بعد أن أثبتت جميع أجهزة النظام ، فشلها الذريع في إدارة البلاد ، وبعد ساعات من إعلان ترقيعًا جديدًا بين الوزراء ، أعلنت مصادر بمجلس وزراء النظام ، عن ترقيعًا جديدًا أخر بين المحافظين ، حيث أدى خمسة محافظين جدد ، اليمين الدستورية أمام قائد النظان عبد الفتاح السيسي. وشمل التعديل على تعيين ، اللواء "محمد الزملوط" محافظًا للوادي الجديد ، والدكتور "محمد سلطان" محافظًا للإسكندرية ، والدكتور "أحمد الشعراوي" محافظًا للدقهلية ، واللواء "محمود عشماوي" محافظًا للقليوبية ، والمهندسة "نادية عبده" محافظًا للبحيرة. وكعادة النظام ، لا يعين أحدًا من أصحاب التاريخ الناصع المشرف ، أو من أصحاب الإنجازات ، مما يؤكد أن فساد النظام واستبداده لم يكن عفو الخاطر وسوء التجربة والممارسة ، بل منظومة مرتبة وممنهجة ثمثلت في العديد من الأذرع والآليات والوسائل. الترقيع الجديد للمحافظين ، ضم قيادات سابقة في الحزب الوطني الفاسد ، ولواءات جيش وشرطة ، ومنهم من تحوم حوله العديد من الشبهات ، ومن هن لا بد ان ننادي بتقييم كل وزير ومحافظ ومسئول على حجم الإنجازات وحل مشاكل المواطنين وليس على حجم التصريحات الحنجورية والظهور فى الفضائيات. "الوادى الجديد" من نصيب "الزملوط".. مهندس الفض ومخبر سيناء يعد اللواء "محمد الزملوط" ، محافظ الوادى الجديد ، أحد أبرز القادة العسكريين خلال الفترة الماضية ، وواحدًا من الذين أثبتوا ولائهم الشديد للنظام ، وسياساته الفاشلة ، وهو من أبناء قبيلة البياضية بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، أحد أكبر القبائل فى شمال سيناء. تخرج "الزملوط" ، من الكلية الحربية برتبة ملازم ، وتدرج فى الرتب العسكرية والمناصب ، من قائد سرية وفصيلة حتى وصل إلى رتبة لواء ، وحصل على درجة ماجستير العلوم العسكرية. وأحد قادة الجيش المقربين من عبدالفتاح السيسي ، وكان يشغل منصب رئيس أركان المنطقة المركزية العسكرية ، وتردد اسمه كثيرًا عقب فض اعتصامي رابعة العدويه والنهضة عام 2013 على أنه المهندس الخفي للفض ، بعدها تم تكليفه بقيادة المنطقة الشماليه العسكرية في نوفمبر 2014 ، واشتهر بفساده في محافظة الإسكندرية ، وأصبح عضوًا جديدًا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورتب "الزملوط" عدة لقاءات للسيسي ضمن ما يسمى "مؤتمر القبائل العربية" ؛ منها لقاء عقد بحضور السيسي في 4 يونيو 2015 في ديوان الزملوط لتفويض الجيش بقتل أهالي سيناء تحت زعم مقاومة "الإرهاب" ، وكثيرًا ما أشاد "السيسى" بجهود اللواء المطيع. بعد ثورة 25 يناير 2011 ، تم تعيين "الزملوط" قائدًا للفرقة 18 مشاه ميكانيكي ، أبرز فرق الجيش المصري ، وهي تابعه للجيش الثاني الميداني ، ثم عين رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية ، ثم رئيس أركان الجيش الثاني الميداني ، وبعدها كلف بقيادة العملية نسر التي أطلقها الجيش في شمال سيناء عقب مجزرة رفح الأولى. في 28 ديسمبر 2012 تم تكليف "الزملوط" بقيادة أركان المنطقة المركزية العسكرية ، بقرار من "السيسي" ، واظهر ولائه للانقلاب بعدها بإشرافه على أحداث ليلة الانقلاب العسكري ، وأوكل للزملوط مهام تأمين القاهرة والاشراف على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كونها تقع في حيز عمله بالاضافة لكونه القائد الاعلى للعمليات في نطاق المنطقة المركزية. وكان الزملوط المسئول العسكري المباشر عن أحداث الحرس الجمهوري والمنصة والفض وما تبع ذلك من أحداث ، وبعد مرور عام كامل على الانقلاب العسكري وتحديدًا في 9 يوليو 2014 تسلم "الزملوط" رسميًا قيادة المنطقة الشمالية العسكرية ، والتي حظيت بمعاملة أشرس من غيرها حتى قال السيسي في اجتماع المجلس العسكري مخاطبًا القادة: "أنا عاوز كل الناس تعمل زي محمد الزملوط في الاسكندرية". "البحيرة" من نصيب "نادية عبدة".. الحزب الوطني في أبهى صوره شهدت مفاجأة التعديل أول امرأة تشغل منصب "محافظ" في تاريخ مصر ؛ حيث ستكون السيدة "نادية أحمد عبده" ، الحاصلة على بكالوريوس هندسة قسم الكيمياء جامعة الإسكندرية ، محافظًا البحيرة ، لكن المفاجأة الأكبر أنها أحد أكبر قيادات الحزب الوطني الفاسد. ولدت فى أربعينيات القرن الماضى وتخرجت فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم الكيمياء عام 1968 ، وشغلت رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب بالإسكندرية ، وتقدمت للترشح على قوائم الحزب الوطني الفاسد في انتخابات 2010 على مقعد الكوتة ، وفازت بها بالتزوير. وفي أغسطس 2011 انطلقت حملة بالإسكندرية لمطاردة "نادية عبده"، باعتبارها أحد رموز النظام السابق وأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل بالإسكندرية ؛ حيث كانت تهدف الحملة إلى جمع ثلاثة ملايين توقيع من الشعب السكندري ورئيسة مجلس إدارة شركة الماء والشرب لإقالتها من منصبها كعضو بمجلس الشعب، بعد حالة الاستياء التى انتابت شعب الإسكندرية بالتزوير الفج في الانتخابات السابقة؛ حيث حمل عمال المرفق دعايتها الانتخابية وعلقوها بميادين الإسكندرية وشوارعها في تحد سافر للقوانين واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية ولضمان النزاهة والشفافية. كشفت تقارير صحفية ، عن أغرب فضيحة فساد بمحافظة البحيرة بطلتها المهندسة نادية أحمد عبده نائبة محافظ البحيرة السابق قبل ترقيتها لمنصب المحافظ ، حيث قامت بإبرام تعاقد فردي مع مهندس سكندري ، للعمل مشرفًا عامًا لمصانع مشروع تدوير القمامة بالمحافظة براتب شهري 10 آلاف جنيه بالإضافة إلي مزايا عينية ، وهي وظيفة لا وجود لها علي أرض الواقع. الإسكندرية من نصيب "سلطان".. تاريخ فشل واسع الدكتور "محمد سلطان" ، من مواليد محافظة البحيرة ، في أكتوبر عام 1970، وحصل على عدد من الدرجات العلمية منها بكالوريوس الطب والجراحة بجامعة القاهرة عام 1994 ، وماجستير في جراحة العظام من جامعة القاهرة دفعة 1999 ، ودبلومة الدراسات العليا في إدارة المستشفيات جامعة عين شمس 2001، ودبلومة الجودة الشاملة في مجال الرعاية الصحية بالجامعة الأمريكية في القاهرة 2002، ودبلوم برنامج إعداد القيادات الحكومية وزارة التنمية الإدارية 2010، ودبلوم التنمية المؤسسية من جامعة كوينز لاند بأستراليا 2013. وتولى عدة مناصب قيادية ، ولم يقدم فيهم أى إنجاز يذكر ، منها نائب مدير معهد ناصر للبحوث والعلاج ومدير مركز الأورام ما بين عامي 2001 - 2006، ومدير عام الطوارئ بوزارة الصحة 2006 - 2007، ورئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة عام 2007 - 2010، ثم نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية حتى فبراير 2011، ثم رئيسًا لهيئة الإسعاف المصرية 2011 - 2013، ورئيسًا لأمانة المراكز الطبية المتخصصة 2013 - 2014. الأسكندرية التى تعانى من العديد من المشاكل ، لعل أبرزها وأقواها هى مشكلة القمامة التى تتراكم فى أرقي الأحياء ، غضب سكانها من قرار تعيين "سلطان" الذي لم يقدم أى تقدم في محافظة البحيرة التى كان يتولاها قبيل التعديل. وأثار قرار تعيين الدكتور "محمد سلطان" ، محافظ البحيرة السابق ، محافظًا للإسكندرية، خلفًا للواء رضا فرحات، في الترقيع الجديد بحركة المحافظين ، غضب المواطنين في الإسكندرية ، مؤكدين أن الإسكندرية مليئة بالكوادر من أبنائها الذين يعرفون مشاكلها. "الدقهلية" من نصيب "الشعراوي" تولى الدكتور أحمد شعراوي، عميد معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية ، مسؤولية محافظة الدقهلية خلفًا للمحاسب حسام الدين إمام ،وهو من مواليد 1 يناير عام 1957. وعُين الدكتور "شعراوي" معيدًا بقسم الخلايا الجذعية ثم رئيس قسم ، إلى أن تولى منصب عميد معهد الكبد منذ عام 2013. "القليوبية" من نصيب "عشماوي" ولد اللواء محمود عبدالرحمن عشماوي عفيفي في 12 سبتمبر1955 بمحافظة الدقهلية، وتولى منصب محافظ الوادي الجديد في 23 أبريل عام 2014 حتى 16 فبراير 2017م. تخرج في الكلية الحربية عام 1976، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية. حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية وعدد من الشهادات والأوسمة حتى تولى منصب نائب محافظ الجيزة في 14 أبريل 2011، وانتقل بعدها ليتولى منصب محافظ الوادي الجديد ثم محافظًا للقليوبية.