بقلم: ميرفت عجوة مرحلة حركة تمر بها الساحة الفلسطينية، هي الاخطر منذ بدء الصراع في هذه المنطقة، وجهات عديدة وفي مقدمتها اسرائيل تدفع باتجاه اندلاع اقتتال فلسطيني فلسطيني وهناك الاحتقان والارباك والانشغال بمسائل تبعدنا عن الهدف الاساس، وتنطلق من كل الجوانب دعوات واشارات تحت أغطية شتى تفجيرا للبركان الذي حذرنا منه، وما زلنا، حتى لا تسقط كل الثوابت، وتندثر الحقوق ونضيع في المتاهات. ما تمارسه اسرائيل وما تنفذه من جرائم واغتيالات تفرض علينا التوقف فورا عن المماحكات الاعلامية التي تصل الى درجة الاستفزاز، والقاء "الاجندات" الشخصية بعيدا، والكف عن كل ما من شأنه اغراق الساحة بنهر من الدماء في حرب اهلية لا يعرف مداها ونتائجها الا الله عز وجل. لم تقدم اسرائيل حتى الآن ما يجعلنا نتخذ خطوات مجانية تريح الاحتلال وتمنحه المزيد من الفرص لتمرير الخطط المدمرة، فلماذا نتقاتل لتقديم الاثمان دون مقابل، ولماذا نمنح العديد من الجهات الفرص والاجواء لتمرير مخططاتهم الخبيثة التي تستهدف القوى المناضلة، وتمهد لهم الطريق لاحداث التطورات والتغييرات التي خططوا لها وعملوا من اجلها سنوات عديدة تحت شعارات الحرص وبتحالفات تحمل في ثناياها وطياتها وبين صفوفها الحقد والغدر، والذي نستغربه ان لا ينطلق الجميع للتوافق في وحدة وطنية رائعة تحبط اهداءها والمراهنين على تدميرها.. نستغرب تنامي الخلافات بين الاخوة في ساحة تتعرض للتدمير والقهر والابادة. ان مواجهة خطط الاحتلال ووحشيته وحقده، تتطلب اولا وسريعا الالتقاء معا على صيغة توافق ثم الانتقال قلبا واحدا ويدا واحدة لوضع العرب والعالم كله امام مسؤولياتهم كسرا للصمت والانحياز الذي يصل حد التآمر والمشاركة في مخططات القهر والابادة والظلم. الذي يجري على الارض من جانب الاحتلال وقادته وجنرالاته يفرض علينا جميعا التلاحم وعدم الاختلاف وعدم الانشغال حتى لا نجد انفسنا يوما بدون حقوق وبدون ارض. انها دعوة صادقة الى كل الجهات والتوجهات والحركات والفصائل في الساحة الفلسطينية بالتخلي والى الابد عن الحزبية الضيقة والاجندة الفصائلية والمصالح الشخصية للبعض المنزرع في هذا الاتجاه او ذاك.