يؤكد معظم الخبراء المتخصصون فى السدود والأمن المائى، أن سد النهضة لن يكون تهديد مائى على مصر فحسب، بل إنه تهديد وجودى، مشيرين إلى عوامل عدة تؤكد انهياره فور الانتهاء من البناء. وأكد الخبراء أيضًا، أن استمرار أديس أبابا بوضع أجساد خرسانية، متزايدة فوق منطقة بقلب السد، سوف يعزز من امكانية انهياره، الذى لن يكون شئ جيدًا لمصر والسودان، وللأخيرة التى تدعم السد وبنائه بشكل وبآخر على وجه الخصوص. وأضاف الخبراء فى تحذيراتهم التى وجهوها إلى نظام العسكر، والحكومة السودانية، أن العوامل البيئية الحالية تتغير باستمرم، إضافة إلى وجود فوالق خطيرة ومتحركة تحت السد مباشرة، مطالبين الحكومة باتخاذ الاحتياطات اللازمة وعدم الاعتماد الكلي على نتائج المكاتب الاستشارية. وقال الدكتور أحمد الشناوي، الخبير المائي وأستاذ السدود السابق بالأمم المتحدة، إن هناك "خطرًا كبيرًا ستتعرض له دولتا المصب مصر والسودان، بعد اكتمال بناء سد النهضة"، محذرًا من أن "السد سينهار فور بنائه". وأرجع الشناوي ذلك إلى المكان الذي يشيد عليه السد غير مستقر، متابعًا: "التربة غير مناسبة إطلاقا لبناء السد، إضافة إلى عدم اعتماد الإثيوبيين على مواصفات وعوامل الأمان أثناء وضع قواعد السد، وهو ما يعني أن السد معرض للانهيار في أي وقت". من جانبه، قال الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، إن "إثيوبيا لم تقم بالدراسات والتجارب في ميكانيكا التربة والأساسات بالشكل الكافي، إضافة إلى وجود فالق تحت جسد اليد يعتبر من أخطر الفوالق القابلة للانزلاق في أي وقت". وأضاف القوصي: "المنطقة التي يبنى عليها السد حاليا تتآكل تحت تأثير حركة المياه"، لافتًا إلى أن "هناك من يؤكد أن السد سينهار قبل اكتمال بنائه، وفي هذه الحالة سيمثل خطرًا كبيرًا، وهناك من يؤكد أن السد سينهار بعد اكتمال بناء السد وفي هذه الحالة سيمحي الخرطوم نهائيًا". ومضى الخبير المائي قائلاً: "أتصور أن أي شيء وارد، إضافة إلى أن الإثيوبيين أنفسهم وقع لهم سد قبل ذلك، والدراسات الفنية التي تجرى حاليًا هي من ستحدد ذلك بوضوح"