اصيب العشرات بجروح مساء الجمعة في اشتباكات عنيفة دارت في وسط القاهرة بين مئات المتظاهرين المؤيدين للرئيس المخلوع حسني مبارك ومعارضين له، كما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. فيما قالت وكالة "يونايتد برس" الأمريكية إن خطاباً مرسلاً من جمال وعلاء مبارك، نجلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إلى الدكتور زواوى، وجها فيه اتهامات إلى السلطات المصرية بالتلاعب بالإعلام والقضاء لإرضاء العامة، وأضافت على لسان ابنى مبارك: "لقد خضعنا لجولات من التحقيقات المسيسة، والتى تشبه أكثر السحر الموجه لمطاردة عائلتنا ككل"، على حد ادعائهما. قالت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" إن حوالى 800 شخص من المؤيدين لمبارك تجمعوا مساء الجمعة للمطالبة بالافراج عن الرئيس السابق المحتجز في مستشفى شرم الشيخ الدولي على ذمة التحقيق في اتهامه بقتل المتظاهرين والفساد.
واضافت انه "أثناء ذلك تجمع حوالى 300 شخص من المعارضين للرئيس السابق في محاولة اقناعهم بالعدول عن مطلبهم، باعتبار الرئيس السابق مسئولا عن قتل المتظاهرين خلال الثورة، مما ادى الى تطور الاحداث بين الطرفين وقيام كل منهم بالتعدي على الاخر والتراشق بالحجارة".
وأسفرت الاشتباكات عن اصابة العشرات من المعارضين باصابات طفيفة وتكسير بعض السيارات المتوقفة على جانبي الطريق، فيما عمدت الأجهزة الأمنية لاحقا إلى تفريقهم.
وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان عناصر مكافحة الشغب انتشرت على الاثر في شارع جامعة الدول العربية الواقع في منطقة المهندسين الراقية والذي شهد الاشتباكات، وقد كانت الحجارة التي تراشق بها الجانبان لا تزال متناثرة فيه.
وكان المتظاهرون المؤيدون لمبارك الذين تجمعوا في ميدان مصطفى محمود قد رفعوا صور الرئيس المخلوع داعين إلى اطلاق سراحه فورا وإلى تكريمه من اجل "الخدمات التي قدمها للبلد خلال ال30 سنة الماضية"، وفق أوهامهم.
وأطيح بمبارك (83 عاما) في ثورة شعبية في فبراير الماضي، وهو يعالج حاليا في مستشفي شرم الشيخ الدولي إثر إصابته بمشاكل في القلب خلال استجوابه، ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في الثالث من أغسطس بتهم تتصل بقتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات واستغلال النفوذ طوال فترة حكمه.
ويواجه الرئيس المخلوع الإعدام شنقا إذا أدين بقتل المتظاهرين الذين ذكر تقرير رسمي أن عددهم زاد على 846 وأصيب أكثر من ستة آلاف خلال الاحتجاجات التي استمرت 18 يوما.
لا تقارير رسمية لإصابة مبارك بالسرطان وفى سياق ذى صلة بمحاكمة مبارك، أكد الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية، أنه لا يوجد أى مستند لدى وزارة الصحة يؤكد إصابة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، المحتجز بمستشفى شرم الشيخ الدولى بمرض السرطان.
وأضاف: "من المحتمل أن تكون اللجان الطبية التى أرسلها النائب العام لتوقيع الكشف عليه قد اكتشفت إصابته بالسرطان، إلا أن ذلك احتمال غير مؤكد ولم يتم إبلاغ الوزارة بما يؤكده أو ينفيه، خاصة أن العملية التى أجراها مبارك مسبقا بألمانيا كانت "غامضة" بعد أن تضاربت الأخبار حول حقيقتها.
وبالنسبة لمزاعم فريد الديب، محامى الرئيس المخلوع، على وجود تقرير لديه يثبت إصابة مبارك بالسرطان، أكد أباظة أنه لا يعرف أى شىء عن ذلك التقرير، قائلا: "إن الديب محامٍ ويؤدى عمله".
تحريض ضد القضاء إلى ذلك، وجه علاء وجمال مبارك، ابنا الرئيس المخلوع حسنى مبارك وشريكاه فى جرائمه ضد الشعب المصرى، رسالة إلى الدكتور عمر زواوى، أحد أبرز رجال الأعمال العمانيين، والذى يعمل كمستشار مقرب من السلطان قابوس سلطان عمان، قالا فيها إنهما يتعرضان لتلفيق الاتهامات، ويواجهان حملة إعلامية زعما بأنها تجرى للتلاعب بالعملية القضائية ضدهما، فيما حاول الابنان الدفاع عن والدهما وذهبا إلى وصف الأدلة المقدمة ضده بالمهزلة، وفى عبارات تحريض واضحة، دعا الشقيقان العالم الخارجى إلى التدخل.
وقالت وكالة "يونايتد برس" الأمريكية إن خطاباً مرسلاً من جمال وعلاء مبارك، نجلى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إلى الدكتور زواوى، وجها فيه اتهامات إلى السلطات المصرية بالتلاعب بالإعلام والقضاء لإرضاء العامة، وأضافت على لسان ابنى مبارك: "لقد خضعنا لجولات من التحقيقات المسيسة، والتى تشبه أكثر السحر الموجه لمطاردة عائلتنا ككل"، على حد ادعائهما.
وأضافت أن مصر "تمر بمرحلة حرجة فى تاريخها الحديث، فالرؤية والسياسات المعلنة تهدف إلى إجابة المطالب بمزيد من الحرية وحقوق الإنسان والكرامة للجميع، لكن ما شهدناه على مدار الأشهر الماضية لا يمكن أن يكون ذا أهداف نبيلة أبدا، فالإعلام يتم التلاعب به، والاتهامات الموجهة ضدنا وضد الآخرين تم تلفيقها، ولا يجرؤ المتهمون على أن يتحدثوا أو أن يكون لهم حتى أنصارهم أو محامون يدافعون عنهم"!.
ويمضى الخطاب قائلا: "خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تعرضنا لحملة إعلامية منظمة قادتها وسائل الإعلام الرسمية، لتسريب تفاصيل كاذبة عن التحقيقات معنا، وتواصل الافتراء بلا هوادة على سمعتنا"، بحسب مزاعمهما.
وأضاف الأخوان مبارك: "إن التلاعب بالعملية القضائية لإرضاء العامة هو القصة الخفية التى لا يعرفها العالم الخارجى عن مصر خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد أرغمت المظاهرات والحشود فى الشوارع السلطات على أن تصدر أوامر بمنعنا من السفر، وقامت وسائل الإعلام الرسمية بتصعيد مطالب الناس باعتقالنا، واستجابت لهم السلطات، وأخيراً وقبل مظاهرة مخطط لها للمطالبة بمحاكمتنا، هرعت السلطات للتحقيق معنا فجأة، ولفقت تهما ضدنا وفى أقل من 72 ساعة تم تحويلنا إلى المحكمة وتم الإعلان عن أولى جلسات محاكمتنا فى 3 أغسطس الماضى"، وفقا لكذبهما.
فزاعة الإخوان من جديد وأشار جمال وعلاء فى خطابهما إلى أن مثل هذه المحاكمة هى ما أراده معارضو مبارك الأساسيون ، الإخوان المسلمين، وأضافا أن الأكثر خطورة أن مثل هذه المحاكمة ليس أمامها فرصة كبيرة لتكون عادلة، فقد أعلن عضو كبير فى الحكومة، النائب العام السابق، خلال حكم أبينا، وسياسى، ووزير العدل فى "مصر الجديدة" القضية قبل 8 أسابيع قبل أن ينهى مكتب النائب العام الذى يفترض أنه مستقل التحقيقات بجدية.
ويضيف الخطاب: "لقد أجبرت المظاهرات والغوغاء فى الشارع السلطات على إصدار أوامر بمنعنا من السفر، وبعد ذلك قامت أجهزة إعلام الدولة بشحن الغوغاء من أجل استصدار أمر باعتقالنا وتمت الاستجابة لذلك".
وأضاف الخطاب: "وفى النهاية وقبل مظاهرة كانت تنوى المطالبة بمحاكمتنا قامت السلطات بالإسراع بالتحقيق معنا وفبركت التهم ضدنا وفى أقل من 24 ساعة تم تحويلنا للمحاكمة وتم إعلامنا بالقدوم للمحاكمة فى 3 أغسطس. لقد كانت تلك هى أم الاستجابات التى قدمتها السلطات للغوغاء وكلها تتعلق بتهم مفبركة ضد حسنى مبارك ونجليه".
ويقول خطاب علاء وجمال: "إن إحدى هذه التهم هى اتهام مبارك بإصدار أوامر بقتل المتظاهرين ومن لديه ذرة من عقل أن يصدق أن حسنى مبارك بتاريخه فى الدفاع عن كرامة المصريين أن يفكر مجرد تفكير بارتكاب تلك الجريمة. فى الواقع إن ما فعله حسنى مبارك هو أنه قرر التنحى لكى يمنع أى تصاعد فى أعمال العنف. إن محاكمته سوف تكون مسخرة"، على حد كذبهما.
ويقول علاء وجمال فى خطابهما "إن جماعة الإخوان المسلمين هى التى تقف وراء ذلك. وعلى العالم أن يعرف أن هذه المحاكمة سوف تخلو من أى سبب من أسباب العدالة والحقيقة إن الحكم ضدنا قد صدر بالفعل قبل منذ ثمانية أسابيع على لسان مسئول كبير بمجلس الوزراء، وكان نائبا عاما سابقا فى عصر والدنا وهو وزير العدل فى "مصر الجديدة" الآن. والشىء الصاعق أنه لم يوجه أحدا على الاطلاق أى انتقاد لهذا الخرق الفاضح للقانون وللنظام القضائى لا من داخل الحكومة ولا من وسائل الاعلام الحكومية المأجورة. لا أحد يجرؤ على الحديث عن السيناريو الموضوع مسبقا بعناية.
نحاكم لإرضاء (الغوغاء) ويزعم علاء وجمال مبارك فى خطابهما للزواوى مستشار سلطان عمان أن جماعة الاخوان المسلمين اقتنصت اللحظة مع حكومة ضعيفة تستجيب للغوغاء مع غياب لأي قيادة ووسائل إعلام حكومية وشنوا هجوما علينا واغتابوا مبارك .
لقد شاهدنا فى المعتقل الذي نقيم فيه عددا من الوزراء السابقين ممن تعرضوا لأحكام فى تهم تثير الفزع. وكل هم السلطات هو ادانة المسئولين السابقين لإرضاء الغوغاء والمحاكم تستجيب لذلك. على العالم الخارجى أن يعلم ما الذى يدور فى مصر وأن مبارك وعائلته تدفع الثمن لكل هذه الغوغائية.
تحريض على مصر وختم الشقيقان المتهمان بالفساد رسالتهما بالتحريض على مصر بالقول: "إن العالم الخارجى يجب أن يبدأ فى فهم حقيقة ما يجرى فى مصر، فحسنى مبارك وعائلته يدفعون الثمن كله".
وحث علاء وجمال زواوى على استغلال مكانته العالمية لتسليط الضوء على ما يجرى، وقالا "إن هذه ليست مصر الجديدة التى يتطلع إليها الغرب، وليست تلك التى نأملها لبلادنا".