فيما نفى مصدر ليبي مسئول امس الثلاثاء تقارير افادت بان الزعيم الليبي معمر القذافي عرض على المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي التنحي مقابل ضمانات، قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن المحتجين لن يلاحقوا الزعيم الليبي معمر القذافي جنائيا إذا تنحى خلال 72 ساعة. وكان المتحدث باسم المجلس مصطفى غرياني قال ان المجلس تلقى اتصالا من ممثل للقذافي عرض فيه التفاوض بشأن رحيله، وأن المجلس رفض، كما نفى كمال حذيفة، المنسق بين المجلس الانتقالي والمجلس العسكري في ليبيا، لقناة الجزيرة القطرية وجود أي عرض بإعفاء القذافي من الملاحقة الجنائية إذا تنحى عن السلطة.
ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي امس اليونان إلى إدراك المخاطر التي تتهدد الأمن والسلام في حوض البحر المتوسط من خلال تحذيره من انتشار خلايا القاعدة التي تستهدف استقرار ليبيا وأمنها.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية ان القذافي طلب من رئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو في محادثة هاتفية أجراها معه أن ترفع اليونان صوتها في هذا الخصوص، لان أي خلل في أمن واستقرار ليبيا سيؤدي بالضرورة إلى اختلال استقرار وأمن شمال افريقيا والبحر المتوسط وأوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن باباندريو قوله إن "اليونان بلد صديق لليبيا، وأنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل نقل الحقيقة إلى الاتحاد الأوروبي".
جاء ذلك فيما استخدمت الدبابات والطائرات الحربية والصواريخ في قصف المعارضين المسلحين على خط الجبهة بين شرق ليبيا وغربها وقال المعارضون انه ليس بمقدورهم معادلة القوة النارية لقوات القذافي.
وصاح عبد السلام محمد العائد إلى مرفأ راس لانوف النفطي من الجبهة "الناس يموتون هناك. قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات".
وفي وقت سابق امس وجهت طائرات حربية ليبية أربع ضربات إلى راس لانوف بينما وقعت مواجهات عبر خط جديد للجبهة على مقربة من مرافئ رئيسية لتصدير النفط. وشهدت ساحة المعركة هجمات وهجمات مضادة بين قوات المعارضة المؤلفة من متطوعين ومنشقين من جهة والجيش الليبي من جهة أخرى في منطقة عازلة من الصحراء والشجيرات بين الشرق والغرب.
وقال احد سكان مدينة مصراتة إن بعض القوات الليبية التي تحاصر المدينة التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون تتحرك الثلاثاء شرقا باتجاه سرت مع قوات اخرى موالية للقذافي قادمة من طرابلس.
وقال الساكن ويدعى محمد إن مصراتة وهي المدينة الاكثر سكانا في غرب ليبيا التي ليست تحت سيطرة القذافي عاشت حالة هدوء امس الثلاثاء بعد مغادرة عدد غير معروف من الجنود من اللواء 32 الذي يقوده خميس ابن معمر القذافي.
وقال "رأينا عدة مركبات عسكرية ومنها عربات لنقل الجنود تغادر اليوم (امس) المناطق المحيطة بمصراتة وتأخد اتجاه سرت".
واتهمت مصادر من المعارضة الليبية قوات العقيد القذافي بزرع الغام حول مدينة سرت لحمايتها من هجوم الثوار. وفي ما يتعلق بالحظر الجوي، وبعد مجلس التعاون الخليجي اعرب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الثلاثاء عن تأييده فرض حظر جوي على ليبيا، لكنه جدد رفضه التدخل العسكري المباشر، وناشد السلطات الليبية "السماح فورا بدخول المساعدات الانسانية دون تأخير".
ويعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية الجمعة اجتماع ازمة لبحث تطورات الوضع في ليبيا. وقال دبلوماسيون ان مشروع قرار فرنسي بريطاني لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا قد يعرض في بداية الاسبوع المقبل على مجلس الامن الدولي.
وفي بروكسل، ستجري البلدان الغربية في 10 و11 مارس مشاورات في اطار حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي تتمحور حول الازمة في ليبيا، بحثا عن وسيلة تسهل ازاحة معمر القذافي عن الحكم من دون انتهاك الشرعية الدولية او تقويض استقرار المنطقة.
وتؤكد واشنطن من جهتها انها لا تستبعد فكرة تسليح المعارضة الليبية لكنها تعتبرها سابقة لاوانها قبل تقييم مختلف مجموعات المعارضة.
كما اكدت ان كل الخيارات بما فيها فرض منطقة لحظر الطيران على ليبيا وتحركات عسكرية اخرى وتقديم مساعدة انسانية "تبقى مطروحة".