة من أوهامهم التي رسخت في اللاشعور الجمعي لديهم"، على حد قوله. واعتبر زيدان- في منشوره الجديد- أن الذين جعلوا للأمة العربية والإسلامية مكانة بين الأمم المتحضرة، هم "العلماء، والشعراء، والفنانون، والصوفية، من أمثال البيروني، والرازي، وابن سينا، وابن رشد، وابن النفيس"، وأضاف "هؤلاء هم أبطالكم الحقيقيون". وجدد زيدان هجومه على رموز تاريخية، ووصفهم ب"المزيفين والسفاحين الحقراء، الذين استباحوا الدماء من أجل السلطة"، بحسب تعبيره، وذكر أن الذين تنطبق عليهم الصفات التي قالها هم "عبدالرحمن الداخل، وأبوالعباس السفاح، والحجّاج بن يوسف، وقطز، وبيبرس، وصلاح الدين المملوك الكردي الذي ترك قومه يعانون من ظلم العباسيين، وخان الحاكميْن اللذين أقسم لهما بالولاء: السلطان السُّني نور الدين، والخليفة الشيعي العاضد الفاطمي". وختم منشوره بالقول: "افهموا الملعوب يا عرب وارحموا أنفسكم فيرحمكم الله ويحترمكم المعاصرون". وتعد تلك هى الهجمة الاكبر والأجرء ل"زيدان" بعد تصريحاته بإن المسجد الأقصى ليس فى فلسطين، وأن صلاح الدين قد حصل عليها بالتفاوض والتصالح مع المسيحين وليس بالحرب (وهذا تكذيب للتاريخ بالطبع)، ولكن زيدان أراد أن يؤكد أقوال قائده عبدالفتاح السيسى عن السلاد الدافئ مع الكيان الصهيونى، مشككًا فى تاريخ المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك، حتى يكون الطريق مفتوح لتغيير العقيدة، والتمهيد لما هو آت. وقد أثبتت التسريبات التى جاءت عن لسان زيدان نفسه ذلك بكل تأكيد، حيث أنه أشار فيها إلى أن رئاسة النظام هى من توجهه فى ذلك. ويعتبر صلاح الدين الأيوبي، الذي ولد في تكريت بالعراق عام 1138 ميلادية، رمزا من رموز الفروسية والشجاعة. كما يعد أكثر الأشخاص تقديرا واحتراما من قبل خصومه؛ بسبب تسامحه وإنسانيته ومعاملته الحسنة التي تميز بها. قد تم ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة. كان له الفضل في تأسيس الدولة الأيوبية، بعد قضائه على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. وقاد حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين لاستعادة الأراضي المقدسة، وتمكن من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان، بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس في معركة حطين. كذلك يعتبر السلطان سيف الدين قطز أحد أشهر وأهم حكام مصر على مر التاريخ؛ بسبب شجاعته في التصدي للمغول وقيادته للقوات التي هزمتهم في معركة عين جالوت التاريخية المهمة. كما يلقب الظاهر بيبرس بأنه "أبوالفتوحات"، وهو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، وانتهى به الأمر كأحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط. وحكم بيبرس مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت، وأحيا خلال حكمه الخلافة العباسية في القاهرة بعدما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظُماً إداريةً جديدة في الدولة. واشتهر بيبرس بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط.