فى الوقت التى يبكى فيها وزير خارجية العسكر، سامح شكرى، وبائع القضية، محمود عباس الرئيس الفلسطينى، على سفاح الكيان الصهيونى، شيمون بيريز، تحل علينا الذكر السادسة عشر لاستشهاد الطفل الفلسطينى، محمد الدرة، فى مشهد لا ينساه العالم، وهو يحاول الاحتماء بوالده من رصاص الاحتلال الغادر. فرغم صعود محاولات التطبيع مع الكيان الصهيونى المغتصب للأرض من قِبل الحكام العرب وعلى رأسهم عسكر كامب ديفيد فى مصر، إلا أن أطفال العرب والمسلمين مازالوا يقتلون إما برصاص الاحتلال أو غرقى من الهجرة الغير شرعية، جراء الهجمات الغربية على البلدان العربية. لكن اليوم، 30 سبتمبر 2016، يخرج علينا محمد الدرة فى مقدمة قائمة طويلة لاستشهاد الأطفال فى وطننا العربى، والذين هزت صورهم الرأى العام بالعالم بأكمله، لتتوالى من بعده المصائب التى ألمت بأكثر من دولة عربية وتحديداً بعد ثورات الربيع العربى. محمد الدرة فلسطين عام 2000: محمد الدرة ووالده أدمت صورته أثناء احتمائه بوالده القلوب، عندما استشهد الابن أمام عين الأب مودعاً إياه بنظرة ملؤها الذعر، تحمل بداخلها السخط على الجبن الذى أصاب العرب. محمد الدرة ووالده إيلان سوريا عام 2015 : إيلان وتوالت الأحداث المؤسفة إلى أن انتقلت لسوريا، فنقلت عدسات الكاميرات صورة الطفل السورى إيلان الغارق على إحدى الشواطئ بعد غرق مركب يحمل أسرتهم وعشرات السوريين الهاربين من ويلات الحرب بسوريا، فهربوا من الحرب إلى الموت. عمران سوريا عام 2016 : ورغم أنه ظل على قيد الحياة إلا أن صورته هزت العالم حين تم إخراجه من تحت أنقاض منزله بسوريا بعد أن انهار عليه وعلى أسرته أثناء الحرب، ورغم ما به من ألم جلس بكل عزة دون أن يبكى، فكان صمته أعلى من الصراخ ووصل للعالم بأكمله. طفل مركب رشيد المصرى عام 2016 : وتكرر مشهد غرق إيلان السورى، ولكن هذه المرة مع طفل مصرى لطخته الرمال على السواحل المصرية بعد غرق مركب رشيد أثناء محاولة أسرته الهجرة غير الشرعية لإيطاليا، لينتهى الأمر بالصغير إلى الغرق وهجر الدنيا ومن عليها.