كشفت محادثة مسربة بين الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية في دولة الإمارات، ومدير مكتب عضو المجلس الوطني الليبي محمود جبريل، عن فضيحة كبرى لدولة الإمارات. وأظهر نص المحادثة، التي نشرتها صحيفة "وطن"، الصادرة بالولايات المتحدة باللغة العربية عن معرفة الشيخ عبدالله بن زايد بمهمة الجاسوس الإماراتي يوسف ولاياتي، الذي اعتقلته السلطات الليبية مؤخرا في طرابلس بل ومعرفته الشخصية بِه والطلب من مسؤلين ليبيين موالين لأبوظبي تسهيل مهمته التجسسية. وبحسب الحوار بين وزير الخارجية الإماراتي، ونور الدين شيحة مدير مكتب محمود جبريل حيث يقول بن زايد "سوف يذهب يوسف ولايتي إلى العاصمة طرابلس ويرتب عدداً من المواضيع مطالباً بوشيحة بالتواصل معه". ويبلغه "بو شيحة"، أنه على علم بذلك متمنياً أن يتم الموضوع على خير فيعيد بن زايد التأكيد على ضرورة أن يرتب كل الأمور مع يوسف، وإذا اعترضتهم أي مشكلة، أوصى أن يتصل يوسف ولايتي بالجوال وأن لا يرسل رسالة على الفايبر موصياً بوشيحة أن يكون حديثه مع ولايتي عبر الفايبر وهذا أفضل -كما قال. وفي نفس الحوار يسأل بن زايد بو شيحة، إن كان وصل الدعم الإماراتي إلى الجيش الليبي فيجيبه بوشيحة (نعم وصل عدد المدرعات 77 ممتازة جداً جداً ) ولكنه يقول له بأن الجيش ينقصه دعم في الذخيرة فيقول له:” إبشر الخير جاي ان شاء الله”. ويسأله من جديد :” ان شاء الله في تقدم الجيش على الارض ؟” فيبدي بوشيحة قلقه من ” برناردينو ليون”- المبعوث الأممي لدى ليبيا، ويضيف قائلاً”: أنا كنت على اتصال بالسيد معين شريم وتحدثت معه عن امكانية استلام ليون مديراً للأكاديمية الديبلوماسية وكان رد شريم أن ليون يسأل عن المرتب الشهري والإقامة على حساب من، وأضاف أن ليون يريد أن يتحدث معك –أي مع عبد بن زايد- شخصياً –ويسأله إن كان بإمكانه إعطائه الإيميل الشخصي للأمير، ويرد عبد الله :”لا لاتقلق نور الدين”. ويسأل بو شيحة وفق الوثائق التي سربت ل”وطن”، إن كان قد ذكر ضرورة تعيين السراج رئيساً للحكومة الليبية قبل كل شيء” ويردف قائلاً :” لا مانع أعط ايميلي ليون” فيجيبه بوشيحا ممازحاً:” نعم قلت له وأنا وزير في الحكومة ثم يكتب “ضحكة فيسبوكية” فيردها له زايد ويجيبه “ابشر لعيونك نور الدين” وهنا يقول بوشيحة:” نمزح معك شيخ عبد الله” فيرد عليه “بعرف أنك بتمزح” . ويقول مراقبون سياسيون، أن حكومة الإمارات لعبت دوراً مشبوهاً وخطيراً في التأثير على اتجاهات الثورة الليبية من خلال التدخل العسكري وشراء ذمة المبعوث الدولي، وأخيرا استضافة الفريق الليبي المعادي للثوار مثل “محمود جبريل” و”عارف النايض” على أرض الإمارات واتخاذها مقرا لإدارة الصراع”. وأثار تولي المبعوث الأممي السابق في ليبيا، “برناردينو ليون”، وظيفة بمؤسسة إماراتية، وهو الأمر الذي كشفت عنه محادثات “زايد –بوشيحا” العديد من التساؤلات حول الدور، الذي لعبته الإمارات في الأزمة الليبية، وذلك على خلفية أنباء ترددت عن تنسيق بين ليون و”أبوظبي” لنزع الشرعية عن المؤتمر الوطني الليبي. وكشفت صحيفة الجارديان في حينها أن ليون أرسل رسالة إلى وزير الخارجية الإماراتي آنذاك “عبد الله بن زايد” جاء فيها، “إن خطتي هي تفكيك تحالف غاية في الخطورة بين الإسلاميين وتجار “مصراتة” الأغنياء، وهو التحالف الذي يحافظ على بقاء المؤتمر الوطني العام”.