شهدت مصر حالة جديدة تهدد ما تبقى من قطاع السياحة الذى انهار تقريبًا، بالتوقف تمامًا، بعدما ظهرت أسماك القرش والحيتان الصغيرة، على سواحلنا الشرقية والشمالية، من ناحية البحر الأحمر والمتوسط. ، وهو ما أصاب جميع مرتادى هذه الأماكن بالخوف الشديد. وكانت البداية، هاجمت أسماك القرش شواطئ الغردقة والسويس على البحر الأحمر، في ظهور نادر لها بتلك المناطق، وهاجمت بعض المصطافين، والتهمت قدم أحد الشباب الشهر الماضى.
وقامت حكومةالعسكر، في ذلك الوقت، باتهام جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إنها هى التى تتآمر على مصر وتحضر هذه الأسماك وتطلقها في المياه المصرية لإثارة ذعر السياح وضرب السياحة فى البلاد، خاصة وأن هذه الظاهرة تزامنت مع إجازة عيد الفطر وبداية موسم الاصطياف فى مصر.
وأكدت السلطات ضبط عصابة تجلب أسماك القرش للسواحل المصرية بهدف تخويف السائحين ومنعهم من زيارة مصر.
وفي سابقة غير معتادة، ظهرت الحيتان منذ يومين على سواحل مصر الشمالية فى الإسكندرية ومارينا وغيرها، ليكتمل مسلسل القلق على الشواطئ المصرية.
مياهنا "نضيفة"
من جانبه، أكد خالد فهمى، وزير البيئة بحكومة العسكر، أن وجود الحيتان بالقرب من الشواطئ المصرية يؤكد أن البيئة المصرية بخير، وأن مياه سواحل مصر نظيفة.
وأضاف فهمى، فى تصريحات صحفية، أن هذه هى البيئة الطبيعية للحيتان، مشيرا إلى أنه سيتم توجيهها إلى أعالى البحار كى تسبح بعيدا عن الشواطئ المصرية.
وأعلن اتخاذ إجراءات سريعة لدراسة أسباب تواجد أسماك القرش بشواطئ مصر ومغادرة المياه العميقة وتغير سلوكياتها بعد أن هاجمت أحد الشباب بالسويس.
وناشد وزير البيئة المواطنين بعدم الاعتداء على الحيتان حال رؤيتها لأنها من الكائنات المهددة بالانقراض ولا تمثل خطرا على الإنسان إذا لم يتم الاعتداء عليه.
نفى قبل النظافة وكانت الحكومة قد أكدت في بداية الأمر أن الفيديوهات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لأسماك قرش وحيتان تتواجد على الشواطئ المصرية هي فيديوهات مفبركة الغرض منها إثارة البلبلة والخوف فى نفوس المصريين وترويع السياح الأجانب.
ونفى اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، ظهور أي حوت أو أسماك قرش بالقرب من شواطئ الساحل الشمالي أو الإسكندرية، مؤكدا أن هذه الأنباء مجرد شائعات يتم تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل موسم الصيف لإثارة البلبلة ومنع الناس من الاستمتاع بإجازاتهم.
الحيتان سلمية اتركوها وكانت وزارة البيئة، قد أعلنت في بيان لها الخميس، أنها تلقت عدة بلاغات عن تواجد حوت في منطقة مارينا بالساحل الشمالي، موضحة أنه شكلت غرفة عمليات من المختصين ودفع بمجموعات علمية متخصصة لرصد وتتبع حركة الحيتان لمساعدتها على الخروج من المياه الضحلة التي جنح إليها والعودة إلى بيئته الطبيعية في المياه العميقة بالبحر المتوسط.
وأكدت الوزارة أن جميع أنواع الحيتان المسجلة بالبحر المتوسط بشكل عام والساحل المصري بشكل خاص لا تمثل أي خطورة على البشر، ولم يسجل نهائيا صدور أي تصرف عدواني لها جهة البشر.
وناشدت المواطنين المترددين على السواحل المصرية بعدم القيام بأي تصرف عدواني تجاه الحيتان أو القيام بأي تصرف قد يؤدي إلى إزعاجها وذلك في حالة رصدها في محيط الأماكن السياحية.
وطالبت المواطنين بتصوير الحيتان أو أي كائنات بحرية كبيرة يشاهدونها على الشواطئ المصرية مثل الدلافين والسلاحف البحرية، وإرسال الصور إلى مسؤولي البيئة مع تحديد مكان وتاريخ الرصد وذلك لإثراء قاعدة بيانات التنوع البيولوجى لمصر!
وأوضح البيان أن الحوت الذي تم رصده بمنطقة مارينا بالساحل الشمالي هو من الحيتان البالينية عديمة الأسنان والمعروف باسم الحوت المزعنف، مؤكدا أن فريق من الوزارة لا يزال متواجدا بالمنطقة التي تم رصد الحوت بها للتعامل معه.
غير مدربين
وأكد النائب أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن المعلومات المتداولة عن انتشار أسماك القرش والحيتان تستلزم تعامل الحكومة معها بشفافية، وتعلن كل تفاصيلها للمواطنين بشكل رسمي.
وتقدم النائب طلعت خليل بطلب إحاطة لمنع الصيد الجائر لما له من إحداث خلل من الناحية البيئية ويؤدي إلى مهاجمة أسماك القرش للشواطئ بحثا عن طعامها.
وطالب "معتز فاروق"، عضو مجلس نقابة الغواصين المصريين، المصطافين بعدم القيام بحركات سريعة بجانب الحيتان حتى لا تشعر بالخوف وتصبح عدائية، ونصحهم بتجنب الغوص بعيدا عن الشاطئ كي لا يصبحوا فريسة للقروش والحيتان.
وأشار فاروق، في تصريحات صحفية، أن أسماك القرش يوجد منها أكثر من 200 نوع، ومن الصعب أن يحدد المصيف نوع القرش الذي يراه أمامه، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن فرق الإنقاذ على الشواطئ المصرية لا تعلم أنواع هذه الأسماك، وغير مدربة على الإنقاذ في حالة مهاجمة أسماك القرش والحيتان للبشر.
