كيف يمكن أن يتقبل الرأى العام العربى والعالمى الحكم بإعدام طارق عزيز، وزير خارجية العراق فى عهد صدام حسين، وذلك بعد أن فجر موقع "ويكيليس" فضيحة الوثائق التى تكشف جرائم القتل والتعذيب وكل أنواع الانتهاكات والفظائع التى مورست ضد العراقيين، بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكى. كشف الموقع جرائم لا تعد ولا تحصى، ومنها مقتل 66 ألف عراقى مدنى على يد الجنود الأمريكيين والبريطانيين، ودخل فى هذه الدائرة الجهنمية عراقيون انضموا إلى قوات الحلفاء وقادوا عمليات قتل وتصفية، وبلغت الوحشية درجة بالغة من القسوة، أبرزها كما قالت الوثائق التى كشف عنها الموقع وعددها 400 ألف وثيقة، أن هناك أشخاصا تعرضوا للحرق، وهناك من تم بتر أعضائهم، وهناك من تم قتلهم ببطء، هذا بالإضافة إلى نساء تعرضن لإطلاق النار، وأخريات تم اغتصابهن، وأخذت هذه الجرائم أبعادا طائفية سيئة لم تكن معهودة من قبل فى المجتمع العراقى، وقالت الوثائق: "إن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى كان يشكل فرق موت تنفذ الكثير من هذه الجرائم". أزاح موقع "ويكيليس" الستار عن الكثير من الأسرار التى حدث وتحدث فى العراق، بعد أن كشفت الصحافة الغربية بالصوت والصورة جانبا من الوحشية التى حدثت فى سجن أبو غريب، وتعجب المشاهدون من حديث الصور التى جاء بالمعتقلين وهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، ومعتقلين عرايا تتلذ مجندات أمريكيات وهن يسحبونهم بحبل مربوط فى أعناقهم، فى مشهد يعنى أن هناك سيد يسحب كلبه، وشاهدنا معتقلين آخرين يعتدون جنسيا وبالأمر على معتقلين آخرين، ومرت هذه الفضيحة دون حساب رادع ليس لقوات الاحتلال، ولكن لهؤلاء المسئولين العراقيين الذين جاءوا على الدبابات الأمريكية، وسمحوا بوقوع هذه الجرائم البشعة. بعد فضيحة سجن أبو غريب تأتى فضيحة وثائق موقع "ويكيليس، وبالرغم من أن الحكومة البريطانية دعت إلى إجراء تحقيق حولها، إلا أننا نرى المسئولين العراقيين الذين سمحوا بهذه الجرائم، يتقاتلون حول من يتولى رئاسة الحكومة، فمن يحاسبهم؟، ومن يقول أنه لو كانت هناك جرائم ارتكبها طارق عزيز فهى لا تمثل شيئا بجوار جرائم زمرة الذين جاءوا على الدبابات الأمريكية ليفعلوا بالعراقيين كل درجات الذل والمهانة.