جابر عصفور... رجل ينادي بالتنوير على طريقته، ويرى أن المجتمع والمؤسسات الدينية لها الأثر السلبي لتحقيق ذلك التنوير، وعلى صعيدٍ أخر،، يرى الأزهر أن لتجديد الخطاب الديني أهمية بالغة، وأن الحديث عن الدين لا يجب أن يخرج إلا من علماء الأزهر الدارسين لكتاب الله وشريعته وسنة رسوله. وكما هو ظاهر دون الدخول في النوايا ، فإن تجديد الخطاب الديني ولفظة التنوير لم يتعارضا، فقد نادى وزير الثقافة الأسبق د. جابر عصفور بتجديد الخطاب الديني، اثناء فترة توليه الوزارة، وكان شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب في هذه الفترة هو " تجديد الخطاب الديني"، كما ان عصفور هو من حاملي شعار " التنوير" ولكن بطريقة لا تتفق مع "تنوير الأزهر الشريف". أزمات وصلت إلى معارك.. الأزمة الأولى.. بدأت أزمات عصفور مع الأزهر الشريف عندما صرح د. جابر عصفور، "لو كان عُرض عليه طلب بعرض "فيلم نوح" لكان وافق على عرضه دون أي اعتراض.. وذلك ما استنكره العديد من علماء الأزهر الشريف، وهاجموا عصفور في مختلف المواقع الإلكترونية والجرائد بمقالات ترفض فكر الوزير، ولم يترك د. جابر عصفور الأمور لتهدء ولكن قام بكتابة مقالات هاجم فيها الازهر مما جعل الأزهر يصدر بيانًا للرد عليه.. ومن ثم تدخل الكثيرون لحل الازمة التي تداولتها الصحف والمواقع، وأعلن عصفور عقب ذلك عن احترامه الشديد للأزهر وانه مختلف فقط مع فكر "بعض" المشايخ، ولكن الأزهر كمؤسسة دينية له كل الاحترام هو والكنيسة. الأزمة الثانية.. وبدا الموقف هادئ وتم اختيار شعار جديد لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال46، وكان الشعار "تجديد الخطاب الديني"، تلك المهمة التي هي في الأساس مهمة رجال الدين، وتناولت ندوات المعرض مناقشة كيف يمكن تجديد الخطاب الديني وحضرها مختلف الطوائف الفكرية والدينية، وكان من بين ضيوف المعرض حينذاك "إسلام بحيري"، الذي أشعل أزمة وقتها بطريقته الفجة مع بعض الزملاء الصحفيين. الأزمة الثالثة... جاءت الازمة الثالثة بعد فترة من التغيير الوزاري وتولي د. عبد الواحد النبوي وزارة الثقافة، فاستشعر عصفور ومؤيي فكره بأن اختيار النبوي خريج جامعة الأزهر وذهابه للأزهر أكثر من مرة يعد ردا واضحا ويؤكد بأن للأزهر يد في اختيار وزير الثقافة،، ولكن لم يتوقف جابر عصفور عن نشر فكره ، وكتب مجموعة من الأعمال الادبية التي تدعم فكره ،كما صرح في العديد من اللقاءات بأن" المؤسسة الدينية هي سبب أزمة التجديد، بل هي سبب عدم وجود تجديد دينى في مصر، كما انه ويرى أن الأغلبية في الأزهر للعقول المتحجرة والمتعصبة غير المرنة. ولم يتوقف عصفور عند ذلك الحد فتحدث عن الحجاب، الذي يرى أنه لا علاقة له بالإسلام وكرر ذلك في كثير من اللقاءات التي كان أخرها إحدى ندوات معرض الكتاب في روته ال 47، حيث قال "أما الحجاب فحوله الكثير من الجدل والآراء فهو ليس فريضة بأى حال من الأحوال، كما أن الحجاب لم ينتشر فى مصر إلا فى وقت معين بعد مجىء السادات وتحالفه مع ما يسمى بالإسلام السياسي، فبدأ ارتداء الحجاب كان كإشارة على فكر سياسى يتمسح بالدين الإسلام" الازمة الأخيرة.. كلامه عن الحجاب ودفاعه المتكرر عن إسلام بحيري، ثم فاطمة ناعوت، رغم صدور احكام قضائية عليهم، وضع العديد من علامات الاستفهام حول هدفه من التنوير، وما طالب به من تجديد للخطاب الديني، كما اتهم الأزهر في حواره مع الأهرام "بالرجعية قائلا : الأزهر أصبح قوة رجعية والإخوان والسلفيون أصابوه بعدوى التعصب والجمود"، كما يرى أن بعض أحاديث الإمام البخاري "لا يقبلها خيال طفل" كما عقب على تقرير اللجنة الشرعية لمرصد الأزهر الشريف قائلا: كاذب، لأن الديمقراطية نظام سياسي قبل أن يكون أخلاقيا، وكل هذه الاتهامات التى يرمون بها باطلة، ويبدو أن علينا أن نوجه للأزهر سؤالا هل هذا هو تجديد الخطاب الدينى الذى طالبهم به الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية. عصفور يدافع عن "إسلام بحيري" صرح د. جابر عصفور أكثر من مرة بأن " إسلام بحيري "شاب حريص على دينه ودرس بشكل حقيقي وجاد، واجتهد وقال رأيه كما أمر الدين، ومن حقه أن يختلف مع العلماء طالما هذا الاختلاف في سبيل الله ولبيان الحقيقة، وأراد أن يرد الاعتبار للدين الإسلامي، وأن يحول دون أن يتخلى عنه عدد من شباب المسلمين.. عصفور يفتي بالتبرع لقصور الثقافة وقال د.جابر عصفور في حواره لأحد المواقع الإلكترونية "يجب التبرع لإنشاء قصور الثقافة بدلاً من المساجد". وكل تلك الأراء والاجتهادات أثارت غضب وحفيظة علماء الأزهر الشريف..