سيطرت امس فصائل من المعارضة السورية المسلحة على 3 قرى جديدة كانت في قبضة تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشمالي، شمال غربي سوريا. وقال ناشطون سوريون إن قوات المعارضة نفذت عملية عسكرية مشتركة ضد التنظيم المتطرف، في محيط مدينة إعزاز، أسفرت عن استعادة السيطرة على قرى قره مزرعة، وقره كوبري، وخربة. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة ومسلحي داعش قرب مارع، المجاورة لإعزاز. ومن جهة أخرى، من المنتظر أن يبدأ إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب. وكان وصول الإعانات تأخر عدة أيام بسبب مناورات النظام السوري واستمراره بفرض الحصار على البلدة الواقعة في ريف دمشق شمال العاصمة، مع ميليشيات حزب الله اللبناني. وكانت صور مضايا المؤلمة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق ناشطون العديد من الحملات تضامناً مع البلدة الجريحة، ومن ضمنها حملة ضد حصار الجوع المستمر منذ 200 يوم تقريباً، والتي تناقلت عدداً من الفيديوهات والصور من قلب البلدة. وقالت مصادر طبية، إن الاستعدادات اللوجستية اكتملت بنسبة 80 %، مشيرة إلى أن قافلة مساعدات ستنطلق من دمشق باتجاه مضايا بمراقبة دولية. يأتي ذلك بالتزامن مع انطلاق قافلة مساعدات أخرى من حمص باتجاه ريف إدلب، لتوزيعها في بلدتي الفوعة وكفريا. وهناك نحو 60 ألف شخص يعيشون في بلدة مضايا المحاصرة من القوات الحكومية وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل معارضة. ومن ناحيه، أكدت عبير عطيفة المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي أن هناك أكثر من 400 ألف مدني سوري يعانون الحصار ونقصا شديدا في الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن أطراف النزاع باتت تلجأ إلى حصار المدنيين كوسيلة للضغط. وقالت عطيفة إن قوافل المساعدات أصبحت في طريقها لإغاثة حوالي 40 ألف مدني محاصر في بلدة مضايا بريف دمشق ، و20 ألف آخرين في الفوعة وكفريا بريف إدلب. وأوضحت «عطيفة»، في حديث مع سكاي نيوز عربية، أن المساعدات تتضمن مواد غذائية وأدوية وملابس وبعض المكملات الغذائية، التي تستخدم في علاج سوء التغذية بين الأطفال، بالإضافة إلى مواد تستخدم في عمليات الإغاثة والطوارئ. وانطلقت القوافل من دمشق وحمص باتجاه المناطق المحاصرة، على أن تصل بصورة متزامنة، وقد رافقها موظفون بالأممالمتحدة، وممثلون عن هيئات إنسانية تعمل تحت مظلة الأممالمتحدة في سوريا. وأشارت «عطيفة» إلى أن آخر مرة وصل فيها برنامج الغذاء العالمي إلى مضايا ومناطق أخرى محاصرة بريف إدلب، كان في 17 أكتوبر، بناء على اتفاق بين أطراف الصراع، مشيرة إلى أن المساعدات التي قدمت حينها كانت تكفي ل 20 ألف شخص لمدة شهر. ودعت «عطيفة» أطراف الصراع للسماح بدخول المساعدات لحوالي 400 ألف مدني محاصر بمختلف أنحاء سوريا، مشيرة إلى أن أطراف الصراع أصبحت تلجأ إلى حصار المدنيين كسلاح ووسيلة للضغط. ورداً عن التصريحات التي أدلى بها بعض أهالي مضايا بشأن فساد المساعدات التي دخلت البلدة سابقا، قالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي: «جميع المساعدات الغذائية التي دخلت مضايا شملت مواد غذائية أساسية مثل الأرز والزيت ودقيق القمح والمواد المعلبة وهي مواد سارية الصلاحية». وأضافت: «أعتقد أن ما حدث هو أنه تم إرسال بعض المكملات الغذائية مثل البسكويت التي لم تكن صالحة تماما، وهو خطأ ربما حدث لدى تحميل المساعدات بالشاحنات، ونعمل على عدم تكرار مثل هذا الخطأ». في هذه الأثناء، استمرت التحضيرات لانعقاد المفاوضات السورية نهاية شهر يناير الجاري في جنيف، فيما أكد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أنه «متفائل» بعدم تأثير الخلاف السعودي الإيراني على المسار السياسي. لكن فصائل من المعارضة السورية لا سيما جيش الإسلام شككت في جدوى أي حوار مع نظام الأسد الذي يقصف ويجوع شعبه.