كشفت مصادر صحفية فرنسية بأن فضيحة جديدة أشد سوء من فظائع وفضائح أبو غريب تتربص بالمجرم الأجرب بوش وبطانته. وقالت مجلة (ماريان) الأسبوعية الفرنسية ان تلك الفضيحة الجديدة تتعلق بميليشيات غير نظامية مدعومة ماليا وعسكريا من قبل البنتاغون ، مهمتها زرع الموت والدمار والقتل في العراق. وأضافت (مارايان) الفرنسية في مقال كتبه الصحفي رافائيل ميريكي: أن الأمريكان في العراق يعاودون التجارب المرة للحروب الاستعمارية.. وبالنسبة لواشنطن فان الجيش الذي لا يكسب الحرب فانه خاسرها ونظرا لحالة اليأس التي يعيشها منظروا البنتاغون إزاء إخفاقاتهم المتكررة وخيبة أملهم بما يتعلق وقابليات الجيش العراقي الجديد والذي بلغت تكاليف تدريبه الخمسة مليار دولار.. فأن هؤلاء بدأوا يقامرون بمغامرات خطيرة جديدة وهي إقامة ودعم وتشجيع عصابات غير نظامية إضافة إلى ميليشيات بارزاني - طالباني ، أو تلك الموالية لايران والتي يستخدمها المحتل في ضرب المقاومة. وقد قال رامسفيلد عن هذه العصابات بأنها الوحيدة القادرة على إنهاء الإرهاب. وتابعت الصحيفة الفرنسية تقول انه في خريف 2004 وقد يكون ذلك بسبب انتخابات كانون الثاني 2005 بدأت هذه العصابات بالانتشار والاتساع بشكل رهيب والتي قال عنها المحتل الأمريكي إنها تتكاثر كالفطريات فيما استطاع مراسل (وول ستريت جورنال) كريك جاف، تعداد ما لا يقل عن 12 عصابة مسلحة بتسليح جيد وذي بنية لا بأس بها. وأضافت الصحيفة الفرنسية تقول أن الجنرال الأمريكي داونينغ وهو قواد سابق للعمليات الخاصة قارن هذه العصابات التي يمولها المحتل الأمريكي الفاشست في العراق بفرق الموت في جمهورية السلفادور في السنوات الثمانين من القرن الفائت مشيراً إلى أن أمريكا قررت القيام بالشيء ذاته في العراق والاعتماد على (الخيارالسلفادوري). وأوضحت (ماريان) الفرنسية انه من يقوم بتطبيق الخيار السلفادوري بالعراق هو الجنرال القواد بيطروس المعني بتدريب الجيش العراقي وهو الذي يسلح ويمول ويدرب هذه العصابات التي ما هي الا ميليشيات خاصة تعهد إليها العمليات القذرة التي لا يريد الجيش المحتل القيام بها والتي تكبده تكاليف باهظة في المعدات والجنود. ومضت المجلة الفرنسية الأسبوعية تقول إن لهذه السياسة نتائج خطيرة جداً إذ أن تكاثر واتساع هذه العصابات بدعم من البنتاغون تضيف إلى الحرب حرباً وتشعل أوار النعرات والأحقاد الطائفية، وقالت إن الفوضى وصلت إلى الحد الذي لم يعد فيه ممكنا التعرف على الجهة أو الطائفة التي تنتمي إليها الجثث المجهولة الهوية والتي غالباً ما تلقى في نهر دجلة. وأضافت (ماريان) أيضا بأن المجرم بوش يعرف جيدا بان عصابات القتل والموت هذه ، قوادوها من اصدقاء وأقارب الوزراء المعينين من قبل المحتل الذي يقدم لها الغطاء والدعم المعنويين إضافة إلى الإفلات من أية مساءلة أو حساب. وتابعت أن مهمة هذه العصابات تدخل في الإطار الكلاسيكي لاستعمار على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وأن هذه العصابات عندما لا تقوم بعمليات الخطف والاغتيالات او بممارسات التعذيب والاغتصاب ضد (الإرهابيين) فأن هذه الحثالات تدعم الجيش الأمريكي في الهجمات العدوانية التي يشنها على القرى والأرياف العراقية حيث تقوم هذه العصابات (بتنظيفها). وأوضحت (ماريان) تقول أن من ضمن قواد هذه العصابات المدعو عدنان ثابت 63 عاما تلقى خبراته العسكرية في الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا كان يعمل سابقا في المخابرات وشارك اياد علاوي في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس صدام حسين وقد حكم عليه بالسجن المؤبد إلا أنه تم إصدار قرار العفو عنه عشية العدوان الأمريكي. وقالت إن (عدنان ثابت) أنشأ في تشرين أول 2004 وببركة ابن أخيه وزير الداخلية في الحكومة العراقية المؤقتة والمعينة من قبل الاحتلال، ميليشيا قوامها 11000 عنصرا أطلق عليها اسم مغاوير العمليات الخاصة والتي يتشدق عنها عدنان ثابت بقوله أنها ثاني قوة عسكرية في العراق تفوق عددا قوات المحتل البريطاني. وقالت الصحيفة الفرنسية بأن طالباني لم تعجبه هذه العصابات وتوسل إلى رامسفيلد طرد عدنان ثابت إلا أن السيد الأمريكي تجاهل الطلب مشيرة إلى أن القواد بيطراوس معجب اشد العجب بعتاد وعدة هذه العصابات ونقلت عن هذا القواد قوله: عندما رأيت كل ذلك عرفت أن ثابت هو حصاني المفضل. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الميليشيات شاركت في جميع الهجمات العدوانية التي شنها المحتل الأمريكي علي مدن وقرى العراق وخاصة فى الرمادي والموصل وبغداد موضحة انه بهدف إرهاب المقاومة والكلام مقتبس نصا عن الصحيفة الفرنسية، فان عدنان ثابت هذا ، كلف بعض الرعاع بإجراء دوريات في شارع حيفا وسط بغداد فيما تحتل فئات أخرى من هذه العصابات مدينة الفلوجة.. وكشفت الصحيفة أيضاً عن أن هذه الميليشيات تكبدت مالا يقل عن خمسين قتيلا وأكثر من 300 مصاباً. كما أن لعصابات (عدنان ثابت) سجون خاصة سرية في كل من الموصل وبغداد حيث يقبع المئات وتمارس فيها شتى أنواع التعذيب والممارسات اللا أخلاقية ويتم عرض هؤلاء السجناء في برنامج (الإرهاب: يد العدالة) تبثه قناة "العراقية" وأكدت المجلة الفرنسية أن هذه القناة التلفزيونية تديرها شركة استرالية هي (هاريسون كوربوريشن) وهي بمثابة هدية قدمها البنتاغون لهذه الشركة والتي حظيت بعقود "إعادة إعمار" عملاقة في العراق مكافأة لها وكرد اعتبار لمبلغ 260000 دولار تبرعت به الشركة الاسترالية المذكورة لحملة بوش الانتخابية عام 2004. وقالت الصحيفة الفرنسية بأن هذه الميليشيات تتساكن مع عصابات أخرى اقل أهمية وعددا وأن اياد علاوي يشرف شخصيا على ثلاث منها الأولى تم انشاؤها في تشرين ثان 2004 وهي فرقة المثنى ومقرها في احد مطارات بغداد السابقة والثانية حماة بغداد تم إنشاؤها في كانون ثان 2005 قوادها حسين الصدر والثالثة حماة الكاظمية مهمتها حماية الروضة الكاظمية. وأكدت الصحيفة أن هذه العصابات المدعومة من أمريكا تحمل في ثناياها بذور فتنة طائفية وعرقية مما سيؤدي إلى تصفية حسابات دموية. وأشارت مجلة (ماريان) الفرنسية الأسبوعية إلى أن عصابة حماة بغداد والتي يصل تعداد المنخرطين فيها 2000 وقوادها المدعو فؤاد فارس وهو جنرال ذي كرش نهم ودسم ومن خريجي كلية (ساندهيرست) البريطانية تسلموا مؤخرا مسؤولية حماية المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأمريكية والبريطانية والوزراء العراقيين. ومضت (ماريان) بالقول انه إضافة إلى هذه العصابات المسلحة فأن القوات الأمريكية هي الأخرى عمدت مؤخرا على إقامة ميليشيات مسلحة لاستخدامها الخاص فأنشأوا سرية من المرتزقة قوامها 61 عميلا يصل راتب احدهم ال 400 دولار شاركوا الفوج ال 23 الأمريكي أثناء العدوان على محافظة الانبار. وأكدت (ماريان) أيضاً إن القواد المسؤول عن منطقة الدورة في بغداد سعيد مالك يقوم بتصفيات واغتيالات على الطريقة السريعة لحساب الأمريكان وهؤلاء يردون إليه الاعتبار بمنحه عقود بناء ضخمة.. أما المحتل الأمريكي فأنه غالباً ما يطلب إطلاق سراح القتلة والمجرمين شريطة قيامهم بعمليات غدر وتجسس ضد (المتمردين الصداميين). وختمت (ماريان) الفرنسية تقول وهكذا يستمر الاحتلال بتشجيع نخر المجتمع المدني العراقي حيث الميليشيات المسلحة والتي قوامها 50000 عنصرا تجول وتصول وهي تمارس القتل والدمار والتطهير العرقي دون حساب أو عقاب وتحت أنظار المحتل الأمريكي. .