أكدت مجلة فورين بوليسي أن الأممالمتحدة كانت علي علم منذ أشهر بالمجاعة في مضايا السورية المحاصرة من قبل الأسد، ولكنها لم تحرك ساكنا، واتهمها ناشطون سوريون بالتآمر مع النظام. وتشير المجلة إلى مذكرة داخلية أصدرها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في 6 يناير، تتحدث عن "ظروف بائسة" بما في ذلك حالات شديدة من سوء التغذية، وعن الحاجة الماسة لتقديم المساعدة لسكان مضايا. وتشير فورين بوليسي إلى أن المذكرة التي سربت إليها، ذكرت أنه تم الإفادة في أكتوبر الماضي بوجود ألف حالة من سوء التغذية في أوساط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام. وكان صمت الأممالمتحدة لشهور عن المجاعة في مضايا أحد الأسباب التي أثارت ضجة في أوساط مسؤولي الإغاثة السوريين والدوليين. وما أثار سخط المسؤولين الإغاثيين أيضا المزاعم الأممية المتكررة التي تتحدث فقط عن ضرورة رفع الحصار دون جدوى. فالمنسق الأممي للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو تحدث للصحفيين في 12 يناير الجاري عن الحال البائس لسكان مضايا دون أن يلقي باللائمة على الجهة التي تحصارهم، وخاصة حزب الله اللبناني. واكتفى المسؤول الأممي بترديد الأسطوانة الأممية التي تقول إن حصار مضايا لا يختلف عن حصار تنظيم الدولة الإسلامية للمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. من جانبها نقلت صحيفة واشنطن بوست اتهامات ناشطين في المجتمع المدني السوري للأمم المتحدة بالصمت إزاء ممارسات النظام بشأن منع إدخال الغذاء والدواء لعشرات الآلاف في المناطق المحصارة. ففي رسالة مفتوحة نشرت في 13 يناير الجاري، اتهم 112 شخصية من عاملي الإغاثة المحاصرين الأممالمتحدة بالتآمر مع النظام على حصارهم. وقالوا في رسالتهم الموجهة للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تحرص على الحصول على إذن من النظام، هي لا تحتاجه لأن قرارين من مجلس الأمن ينصان على ضرورة إدخال المساعدات دون قيد أو شرط. وأشارت الرسالة إلى أن فشل الأممالمتحدة في التعاطي مع أزمة المحاصرين حولت هذه المنظمة من "رمز للأمل إلى رمز للتآمر". ويتهم الناشطون المسؤولين الأمميين في دمشق بأنهم "إما مقربون من النظام أو أنهم يخشون من رفض تأشيراتهم من قبل نظام يحاصرنا".