جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخرج الدفعة 22 من كلية العلاج الطبيعي بحضور قيادات الجامعة (صور)    حركة مؤشر الذهب عالميا بعد تثبيت الفيدرالي لأسعار الفائدة    بتكلفة تتجاوز 90 مليون جنيه.. متابعة أعمال تطوير وصيانة المدارس ضمن برنامج «المدارس الآمنة»    رسميًا.. صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بالزيادة الجديدة خلال ساعات    75 شهيدا في غزة بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم    البرلمان العربي: تعزيز مشاركة المرأة والشباب في العمل البرلماني ضرورة حتمية    حماس ترفض الدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة    إدارة ترامب تطالب حكومات محلية بإعادة مساعدات مالية لمكافحة كورونا    نجم الأهلي يتلقى عرضين من السعودية وفرنسا    جيسوس يصدم جواو فيليكس بعد مشاركته الأولى مع النصر.. تصريحات مثيرة    استعدادا للموسم الجديد.. الأهلي يواجه بتروجت والحدود وديًا الأحد المقبل    ضبط 333 كيلو أسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك ب كفر الشيخ (صور)    محافظ قنا يستقبل مدير الأمن الجديد ويؤكد دعم التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار    طاحونة أبو شاهين في رشيد، معلم أثري يروي حكايات طحن الحبوب في زمن الدواب (فيديو وصور)    بعد ساعات من طرحه.. عمرو دياب وابنته جانا يكتسحان التريند بكليب «خطفوني» (تفاصيل)    مثالي لكنه ينتقد نفسه.. صفات القوة والضعف لدى برج العذراء    طريقة عمل المهلبية بالشيكولاتة، حلوى باردة تسعد صغارك فى الصيف    رئيس مجلس الوزراء يشهد إطلاق وزارة الأوقاف مبادرة «صحح مفاهيمك»    وزارة العمل تبدأ اختبارات المرشحين للعمل في الأردن.. بالصور    وزير الثقافة وأحمد بدير ومحمد محمود يحضرون عزاء شقيق خالد جلال.. صور    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    نتنياهو: أسقطنا المساعدات على غزة وحماس تسرقها من المدنيين    انطلاق المؤتمر الجماهيري لحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لدعم المرشح أحمد العادلي    بواقع 59 رحلة يوميًا.. سكك حديد مصر تُعلن تفاصيل تشغيل قطارات "القاهرة – الإسماعيلية – بورسعيد"    الكونغ فو يحصد 12 ميدالية ويتوج بالكأس العام بدورة الألعاب الأفريقية للمدارس    تحليل مخدرات والتحفظ على السيارة في مصرع شابين بكورنيش المعادي    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    فيديو.. ساموزين يطرح أغنية باب وخبط ويعود للإخراج بعد 15 عاما من الغياب    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    الليلة.. دنيا سمير غانم تحتفل بالعرض الخاص ل «روكي الغلابة»    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    هبوط أرضي مفاجئ في المنوفية يكشف كسرًا بخط الصرف الصحي -صور    نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    لماذا ينصح الأطباء بشرب ماء بذور اليقطين صباحًا؟    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة لانقاذ القدس .. تنطلق من اسطنبول.
نشر في أخبار مصر يوم 23 - 11 - 2007

أثارت أعمال الحفرالاسرائيلية المتواصلة بجوار المسجد الأقصى ردود فعل غاضبة على الصعيدين العربى والاسلامى ، وفى محاولة لانقاذ المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس من انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين .. انطلقت في إسطنبول قبيل مؤتمر السلام المرتقب ، أعمال ملتقى القدس الدولي الخميس الموافق 15 نوفمبربمشاركة ممثلين مسلمين وأقباط عن أكثر من 65 دولة, وسط مطالبات بوقف عمليات التهويد والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الأقصى بزعم البحث عن بقايا هيكل سليمان دون مبالاة بمخاطرأعمال الحفرعلى هذه المبانى المقدسة .
ويزيد من أهمية انعقاد الملتقى العالمى قبل أيام من بدء مؤتمر أنابوليس للسلام بالولايات المتحدة أن قضية القدس تمثل قضية شائكة من قضايا الوضع النهائى بمفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية ،وتثيراهتمام نحو 300 مليون عربي ومليار ونصف المليار مسلم بانحاء العالم .
وعلى هامش أعمال الملتقى الدولى للقدس التى تستمر ثلاثة أيام فى اسطنبول، حذر رئيس مؤسسة الأقصى الشيخ رائد صلاح من أن استمرار احتلال القدس يجعلها في خطر دائم، داعيا إلى إطلاق حملة عالمية لدحر الاحتلال. وكذلك حذر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين من الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلى على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس مشيرا إلى أن حماية القدس هى مسئولية جميع الدول العربية والإسلامية.وإنه من المهم أن تكون هناك رسائل من الدول العربية والإسلامية لإسرائيل فى مواجهة الحفريات والإغلاق والتهويد والتضييق على سكان مدينة القدس وترويج الكثير من المزاعم التى لا أساس لها من الصحة..مشيراً
إلى أهمية انعقاد الملتقى الدولى حول القدس فى توجيه رسالة إلى إسرائيل بأن العالم الإسلامى لن يصمت تجاه ما يجرى فى القدس وليس فقط العالم الإسلامى لأن الملتقى يشارك به مسيحيون أيضا كما أنه يجمع بين مختلف التيارات والأطياف السياسية ، وحتى تعلم اسرائيل قبل أن تقدم على أية حماقة فى المسجد الأقصى أنها بممارساتها ضد القدس إنما تجرح مشاعر ثلاثة أرباع العالم وأن ما تفعله لن يمر بسلام .وأضاف أنه لا يجب أن ننتظر من أمريكا التى تحتضن إسرائيل أن تدفع في اتجاه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تصب في صالح الحقوق العربية والإسلامية بالرغم من وجود قرارات بشأن القدس الغربية لكنها لم تحترم وليس من المتوقع أن يحترم الجانب الإسرائيلي أية قرارات أو معاهدات.
وحول إمكانية عقد قمة عربية طارئة فى حالة استمرار الممارسات الإسرائيلية ضد القدس وزيادة المخاطر على المسجد الأقصى أكد صبيح أن كل شىء وارد وهذا يعتمد على استشعار الدول العربية وقادتها لهذه الأخطار موضحا فى الوقت نفسه أن قضية القدس إسلامية أيضا وليست عربية فقط وأن حماية القدس هى مسئولية جميع الدول العربية والاسلامية .
بينما أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبرى أنه لا يمكن التنازل بأى حال من الأحوال عن القدس مشددا على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون عودة القدس إلى أصحابها وعودة اللاجئين وأشار إلى ضرورة توحيد الجهود لنكون من أجل استعادة القدس. وصرح الشيخ صبري بأنه سيطرح في الملتقى الوثيقة المقدسية التي وقعت عليها أكثر من مائة شخصية مقدسية منذ يومين يؤكدون فيها التمسك بالثوابت الفلسطينية لاسيما حق العودة والقدس وأنه سيعرض على الملتقى تبنيها فى إعلانه الختامى الذى يصدر غدا السبت . فى حين نفى خطيب المسجد الأقصى أن يكون لتوقيت الملتقى الدولى حول القدس أية علاقة بمؤتمر أنابوليس المزمع عقده قريبا بدعوة من الإدارة الأمريكية مشيرا إلى أن الأمر جاء مصادفة لأن التحضيرات لهذا الملتقى سبقت الإعلان عن مؤتمر أنابوليس. واعتبر هذا التقارب فى الزمن من حسن حظ مدينة القدس لأنها كانت مهملة ،فجاء هذا الملتقى ليبرزها ويسلط الضوء عليها إعلاميا.
وتأتى فعاليات هذا الملتقى بعد أن كشفت جولة قام بها نواب من الكنيست في القدس المحتلة الأربعاء الماضى عن حفريات جديدة تقوم بها سلطات الآثار الإسرائيلية بجوار المسجد الأقصى تجري في حي سلوان، وتشمل نفقا جديدا قرب الحرم الشريف.واستهدفت هذه الجولة تأكيد ما أسماه النواب حق اليهود التاريخي في القدس, ورفض تقسيمها في أي إطار للحل مع الفلسطينيين.وفى غضون ذلك ،أقر (الكنيست) من حيث المبدأ تشريعا للحيلولة دون التنازل عن أي جزء من القدس في إطار أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.وينص مشروع القانون على أن أي تعديل لقانون عام 1980 الذي أعلن القدس بشطريها عاصمة "كاملة وموحدة" لإسرائيل يتطلب موافقة ثمانين صوتاً بالبرلمان المكون من 120 عضوا بدلا من 60 صوتاً طبقا للمعمول به حاليا.ويتطلب هذا التعديل الذى اقترحه زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهوالطرح للتصويت في الكنيست ثلاث مرات، وهي عملية قد تستغرق عدة أشهر.من جهته اعتبر جدعون ساعر، وهو نائب ليكودي أن التمرير المبدئي بمشروع القرار قبل أسبوعين من مؤتمر أنابوليس الذي دعت إليه واشنطن يبعث رسالة هامة وواضحة للمجتمع الدولي كله مفادها أن "كل شعب إسرائيل والبرلمان يعارضان تقديم أي تنازلات بشأن القدس" رغم تلميحات أولمرت في وقت سابق إلى أن إسرائيل يمكن أن تعيد المناطق الفلسطينية النائية بالقدس في إطار اتفاق السلام.
وقد استنكرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مؤخرا مواصلة المؤسسة الإسرائيلية تدمير جدار تاريخي بالقدس،يقع في برك سليمان الملاصق لسبيل السلطان سليمان القانوني، غربي سورالبلدة القديمة في القدس وباب الخليل. وأكدت المؤسسة أن هذا التدمير الإسرائيلي للجدار يأتي بعد أن أعلنت البلدية العبرية في القدس عن مخطط شامل لتغيير وطمس معالم منطقة برك سليمان وأعلنت أن "العمال قاموا بتدمير السور من الجهتين اليمنى واليسرى لسبيل السور، وتغطية مكان عملهم بألواح خشبية وستائر بلاستيكية، ثم قاموا ببناء أحجار جديدة مكان القديمة، ليس لها أي علاقة بتراث وتاريخ هذا المعلم التاريخي القديم".وبينت المؤسسة أن هذا الأثر التاريخي العريق تحول إلى مكان لتجمع النفايات ، في وقت تمنع فيه المؤسسة الإسرائيلية الجهات والمؤسسات الإسلامية من القيام بأي نشاط لصيانة أو نظافة أي من المواقع الأثرية العربية والإسلامية القريبة".وقد أنشأ هذا السبيل عام 937 هجري لتزويد القدس بالمياه، حيث كان يستقبل القادمين من الخليل وبيت لحم والجهات القريبة من القدس ويزودهم بالمياه من قبل الوصول للمدينة، وكان يستعمل أيضا لري الأراضي الزراعية.
وكانت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان قد كشفت في تقريرها منتصف هذا العام أن هناك تصعيدا إسرائيليا بالاعتداء على المقدسات الفلسطينية فى محاولة لطمس المعالم وتزييف الحقائق، حيث كشفت أن أكثر من ستة اعتداءات وقعت على مدينة القدس، تمثلت بهدم أماكن أثرية والمنع من الدخول للأقصى وإلى مدينة القدس.
لا تنازل ..عن القدس
ومن ناحيتها ،جددت إسرائيل تأكيدها على أعتبار مدينة القدس العاصمة الابدية لدولة إسرائيل فيما وافقت على فكرة اعتبار بعض احيائها العربية الفلسطينية عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة والتي ستقوم على غالبية اراضي الضفة الغربية .وقد جاء ذلك على لسان محللون سياسيين وعسكريين إسرائيليين تحدثوا عما سيتم الاتفاق عليه بين قريع و تسيبي ليفني رئيسى فريقى التفاوض قبل مؤتمر " انابولس " موضحين أن إسرائيل تريد أن تجعل مؤتمر الخريف محطة وليس الخاتمة للحل النهائي ولكن ممكن أن يتضمن البيان المشترك قضية الحل النهائي . وقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس منظمة صهاينة أمريكا قوله أمام حشد ديني في كنيس يهودي بكيوبك إن مدينة القدس "ليست مقدسة لدى للمسلمين", مشيرا إلى أن دعوى المسلمين بشأن القدس تستهدف "اجتثاث قلبنا وروحنا" للتنازل عن اراض لهم .وشدد على أن الفلسطينيين لم يكونوا في يوم من الأيام شعبا حقيقيا، ولم يكن هناك بلد يسمى "فلسطين"؟!.
ومن أبرزالتحولات الديموجرافية لشرقي القدس المحتلة منذ احتلال عام 1967م والتى استعرضها مدير قسم الخرائط في بيت الشرق وخبير الاستيطان خليل تفكجي أن عدد الوحدات السكنية لليهود فيها ارتفع من صفر عام 1967 إلى 59 ألفا الآن، إضافة إلى 20 ألفا في طريقها للبناء مقابل 12 ألف وحدة سكنية للعرب عام 1967 ارتفعت الى 36 ألف وحدة الآن.
وفيما يتعلق بالمساحة المحتلة عام 1967، أوضح خبير الاستيطان أنها كانت 6.5 كيلو متر2 تم توسيعها اليوم لتصبح 72 كيلومتر2، وبالتالي فإن مساحتها مع القدس الغربية 126 كيلومتر2. منبها إلى حدوث تغيير كبير في مظاهر المدينة العربية الإسلامية مع بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 67 بهدم حارة الشرفة وحارة المغاربة بما فيها من آثار تاريخية وإسلامية وإقامة وحدات جديدة مكانها.
لكن الأخطر فيما يجري لمدينة القدس كما يقول الخبير الفلسطيني هو وجود مشروع يهدف إلى تطهير مدينة القدس من الوجود العربي والإسلامي ، وتبدأ المحطة الأولى لهذا المشروع عام 2008 بانتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي منح إسرائيل الضوء الأخضر بتغيير الحقائق على الأرض التي تؤخذ بعين الاعتبار في المرحلة النهائية. وأضاف أن المحطة الثانية ستكون عام 2010 ،موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية الجديدة.. إذ يخطط رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت للذهاب إلى هذه الانتخابات تحت شعار القدس عاصمة موحدة كما يسميها لدولة إسرائيل. فيما ستكون المحطة الثالثة بتطبيق رؤية أولمرت كرئيس بلدية سابق للقدس وهي توسيع المدينة ليصبح في النهاية الوجود العربي في المدينة 12% مقابل 88% لليهود، ليتبعه بالتالي تطهير عرقي كامل للبلدة القديمة وخارجها.
ويدلل على ذلك أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت قررت مؤخرا تخصيص مزيد من الأموال لتهويد القدس المحتلة حيث خصصت حوالى 5.75 مليارات شيكل (1.4 مليار دولار) إضافة إلى تخفيضات ضريبية وحوافز لصالح بخطط تطوير القدس.
وفى الاطار نفسه ،طالب رئيس بلدية القدس أوري لوبوليانسكي بضرورة تعزيز عدد السكان اليهود في المدينة المقدسة..مبيناً أنه يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تستولي على القدس خلال 12 عاما من خلال الزيادة السكانية.وبهذا الخصوص ،أفاد تقرير حديث لمعهد القدس للدراسات الإسرائيلية بأن عدد السكان العرب في القدس ارتفع أكثر بمرتين من ارتفاع عدد اليهود خلال السنوات العشر الماضية. وخلال السنوات الأربعين الماضية، ارتفع عدد السكان العرب بمعدل 257% من 68 ألفا إلى 245 ألفا، في حين ارتفع عدد اليهود بمعدل 140% من 200 ألف إلى 475 ألفا. وفي حال استمر الاتجاه على ما هو عليه، سيشكل العرب خمسين في المائة من سكان المدينة بحلول عام 2035، وفق التقرير نفسه.
ويتَّفق عدد كبير من المحللين في الأراضي المحتلة على أن الأيام القادمة ستشهد اتجاهًا واضحًا نحو تسوية ملف القدس الذي يثير خلافًا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، ويشير هؤلاء إلى أن السلطة الفلسطينية قد تقبل في نهاية الأمر التنازل عن القدس مقابل الحصول على اعتراف رسمي من الطرف الإسرائيلي بالدولة مع القبول بالتسوية الإسرائيلية التي تقدم بعض القرى المجاورة للقدس بدلاً من القدس الشرقية، وهو الأمر الذي يجد اعتراضات واسعة لدى المعارضة الفلسطينية باختلاف طوائفها كما يهدِّد بانقسام داخل السلطة الوطنية نفسها.
وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي تشير فيه التقارير الصحفية إلى أن الدولة العبرية بدأت تعدّ جديًا للإعلان عن قبولها إعلان دولة فلسطينية ضمن خطة أعدّها "باراك" وبدأ الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الحديث عن جوهرها وطبيعتها، لكن هذه الدولة وفقاً للمعطيات والدلائل الإسرائيلية ستكون دولة مجردة من القدس.
ويؤكد محللون إسرائيليون أن التقلب الذي يبديه "باراك" حول القرى والبلدان المحيطة بالقدس يأتي من باب التعاطي التكتيكي وليس المبدئي على الإطلاق. وكما يقول "عكيفا الدار" -المحرر السياسي لصحيفة هآرتس- فإن باراك يعتقد أنه سيستفيد من هذا الموضوع لدى بدء طرح قضية القدس في التسوية النهائية. ويتمثل تحقيق أهداف باراك في المسار الفلسطيني في أمر مهمّ، هو منع أي انتشار في المناطق المحيطة بالقدس حتى في المرحلة الثالثة .
ردود فعل غاضبة على الساحة الفلسطينية :
أعلن قادة حركتى حماس والجهاد الإسلامي رفض هذا السيناريو الذي يقتطع القدس من الفلسطينيين، وأكدوا أن أيّ حلّ بشأن القدس لا يمكن أن يكون مقبولاً شعبيًا ما لم يتمّ إرجاع القدس الشرقية إلى السيادة الفلسطينية، فردودّ الفعل الشعبية داخل الأراضي الفلسطينية وفي أرجاء العالمين العربي والإسلامي ستكون مدوية إلى حد كبير يجعل من شبه المستحيل على المستوى السياسي الفلسطيني الموافقة على حل لقضية القدس يعكس الخطوط الحمراء الإسرائيلية كما تراها الحكومة الحالية وسابقاتها.
وتؤكد استطلاعات الرأي الجارية في الأراضي الفلسطينية وجود إجماع شعبي غير منقوص على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس والرفض المطلق للتخلِّي عن هذا الطرح، وهذا ما دفع ببعض رموز السلطة إلى ترديد الخطاب الشعبي الذي يعتبر القدس خطًّا أحمر فلسطينيًا والتراجع عن صيغة أبو مازن- بيلين التي تمّت محاولات عدة لتسويقها على مستوى الشارع الفلسطيني، بل والقيادة والتي ترى في أبو ديس عاصمة بديلة للفلسطينيين عن القدس.
فى حين يرجِّح عدد من المحللين الفلسطينيين أن تتَّجه الأمور في الفترة القادمة على المسار الفلسطيني إلى البحث عن حلول وصيغ توفيقية بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي، والمطروح سيكون اتفاقًا مرحليًا لفترة قد تتجاوز 20 عامًا، وهي بالتالي قابلة للتمدد، ويقوم الاتفاق المرحلي في حال التوصُّل إليه على موافقة إسرائيل على إقامة الدولة الفلسطينية على مساحة تتراوح بين 40-45% من مساحة الضفة الغربية، مقابل موافقة الجانب الفلسطيني على تجميد بحث قضايا الحل الدائم.
ويتوقع أخرون أن إسرائيل قد توافق في النهاية على إلحاق المناطق بالقدس، ولكن في كل الأحوال لن تسمح بإقامة عاصمة للكيان الفلسطيني المستقبلي في هذه المناطق دون أن يكون هناك تعهّد فلسطيني واضح وصريح بالتنازل عن المطالبة باستعادة القدس الشرقية كما أن سياسة اسرائيل الساعية الى عزل القدس الشرقية وتقليل عدد سكانها العرب تُحقق نتائج عكسية، فالهجرة الى داخل المدينة ومنها الى داخل اسرائيل في ذروتها على الرغم من أن الحياة في الأحياء العربية في شرقي القدس أصبحت في الآونة الأخيرة صعبة بصورة متزايدة بسبب الخدمات المتدهورة، والتكدس السكانى، وارتفاع أسعار الشقق في شرقي القدس اضافة الى وجود كمائن للشرطة وحواجز وأسوار فاصلة في الأحياء العربية تحول الانتقال بين حي وآخر الى كابوس. وتحت هذه الضغوط ،قررت عائلات كثيرة الرحيل لكنها لاتعرف كيف ترحل والى أين ؟.
ويرى بعض المراقبين السياسيين الفلسطينيين بشأن الهجمة الصهيونية على مدينة القدس أن الهجوم على المسجد الأقصى و على جميع المقدسات في فلسطين بدأ مع الاحتلال، فالمسجد الأقصى يواجه مؤامرة الهدم منذ بداية الاحتلال في عام 1967 وتم حرق المسجد عام 1969 وإسرائيل تقوم بإجراءات على أرض الواقع تحاول من خلالها إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها وخاصة المقيمين في مدينة القدس المحتلة،وتغيير الواقع الديموجرافي لمدينة القدس حيث قامت إسرائيل بإقامة العديد من المستوطنات حول القدس وإسكان الإسرائيليين بها ، والآن هناك عدة مشاريع احتلالية استيطانية خطيرة تتمثل بحفر أنفاق و خنادق و مزاعم عن البحث عن آثار كلها تتعلق بهيكل سليمان المزعوم لكن الكثير من التقارير العلمية تشير ان الحفريات الإسرائيلية تشكل ضررا خطيرا جدا على أسوار القدس الشريف ومن الواضح انه في السنوات الأخيرة اشتدت هذه الهجمة وليس هذا فحسب بل ان سلطات الاحتلال تحاول صد كل محاولة فلسطينية لحماية المسجد الأقصى من هذه المؤامرة بدليل انتقام السلطات الاسرائيلية خلال سنوات الترميم من الفلسطينيين ومن الشيخ رائد صلاح الذي ترأس حملة الترميم في المصلى المرواني. ومن هنا لا يمكن ان يبقى هذا المعلم الديني المهم جدا للمسلمين أن يبقى في يد سلطات الاحتلال وعلى العالمين العربي و الإسلامي استنهاض العالم بأسره لصد إسرائيل لأنه في حال تعرض الأقصى لأي خطر سوف يؤدي ذلك الى انفجار قد نعرف متى بدأ ولكن لا احد يعرف كيف سينتهي؟ .
ما هو المطلوب من الأمة العربية والإسلامية ؟
يطالب الممثلون للمؤسسات الدينية والسياسيون وقادة الرأى العام بتوحيد وتفعيل الموقف العربى لحماية المقدسات الاسلامية ، لكنهم يرون أن الموقف العربي والإسلامي موقف لم يصل إلى مستوي التحديات المطلوبة منه إزاء الهجمة التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية وخاصة القدس الشريف .
فعلى العالم العربي ان يكون له موقف واضح امام المحاولات الإسرائيلية التي تعمل على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وان يكون هناك رادع لمن يقوم بمحاولات بيع الأراضي العربية لإسرائيل او التجار اليهود لأن ذلك يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية وأن يساند الإعلام العربي قضية القدس الى جانب الضغط على إسرائيل و الدول العظمي وخاصة دول اللجنة الرباعية كى يكون لها دور فعال في ممارسة الضغط على إسرائيل حتى توقف مصادرة الأراضي في القدس خاصة أن إسرائيل تخالف اتفاقيات جنيف الأربعة الخاصة بتغيير الواقع الديموجرافي و السكاني للمناطق التي احتلتها في عام 1967 .
القدس .فى سطور
والمعروف أن القدس هي أكبر مدن فلسطين التاريخية التي تخضع اليوم للسيطرة الإسرائيلية بينما تطالب الحركات الفلسطينية بشرقها (القدس الشرقية حسب تقسيم اتفاقية الهدنة 1949)،وتعتبر القدس حسب القوانين الإسرائيلية عاصمة للدولة دون أن يعترف بذلك دوليا. يبلغ تعداد سكان القدس 724,000 نسمة (حسب إحصاءات 24 مايو, 2006 ) ضمن مساحة 123 كم2 تمتد بين حدود البلدية الإسرائيلية كما حددتهاحكومة إسرائيل في يونيو 1967.
وتمثل القدس مدينة مقدسة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث: الإسلام، المسحية، اليهودية، وبالنسبة للمسلمين.. فهي تحوي المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين قبل الصلاة باتجاه الكعبة، أيضا من القدس عرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للسماء،وبالنسبة للمسيحية.. فهي مكان كنيسة القيامة ،وهي المدينة التي شهدت صلب المسيح عليه السلام وقيامته بحسب المعتقدات المسيحية، كذلك الأمر أورشليم مدينة مقدسة لليهود منذ القرن الرابع قبل الميلاد، حسب تقديرات بعض المؤرخين، أو من القرن التاسع قبل الميلاد حسب المعتقد اليهودي الشائع، وطبقا للشريعة اليهودية، فان أهم صلواتهم يجب أن تكون بالتوجه نحو القدس. وتذكر في تاريخ اليهود والمسيحيين باعتبارها المركز الملكي والديني لمملكة يهوذا التاريخية حيث يرد في الكتاب المقدس أنه فيها أو بجوارها أقيم هيكل سليمان. ، وطالما شهدت حروبا مختلفة للسيطرة عليها غالبا ما كانت تأخذ طابعا دينيا،ولعل هذه المدينة ،حاضنة المسجد الأقصى المبارك هى الخاسر الأكبر من هزيمة 67 ، حيث وقعت المدينة على مدى العقود الأربعة الماضية فريسة للاحتلال الذي هوّد كل شيء فيها وغيّر معالمها ، ويواصل عزلها عن محيطها، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
16/11/2007
المزيد من التقارير والملفات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.