حذر خبراء من مخاطر انتشار الصناعات الملوثة للبيئة في القاهرة الكبري في ظل الغياب الكامل للرقابة علي المصانع، سواء التابعة لقطاع الأعمال أو تلك التي تعمل سرا تحت «بير السلم». وقال الدكتور محمد الحفيف عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس إن واقعة تسرب غاز الأمونيا من أحد مصانع قطاع الأعمال، والتي حدثت مؤخرا في منطقة التبين، تعد مؤشرا خطيرا لارتفاع نسبة التلوث البيئي في الفترة الماضية. وأوضح الحفيف أن غالبية الكوارث تصدر دائما من مصانع قطاع الأعمال نظرا لأنها قديمة وتخسر ماديا لذا تغيب عنها الرقابة. وأشار إلي أن هناك قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في منطقة «العكرشة» بأبوزعبل، حيث يوجد بها أكثر من 200 مصنع صغير تعمل ليلا في الخفاء وتقوم بتصنيع مواد تمثل خطورة شديدة علي المواطنين مثل تسييح المشابك والبطاريات القديمة وإعادة تصنيعها. وأضاف: إن الرياح تحمل الغازات المتسربة من هذه المصانع التي تديرها عصابات إلي المناطق السكنية فتتشبع بها أجساد المواطنين. وأكد الحفيف أن تسرب غاز الأمونيا يمثل خطورة مباشرة علي السكان لأنه سام جدا ويمكن أن يسبب الوفاة إذا تعرض الإنسان لنسبة كبيرة منه لكنه أقل تأثيرا مقارنة بغازات تمثل خطورة غير مباشرة مثل تلك التي تتسرب من مصانع الإسبستوس المنتشرة في مناطق كثيرة والتي لا يظهر تأثيرها إلا بعد سنوات طويلة وأوضح أن تأثير الغازات التي تتسرب من مصانع الإسبستوس تظهر علي سكان المناطق المحيطة بها لمسافة تصل إلي 5 كم ولذا يتحتم أن تكون هذه المصانع بعيدة عن المناطق السكنية. وأوضح أن غياب الرقابة والاشتراطات الأمنية أدي إلي وقوع حوادث خطيرة مثل تعرض العاملات بأحد مصانع الأدوية المعروفة إلي تسرب المواد المستخدمة في صناعة الأدوية مما أدي إلي إصابة الكثيرات منهن بسرطان الثدي وأمراض أخري خطيرة. من جانبه قال محمد ناجي رئيس مركز حابي للحقوق البيئية: إن غياب الرقابة عن المصانع المشار إليها أدي إلي تجاوز نسبة التلوث 50% مما يمثل تهديدا للصحة العامة، لافتا إلي أن المصانع الموجودة في حلوان تتسبب في موت الأشجار واقفة، لذا يمكن تخيل ما تفعله في البشر، وكذلك مصانع الكوك والحديد والصلب ومسابك الرصاص ومصانع الكاوتش بشبرا الخيمة. وطالب ناجي بتشديد الرقابة علي هذه المصانع التي تستقر وسط التكتلات السكنية.