يبدو أن قانون جاستا وهو "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي أصدره الكونجرس الأمريكي وينص على أنه يحق لأسر ضحايا حادث 11 سبتمبر مقاضاة المملكة العربية السعودية، وطلب تعويضات مالية ضخمه لصالحهم، ستنعكس أثارة على الولاياتالمتحدة نفسها ويهدد مصالحها الدولية بسبب جرائمها المتعددة في الكثير من بلدان العالم. وعلى أثر هذا القانون، أعلن البرلمان الياباني إصدار قرارا يسمح لعائلات اليابانيين من ضحايا قنبلة هيروشيما بمقاضاة الولاياتالمتحدةالأمريكية وفقا لقانون جاستا. حيث استخدمت أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية 334 طائرة لتدمير ما مساحته 16 ميلاً مربعًا من طوكيو، ، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة، ولذلك فإن اليابان لا تزال حتى اليوم تعاني من آثارها. وفي الستينات تسببت حرب فيتنام التي شنتها أمريكا في مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونُزعت أحشاء ثلاثة آلاف شخص وهم أحياء، وأحرق أربعة آلاف حتى الموت، وهُوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة. وخلال حرب الولاياتالمتحدة على العراق بحجة وجود أسلحة نووية، قُتل أكثر من مليون طفل عراقي، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق، وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات قبل الاحتلال المباشر 2003 وبعد الاحتلال وصل عددهم إلى 5 ملايين قتيل، وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الأنسولين، وهبط متوسط عمر العراقيين 20 سنة للرجال، و11 سنة للنساء، بسبب الحصار والقصف الأمريكي، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي. وفي أفغانستان أيضاً بدأت حرب الولاياتالمتحدة عليها (2001 – 2014)، وكانت الحرب ردة فعل على هجمات 11 سبتمبر التي قتل فيها ألاف الأمريكان. وكان الهدف المعلن لهذه الحرب كان اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقادة آخرون في التنظيم لهم مناصب رفيعة وجلبهم للمحاكمة، ومن الأهداف أيضا تدمير تنظيم القاعدة كليا وإقصاء نظام طالبان الذي كان يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة. خلال الحرب قتل في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط عام 2001 نتيجة القصف الأمريكي ما لا يقل عن 50 ألف أفغاني، وتسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15.000 طفل أفغاني.