قال جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن تقرير اللجنة الشرعية لمرصد الأزهر الشريف، كاذب، لأن الديمقراطية نظام سياسى قبل أن يكون أخلاقيا، وتساءل : هل هذا هو تجديد الخطاب الديني الذى طالبهم به قائد الانقلاب ؟ جاء ذلك تعقيبا على التقرير الذى أصدرته اللجنة الشرعية لمرصد الأزهر الشريف، ويوضح مفهوم "الديمقراطية".. وأكد التقرير أن الديمقراطية مصطلح دخيل على الثقافة الإسلامية، ولا يتفق معها تماما ، حيث يمكن أن يعمل على إباحة الربا والزنا وزواج المثليين وهو ما يرفضه الإسلام الذي هو دين الدولة الرسمي. من ناحية أخرى طالب جابر عصفور بتنقيح كتب الأزهر عن طريق لجان البرلمان لأن الدولة في حالة طوارئ، والأزهر عاجز عن فعل هذا التنقيح، والتجديد صعب على من ألف الوضع فى كل العصور ، مع أن الحديث النبوي "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها " ( كذا !) بما يؤكد أن الخطاب الديني يتجدد كل مائة عام، ومع انحدار المجتمع أصبح غير قادر على التغيير خوفاً منه وأن المجددين دائماً قلة، وليس هناك أحد قادر على تجديد الخطاب الدينى أكثر من الدكتور محمود حمدى زقزوق ولا يوجد آخرون غيره. وأضاف "عصفور"، إن هناك كتبا تقول بأنه "من المستحسن أن يبول المسلم على الديانات الأخرى" ( لم يقل ماهي ؟) ونحن فى حاجة إلى أداة تنظر فى مثل هذه الكتب وأن التجديد معناه ارتفاع المستوى الدينى، وذلك بحذف ما لا يتناسب مع العصر وتغيير المواد الفقهية لتناسب العصر وتواكبه ( هل يقصد إلغاء الصلاة مثلا ). وتابع جابر عصفور فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الإنسانية اتفقت على عدم وجود عبيد على الرغم من وجوده فى الإسلام وهذا يعتبر تطويراً للدين ( هل اخترع الإسلام نظام العبودية؟ ). وقد استنكر الكاتب اليساري صلاح عيسى، الدعوة لتنقية الكتب من خلال مشروع برلمانى فى سياق تجديد الخطاب الدينى. وأضاف "عيسى" فى تصريحات ل"اليوم السابع" أن تنقيح الكتب ليس من دور البرلمان لكن من دور السلطة التنفيذية التى تراقب ثم تتقدم بطلب للقضاء للحكم. وأوضح "عيسى" إن تنقيح الكتب من قبل البرلمان مقترح يخالف القانون، وأن دور البرلمان يتمحور حول إصدار قوانين تحاول حل أزمة تجديد الخطاب الدينى فى إطار ما يتفق مع الدستور. يتجاهل عصفور أن تجديد الإسلام يقوم به علماء كبار متخصصون ، وهو ما تم على مدى ألف وخمسمائة عام ، وليس على يد اليساريين والحظائريين وخدام الحكم العسكري الفاشي ، وأن الأزهر به علماء – ليسوا من عمائم الانقلاب – يعرفون كيف يتم التجديد ومواضعه ، والأولى للشيوعيين واليساريين أن ينشغلوا بدراسة الخيبة الكبرى التي لحقت بالماركسية في القرن العشرين وكان أبرز معالمها تفكك الاتحاد السوفياتي ، وتحول الماركسيين إلى خدمة العدو الرأسمالي . ويبدو أن جابر عصفور نسي أن ما ذكره من حكاية التبول على أديان الآخرين آية موجودة في الكتاب المقدس ، ولها صيغة أخرى نعف عن ذكرها في هذا المقام .