هل هذه المذابح الدموية والقتل الجماعي هي الحرية التي جاءت بها أمريكا الي العراق ؟ وهل هذه التصفيات الجسدية بالآلاف هي الديمقراطية التي بشرت بها كونداليزا رايس العراقيين لتبرير الغزو الامريكي؟ وهل هذه المجازر التي ارتكبها الشيعة ضد السنة في ظل الاحتلال الامريكي هي هدف بوش من وراء الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين؟ ما أبشع الصورة المفزعة التي نشرها »موقع ويكيليكس« وتتمثل في 29 الف وثيقة تابعة للجيش الامريكي وتفضح التستر علي انتهاكات ارتكبت ضد مدنيين عراقيين في الفترة من 3002 وحتي عام 9002 وقد أوضحت ان اكثر من 66 ألف عراقي تعرضوا للقتل في سنوات الحرب التي قام بها الجيش الامريكي في العراق وتكشف ملامح الصورة البشعة: ان معظم هؤلاء القتلي العراقيين لم يموتوا خلال القتال وانما في كمائن وعمليات تعذيب وجرائم اغتيال تم تنفيذ الكثير منها علي ايدي العراقيين »الشيعة« انفسهم وعلي مرأي ومسمع من القوات العراقية. ان عمليات التعذيب كانت تجري في المعتقلات العراقية ضد المدنيين السنة واستخدمت قوات التحالف الصعق الكهربائي و»الشنيور« في عمليات القتل وتقطيع الاجساد، بالاضافة الي تفجير مبان كاملة بسبب وجود متمردين أو أحد المشتبه بهم داخلها. ان الحرس الثوري الايراني وهذا هو الامر الغريب قد شارك في عمليات التفجيرات والاغتيالات في العراق من خلال اعترافات معتقلين تلقوا تدريبا في ايران، وكشفت الوثائق عن دور فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في دعم وتسليح الميليشيات الشيعية لكي تظهر عجز الامريكيين عن السيطرة علي الوضع في العراق. ان ما نشره موقع ويكيليكس يكشف الفظائع البشعة التي تورطت فيها ايران وكذا نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته وهو شيعي ضد السنة، وتعتبر »جرائم حرب« لانها جرت تحت مظلة الاحتلال الامريكي وفي وجود قواته في المدن العراقية مثل الفلوجة وهو ما يصل الي حد التواطؤ في التستر علي تلك الجرائم!. ان ادارة جورج بوش لايمكن ان تتنصل من المسئولية عن الفظائع التي أودت بحياة 66 ألفا من العراقيين وتعرضهم للتعذيب والقتل بالشنيور والصعق الكهربائي وكان واجبها هو حمايتهم بصفتها سلطة احتلال، ولكن بوش كان يريد اذلال السنة العراقيين واخضاعهم لسيطرة الشيعة ولذلك ارتكبت الميليشيات الشيعة ما يفوق الوصف تحت مرأي ومسمع القوات الامريكية بينما كان بوش يدعي انها ذهبت لانقاذ الشعب العراقي من مذابح نظام صدام حسين. ومن أهم ما كشفت عنه الوثائق الامريكية تورط نوري المالكي والقوات العراقية التابعة له في الانتهاكات ضد الابرياء العراقيين وما نشر يمثل جزءا من حجم المعلومات المتوافرة والمدعمة ولايقل بشاعة عن الجرائم التي قام بها الجيش الأمريكي وكذا الجيش البريطاني طوال سنوات الاحتلال ولا يقل بشاعة عن جرائم النازية.. وقد انسحبت آثار تلك الفضيحة علي ادارة اوباما بدرجة ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية استنكرت نشر وثائق ويكيليكس باعتبار انها تعرض أمن القوات الامريكية في العراق للخطر. والغريب ايضا ان القوات الامريكية سمحت لإيران بالتدخل في العراق وفرض الهيمنة من خلال الميليشيات الشيعية والحرس الثوري وارتكاب المذابح والتصفيات ضد الابرياء السنة، ويحاول المالكي ان يغطي علي مسئوليته عن تلك الجرائم التي ارتكبت اثناء ولايته الاولي لان نشر الوثائق يفسد انتخابه لولاية ثانية.. ولاشك ان هناك الاف الوثائق الاخري وهو ما يزعج القيادة العسكرية الامريكية في البنتاجون.. ويا أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك!.