شهد مستشفى أبوكبير العام في محافظة الشرقية،الأربعاء، واقعة مأساوية، وتسبب أطباء بقسم النساء والتوليد بالمستشفي، في وفاة أم وجنينها، بسبب وصف حبوب للطلق الصناعي لها لتحفيز الرحم على الولادة الطبيعية دون إجراء الأشعة اللازمة على الرحم، ما تسبب في حدوث مضاعفات بالرحم، وولادة الجنين ميتًا، ووفاة الأم بسبب نزيف شديد بالرحم. ذلك مشهد من مشاهد متكررة بسبب الإهمال الطبي ، والذي يحصد أرواح آلاف المصريين؛ فمسلسل الإهمال والخطأ الطبي عرض مستمر، فقد تحاوزت مصر المعدلات العالمية، فالحالات التي يرصدها الإعلام وتعج بها أروقة المحاكم والأقسام ونقابة الأطباء وللأسف معظم قضايا الإهمال كشفتها أسر الضحايا والكارثة أن أخطاء الأطباء القاتلة كثيرة وأودت بحياة المرضي.
تجاوزت المعدلات فيقول الدكتور خالد سمير رئيس لجنة التحقيق وآداب المهنة بنقابة الأطباء، إن الأخطاء الطبية أمر وارد إلا أن النسب في مصر تتعدي الحدود العالمية مما يستلزم بحث الأسباب، والتي من وجهة نظره عديدة منها غياب التقييم الشامل للطبيب ففي معظم الدول يجري الطبيب امتحان ترخيص للتأكد من مستواه العلمي وبناء علي النتيجة يتم ترتيب الأطباء وتوزيعهم علي التخصصات المختلفة وفقا لقدراتهم. كما أن غياب التعليم الطبي المستمر فالطبيب كغيره منشغل بظروفه المادية واحتياجاته الأسرية علي حساب التعلم وهناك أيضا غياب التعليم الطبي الجيد في مصر مع زيادة عدد المقبولين في كليات الطب وضعف الإمكانيات الحكومية ومع وجود بعض الجامعات الخاصة التي تقبل طلابا غير مؤهلين علميا وتعتمد فقط علي القدرة المالية "مصروفات الدراسة". أنواع الأخطاء الطبية ويقول رئيس لجنة آداب المهنة – إن الأخطاء الطبية أنواع ، وفي المقدمة الخطأ البشري نتيجة الإهمال كغياب الطبيب عن موقعه أو تأخره في تقديم الخدمة أو عدم استدعاء طبيب آخر يكون أكثر تخصصا، وهناك أيضا الكثير من الأخطاء التي تتعلق بعدم إبلاغ المريض وإحاطته علما بكل المضاعفات التي قد تحدث جراء عملية جراحية أو حتي تناول علاج بعينه وهذه مسئولية الطبيب المعالج ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الأخطاء تتخذ شكل التدليس علي المريض كادعاء الطبيب تخصصه في مجال غير المتفق مع حالة المريض.
فشل منظومة الطب في مصر
أوضحت عدة دراسات طبية عن وزارة الصحة، أن نسبة الوفيات نتيجة الإهمال الطبي بلغت خلال عام 2014، نحو 49.8%، ووفقًا لتقديرات النيابة العامة فإن نحو 75 قضية إهمال طبي خلال شهر واحد تم حفظها العام الماضى.
قال أمين النقابة العامة للأطباء، خالد سمير، إن الوضع في مصر مأساوي، ومنظومة الطب في حالة فشل كامل، معللاً ذلك لعدم وجود طرق علمية لدراسة الأسباب وراء الإهمال الطبي.
وأكد "سمير"، أنه لا توجد نسبة محددة لتقييم عدد الوفيات نتيجة الإهمال الطبي في مصر ونسبها مرتفعة.
وقال د. "سمير"، أن السبب الرئيسي هو تفاعل جسم المريض مع نسبة العلاج في العملية، ومعظم الأطباء الممارسين للمهنة لا يملكون تراخيص، ومن الضرورى عمل التحاليل اللازمة قبل إجراء العمليات الجراحية.
الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية والخاصة أجمع مواطنون، على أن مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية "غير آدمية"، ويتم اللجوء إليها للعلاج ب"المجان".
فيما قال محمد حسين، مواطن، إن مستشفيات حكومية تلزم المرضى بشراء مستلزمات يحتاجها الطبيب تكون غير متوفرة بالمستشفى، منها "الحُقَن وأكياس الدم".
وأشار "حسين" إلى أن الخدمة المجانية "الوحيدة" بالمستشفى هي الكشف الطبي الذي يجريه الطبيب على مرضاه، ولكنه يتم بطريقة "عشوائية".
وأكدت "أم مريم"، ربة منزل، أنه لا يوجد فرق بين بعض المستشفيات الحكومية والخاصة، "الطب في مصر آخره الموت وليس العلاج".
900 قضية إهمال أمام النيابة سنويا
وكشف تقرير صادرعن لجنة محلية لحقوق الإنسان في (يونيو) 2014، بالاستناد إلى إحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، أنه يموت نحو 2100 مصري سنويا نتيجة الإهمال الطبي، وتنظر النيابة العامة في 900 قضية إهمال ضد الأطباء سنوياً، بمعدل 3 قضايا يوميا، بحسب ما جاء في التقرير.