ذكرت مصادر، الحزب "الناصري" لم يحسم حتى الآن اختيار مرشحيه إلى انتخابات مجلس الشعب، فيما يكتنف الغموض هوية المرشحين وأعدادهم والدوائر التي سيخوضون الانتخابات عنها، ترقبا لإعلان الحزب "الوطني" الحاكم عن مرشحيه. وأفادت مصادر حزبية، أن "الناصري" يترقب إعلان "الوطني" عن أسماء مرشحيه إلى الانتخابات، لعقد اجتماعات مكثفة يقوم خلالها بتحديد هوية مرشحيه وتسمية الدوائر التي سيدفعه فيها مرشحين.
وكشفت المصادر ذاتها عن تلقي الحزب "وعودًا" للحصول على نسبة من المقاعد التي كان يسيطر عليها "الإخوان المسلمون" في البرلمان المنتهية ولايته، وهو ما يجعل "الناصري" يتريث في الإعلان عن مرشحيه ويربط ذلك بإعلان مرشحي الحزب الحاكم، خوفا من أن يثير غضب الحزب "الوطني".
إلى ذلك، لا تزال قضية دعم الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب تشكل محور خلال داخل الحزب، مع استمرار رفض أحمد حسن الأمين العام للحزب تقديم دعم مالي لهم، مؤكدا الاكتفاء بما يقدمه الحزب من مطبوعات ودعم لهم عبر جريدة "العربي الناصري" – الناطقة باسم الحزب- وهو ما أغضب عددًا من المرشحين وجعلهم يفكرون بقوة في الانسحاب من الانتخابات بشكل تام.
ورفض الأمين العام للحزب اقتراح عدد من المرشحين بالدعوة إلى عقد اجتماع للمكتب السياسي للحزب لمناقشة هذا الأمر، مؤكدا أن إمكانيات الحزب لا تسمح بتقديم أي دعم مالي لهم والاكتفاء فقط بالدعم المعنوي.
وأثار موقف حسن انتقادات وجهها سيد عبد الوهاب أمين الحزب بالأقصر، الذي صب جام غضبه على الأمين العام، محملا إياه كل المشاكل التي يعاني منها الحزب، وتحوله من أكبر الأحزاب المعارضة إلى حزب يجري في فلك النظام ولا يحاول إغضابه، سعيا من قيادات الحزب للحفاظ على مصالحهم الشخصية، والضرب بعرض الحائط مصالح الحزب، على حد قوله.
غيرة سياسية! اعتمد المكتب التنفيذي لحزب "الوفد" أمس القائمة الأولى لمرشحيه إلى انتخابات مجلس الشعب القادمة، والتي تضم 172 مرشحا، وتغطى 68% من الدوائر الانتخابية في 27 محافظة، فيما تتبقى محافظتان هما شمال وجنوب سيناء لم يتم الإعلان عن أسماء مرشحي الحزب فيهما.
وأعلن الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب خلال مؤتمر صحفي ظهر الثلاثاء أن هناك قائمة ثانية للمرشحين، ويتوقع مشاركة "الوفد في 90% من الدوائر الانتخابية على مستوى الجمهورية أو يزيد عن ذلك.
وقال إنه سيتم نشر أسماء المرشحين خلال 48 ساعة مصحوبة بصورهم وسيرتهم الذاتية، مشيرا إلى أن الحزب سيدفع ب 15 مرشحة للمنافسة على المقاعد المخصصة ل "لكوتة المرأة".
وأشار إلى أن صحيفة "الوفد"، الناطقة بلسان الحزب، سوف تقوم بعمل ملحق انتخابي من خلال فريق عمل متخصص، كما تم الانتهاء من تصميم حملة إعلامية وإعلانية تليفزيونية وصحفية وإعلانات الشوارع.
وأضاف أن "الوفد" سوف ينشىء وحدة لمراقبة الانتخابات وسيتم الاستعانة بتقنية حديثة توصل لها مجموعة من المهندسين، وتسمح هذه التقنية بتصوير محاولات تزوير الانتخابات وبثها خلال دقائق في تليفزيونات العالم والمواقع الإلكترونية عبر الستالايت.
وجدد البدوي نفيه لمسألة عقد صفقة مع الحزب "الوطني"، قائلا "هذه الأشياء تتردد منذ مارس 2010 قبل أن يتولى هو رئاسة الحزب، وفسر شائعة الصفقة بأنها "غيرة سياسية"، قائلا "للأسف من يطلق هذه الشائعة ليس الحزب الوطني".
وأكد البدوي "أن الوفد مؤسسة وطنية سياسية عظيمة لها تراث وطني وتاريخ ملك للجميع، وأن ما يحدث ضد الحزب متعمد، لكنه (الوفد) لن يقضى عليه أبدا لأنه ليس حركة ولا جمعية، ووطنيته ليست مجالا للمزايدة كما أن أية صفقة بمثابة انتحار سياسي".
وأعرب رئيس الحزب عن ذهوله من شخصيات معارضة قال إنها تدعي إنها تقرأ الغيب وتدعي أن هناك صفقة وهذا غير صحيح على الإطلاق، مشيرا إلى أن ترديد مسألة الصفقة تتردد منذ عام 1995.
وقال "إن استقالة سامح مكرم والدكتور إجلال رأفت من مناصبهما القيادية في الحزب والاحتفاظ بعضويتهما كانت بسبب اعتراض على وصفى ل "الوفد" بأنه حزب مدني وليس علمانيا"، نافيا انفراده بالقرارات.
وتابع "أن استقالة سامح مكرم وإجلال رأفت من رواسب الانتخابات على رئاسة الوفد لأنهما كانا من مؤيدي محمود أباظة" رئيس الحزب السابق، فيما أكد أن الشاعر أحمد فؤاد نجم لم ولن يقدم استقالته من الحزب.
وقال البدوي إن الجمعية العمومية للحزب هي التي اتخذت قرار خوض الانتخابات، وعلى الرغم من أن الهيئة العليا للحزب هي صاحبة القرار في أمر دخول الانتخابات ولها قرار سابق بالمشاركة فيها، والدكتور إجلال رأفت أحد أعضائها، إلا أنه تم الرجوع للجمعية العمومية، حيث رتب المكتب التنفيذي للحزب لعقد الجمعية التي وافقت على المشاركة في الانتخابات.
وأضاف "لم يعلم أحد لمن سوف أعطى صوتي لدرجة أن المقربين منى كانوا يدعون الجمعية العمومية إلى التصويت لصالح المقاطعة، بل أن بعض الرسائل الإخبارية ذكرت أن أنصار البدوي يدعون الجمعية لمقاطعة الانتخابات، ومع ذلك لم أعلن أنني صوت لصالح المشاركة في الانتخابات إلا في اليوم التالي للجمعية العمومية التي أيدت المشاركة في الانتخابات".
وتابع "أنه لا رئيس الوفد ولا سكرتيره العام ولا الهيئة العليا يملكون أن يتراجعوا عن ثوابت الوفد لأن الوفديين أقوياء وأشداء والوفد عقيدة وطنية"، مشددا على أن الوفد حزب مدني ديمقراطي ليبرالي أما مسألة العلمانية فإن البعض يربطها بالإلحاد، وأنا لا أستطيع أن أفسر معناها ل85 مليون مصري.
وشدد البدوي على أن الوحدة الوطنية من أهم ثوابت "الوفد" وهى حجر الزاوية في سلامة وأمن مصر، مشيرا إلى أن منير فخري عبد النور السكرتير العام للوفد والدكتور على السلمي مساعد رئيس الحزب سيقومان بالتنسيق مع أحزاب الائتلاف.