رحب الجانب الفلسطيني الجمعة بقرار اليونيسكو اعتبار قبة راحيل شمال مدينة بيت لحم مسجدا اسلاميا، وذلك رغم استيلاء سلطات الاحتلال الصهيوني عليه وتحويله الى مزار ديني يرتاده المستوطنون بحجة انه مكان مقدس لهم. وكانت حكومة بنيامين نتنياهو اعتبرت في فبراير الماضي الحرم الابراهيمي بالخليل ومنطقة قبر راحيل في بيت لحم من المواقع التراثية لليهود ورصدت الميزانيات المالية للحفاظ على ذلك التراث الامر الذي اثار ردد فعل فلسطينية غاضبة ومنددة في حين توجه الجانب الفلسطيني لمنظمة الثقافة والعلوم التابعة للامم المتحدة "اليونيسكو" التي قررت في تقرير جديد لها بأن "قبر راحيل" شمال بيت لحم هو مسجد اسلامي وان الدولة الصهيونية تقوم بأعمال حفر غير قانونية في المنطقة.
وجاء في التقرير"ان اليونيسكو تطالب اسرائيل باخراج الحرم الابراهيمي وقبر راحيل من قائمة مواقع التراث القومي الاسرائيلية". واعتبرت الخارجية الصهيونية قرار اليونيسكو قرارا سياسيا واضحا يتناقض واهداف المنظمة المخصصة لتطوير الثقافة والتربية والعلوم.
كما طلبت المنظمة تعيين مندوبين لمتابعة ما وصف بالانتهاكات الصهيونية. واتخذت معظم القرارات بمعارضة الولاياتالمتحدة.
وعقب على القرارات المندوب الصهيونى لدى اليونيسكو نمرود باركان ولكن رئيسة الجلسة وهي مندوبة روسيا قررت عدم إدراج أقواله في محضر الجلسة لأنها كانت فظة أكثر ممّا ينبغي، على حد تعبيرها.
ووصف الناطق بلسان وزارة الخارجية الصهيونية قرارات اليونيسكو بأنها مخزية وتشتم منها رائحة التحيّز السياسي الأمر الذي يعتبر وصمة عار في جبين المنظمة وإذلالاً للأهداف التي أقيمت المنظمة من أجلها، على حد زعمه.
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو قررت في فبراير الماضي ادراج قبة راحيل في بيت لحم والحرم الابراهيمي في الخليل على لائحة المواقع الاثرية التاريخية الصهيونية الامر الذي رحب به مجلس المستوطنات الضفة الغربية ومجموعة الضغط المؤيدة للاستيطان في الكنيست الصهيوني في حين اثار ذلك القرار الصهيوني ردود فعل فلسطينية منددة وغاضبة.
ودانت السلطة الفلسطينية بشدة قرار نتنياهو ضم الحرم الابراهيمي ومحيط مسجد بن رباح (مسجد قبة راحيل) الى قائمة المواقع الاثرية في الدولة الصهيونية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في حينه "ندين بشدة هذا القرار الذي يؤكد مرة اخرى اصرار الحكومة الاسرائيلية على فرض الحقائق على الارض وفرض مزيد من الاملاءات الاسرائيلية نطالب المجتمع الدولي اعتبار هذا القرار غير شرعي وباطلا كما اعتبر قرار ضم القدس لاغيا وباطلا وغير شرعي خاصة ان هذا القرار الاسرائيلي استفزازي لمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم وللشعب الفلسطيني خاصة'. وقال عريقات ان 'هذه السياسة الاسرائيلية تخالف كل الشرائع والقوانين الدولية سيما ان الحرم الابراهيمي ومسجد قبة راحيل جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967".
وكان نتنياهو قد تعهد بتخصيص 500 مليون شيكل أو ما يعادل 100 مليون دولار لغرض ترميم وصيانة المواقع الأثرية والتاريخية في الدولة الصهيونية "بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وقبة راحيل قرب بيت لحم".
وأكد نتنياهو خلال جلسة خاصة عقدها مجلس الوزراء الصهيوني "أن قيام دولة إسرائيل لا يعتمد على قوة (جيش الدفاع) والمتانة الاقتصادية فحسب، وإنما على تنمية الشعور بالانتماء لدى المواطنين وتطوير الوعي التراثي والتاريخي لديهم".
وقالت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية إن الحكومة الصهيونية صادقت على إعلان نتنياهو ما يعني أنها ستقوم خلال المرحلة القادمة بعمل الموازنات للقيام بتطوير والنهوض بهذه الأماكن.