أعلنت صحيفة "هآرتس"العبرية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء عن استعدادات تجريها الإدارة المدنية في جيش الاحتلال الصهيوني لتنفيذ خطة من ثلاث مراحل، لتهجير المواطنين الفلسطينيين من محيط مدينة القدسالمحتلة، والذين يسكنون في المنطقة المصنفة "سي" (بحسب اتفاقيات أوسلو) خلال الأشهر القادمة، وتجميعهم في مناطق سكنية محددة، وذلك بهدف توسيع العديد من المستوطنات، لا سيما تلك التي تقع في محيط مدينة القدس. وبحسب الصحيفة؛ ستتركز الخطة الصهيونية في البداية بإخلاء المواطنين البدو شرقي مدينة القدس، بهدف توسيع مستوطنة "معالي أدوميم" وكذلك بعض المستوطنات في المنطقة الممتدة ما بين شرقي مدينة القدس وشرقي مدينة رام الله. وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني"كان قد بدء بتنفيذ مشروع إخلاء البدو شرقي مدينة القدس بداية التسعينيات، وأقدمت على إخلاء العديد من العائلات من عرب "الجهالين" من هذه المنطقة وتجميعهم بالقرب من العيزرية، بهدف توسيع مستوطنة "معالي أدوميم". وذكرت الصحيفة أن السلطات الصهيونية تعتبر غالبية الأراضي المصنفة "سي" ملكا للدولة، ويعطيها اتفاق أوسلو الحق في إخلاء البدو من هذه المناطق لأنها مناطق للمستوطنات ولمعسكرات الجيش الإسرائيلي. وأكدت أن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إخلاء ما يقارب 2400 مواطن فلسطيني يعيشون اليوم شرقي مدينة القدس، وذلك لربط المستوطنات الموجودة في هذه المنطقة مع مدينة القدس من خلال بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية. وتوقعت الصحيفة أن تبدأ سلطات الاحتلال بتنفيذ هذه المرحلة قريبًا وتنتهي في عام 2012. أما المرحلة الثانية والتي سوف تنتهي عام 2015؛ فتتضمن تجميع باقي المواطنين الفلسطينيين البدو في تجمعات سكنية جديدة، في مواقع تعتبر "الأنسب بالنسبة للكيان الصهيوني"، مشيرة إلى أن هناك إمكانية لإقامة تجمع سكني بالقرب من "النبي موسى"عليه السلام شرقي مدينة "القدس" والقريب من مدينة "أريحا" وكذلك في "وادي أبو هندي" شرقي بلدة" أبو ديس" حيث يعيش الآن في هذه المنطقة بعض العائلات البدوية. وتشمل المرحلة الثالثة من المخطط، بحسب الصحيفة؛ تجميع كافة المواطنين البدو في الضفة الغربية في مناطق سكنية جديدة، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني سوف يجد صعوبات كبيرة خلال تنفيذ هذه المرحلة، خاصة مع البدو الذين يسكنون بالقرب من مدينة "قلقيلية" شمال الضفة الغربية، كون معظم هؤلاء البدو يملكون الأراضي التي يعيشون عليها اليوم. وبحسب الصحيفة؛ يعيش في مناطق الضفة الغربية ما يقارب من 27 ألف مواطن فلسطيني بدوي، وكلهم لاجئين من منطقة "النقب" بعد عام 1948. وأضافت أنهم يعيشون منذ ذلك الوقت في مناطق واسعة ممتدة من جنوب الضفة حتى شمالها، وفي العديد من المناطق استطاع بعض المواطنين شراء الأراضي التي يعيشون عليها اليوم من المواطنين الفلسطينيين في القرى القريبة منهم، بينما تزعم سلطات الاحتلال أن 80 %من المواطنين الفلسطينيين البدو يعيشون اليوم على "أراض تابعة للدولة"، حسب ادعائهم.