أعلن قائد الشرطة المحلية للصحفيين الأحد، أن أكثر من عشرة الاف شخص قد يكونوا لقوا حتفهم إثر الزلزال المدمر والتسونامي في منطقة مياغي الساحلية الأقرب إلى مركز الزلزال. من جهتها حذرت الحكومة اليابانية الأحد من خطر حدوث انفجار في المحطة النووية الأولى في فوكوشيما بسبب تراكم الهيدروجين في المفاعل رقم 3.
وقال الناطق باسم الحكومة يوكيو ايدانو "لا يمكننا أن نستبعد وقوع انفجار في المفاعل رقم 3 بسبب تراكم ممكن للهيدروجين".
وتحدث عن الانفجار الذي وقع السبت في المفاعل رقم 1 الواقع شمال شرق اليابان على بعد 250 كلم عن طوكيو، وقال "من الممكن أن يكون هذا الانفجار نجم عن تراكم للهيدروجين في الجزء العلوي من المبنى الذي يقع فيه المفاعل".
الانضباط قلل عدد ضحايا على صعيد متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير، السبت ، أن انضباط اليابانيين والتزامهم وإخلاصهم عوامل أسهمت فى التقليل من عدد ضحايا كارثة الزلزال المدمر.
قالت الصحيفة إن الخسائر الناجمة عن الزلزال المدمر الذى ضرب اليابان فادحة، لكنها لحسن الطالع تنحصر فى القطاع الشمالى الشرقى من البلاد. وأضافت أن الالتزام اليابانى الصارم بنظم ومعايير البناء والتشييد أسهم فى حماية كثير من المبانى أثناء الزلزال ليكون انضباط اليابانيين وإخلاصهم سبباً فى تقليل الخسائر فى الأرواح أثناء هذه المحنة.
واعتبرت أنه ربما لا توجد أى دولة أخرى فى العالم قادرة على مضارعة اليابانيين فى الالتزام الصارم بأكواد البناء لإقامة مبان يمكنها الصمود أمام أعتى الزلازل مثلما حدث مع أقوى زلزال منذ 140 عاماً بلغت شدته 8.9 ريختر.
ورأت الصحيفة أنه لو واجهت أمة أخرى غير الأمة اليابانية كارثة تسونامى التى تعرض لها اليابانيون فربما كان عدد القتلى بعشرات الآلاف وليس بعدة مئات كما هو حال هذه الأمة المنضبطة المخلصة. وقالت فى تقرير على موقعها الإلكترونى إن الخسائر المعلنة فى الأرواح جراء الزلزال يتوقع ارتفاعها بسبب كثرة عدد المفقودين.
تسونامى يضرب الأمريكتين ونيوزيلندا هذا، ووصلت موجات المد العاتية "تسونامى" الناجمة عن الزلزال المدمر الذى ضرب اليابان إلى سواحل الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وأمريكا الجنوبية ونيوزيلندا، فيما سارعت سلطات الدول المطلة على المحيط الهادى إلى إجلاء آلاف المواطنين من المدن الساحلية.
وأعلن مسؤولون أمريكيون أن موجات تسونامى وصلت فى الساعات الأولى من صباح السبت إلى هاواى وكاليفورنيا وألحقت أضراراً بعشرات القوارب فى موانئ كاليفورنيا وجرفت 9 أشخاص بالقرب من "كريسينت سيتى" فى أقصى شمال الولاية. وتم إنقاذ 8 من الأشخاص التسعة سريعاً، ولكن بعد ساعات من وصول الموجة إلى الولاية كان هناك شخص واحد فى عداد المفقودين. وقال قائد الشرطة بالمدينة إن 35 قارباً تحطمت جراء تسونامى. وصدرت أوامر لأكثر من 4000 شخص بإخلاء المناطق المنخفضة من المدينة، التى تعرضت لدمار فى عام 1964 جراء حدوث تسونامى أيضاً، حيث أدت آنذاك إلى مقتل 11 شخصاً.
وفى هاواى، انتقل السياح إلى أماكن مرتفعة عند ورود أخبار عن تسونامى، حيث أطلقت صافرات إنذار دوت أصداؤها فى جميع أرجاء جزر المحيط الهادى. وضرب تسونامى جزيرة ماوى فى هاواى وارتفعت الأمواج لأكثر من مترين، بينما كسرت الأمواج حاجز موج البحر فى جزيرة وايكيكى، لكنها توقفت عند هياكل بنيت بالقرب من الواجهة البحرية.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية تحذيراً من احتمال حدوث موجات مد عالية "تسونامى" فى هاواى وساحل أمريكا الشمالية، ويمتد من آلاسكا وحتى كاليفورنيا فى أعقاب الزلزال الذى ضرب اليابان، رغم أن الموجات فقدت قدراً كبيراً من قوتها بعد أن قطعت آلاف الكيلومترات عبر المحيط الهادى.
وفى مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، تم تعليق تصوير فيلم "بريكينج دوون" الجزء الجديد من سلسلة أفلام "تويلايت" فى جزيرة فانكوفر وتم إجلاء الممثل تايلور لوتنر وبقية فريق العمل، مع وصول موجات تسونامى. كما وصلت أمواج تسونامى، إلى السواحل الغربية للمكسيك ودول أمريكا الجنوبية. ولجأت سلطات الإكوادور إلى إجلاء أكثر من 260 ألف شخص، كإجراء احترازى. ونقلت فرق الإنقاذ فى تشيلى عشرات الآلاف من السكان فى المناطق الساحلية المنخفضة إلى مواقع آمنة.
وأصدرت السلطات فى كولومبيا وبيرو أيضاً تحذيرات بإمكانية حدوث تسونامى.
وضربت موجات تسونامى صغيرة صباح السبت، الساحل الشمالى لنيوزيلندا بالمحيط الهادى. وحذرت قوات الحماية المدنية فى نيوزيلندا من أن منسوب المياه يمكن أن يرتفع فى بعض المناطق إلى متر كامل، مضيفة أن على المواطنين الابتعاد عن الشواطئ.