علمت "المصريون"، أن الحزب "الوطني" يتجه لإخلاء أكثر من 14 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، والتي يطلق عليها "الدوائر العائمة" أو "دوائر البارود" كما يسميها أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب، حيث سيراعى فيها توازنات داخل تلك الدوائر، ولن يطرح فيها مرشحين أقوياء، وسيسمح لأكثر من مرشح فيها بخوض الانتخابات على مبادئ الحزب. كشفت مصادر حزبية ل "المصريون"، أن الحزب سيترك لقواعده حرية اختيار المرشحين إلى هذه الدوائر، ولن يرفع أمرها- كما هو المعتاد في الدوائر الأخرى- للأمانة العامة لتحديد أسماء المرشحين إليها، حيث لا يعول الحزب كثيرًا على الفوز بمقاعد تلك الدوائر، دون الإعلان عن ذلك بشكل مباشر، ويتجه لتوزيعها على أحزاب المعارضة، في إطار صفقات "سرية" معها. وأفادت المصادر ذاتها، أن الحزب الحاكم بدأ بالفعل في وضع اللمسات النهائية على عقد صفات مع عدد من أحزاب المعارضة، من بينها "الوفد" و"العربي الناصري"، و"التجمع"، حيث عرض عليها الحصول على عدد من المقاعد مقابل المشاركة في الانتخابات، وعدم التعاطي مع الدعوات لمقاطعة الانتخابات، من جانب بعض قوي الإصلاح السياسي و"الجمعية الوطنية للتغيير". وينتظر الحزب ردود تلك الأحزاب على الصفقة المقترحة في أقرب وقت، خاصة وأنه لم يبق الكثير على فتح باب الترشيح وانطلاق الحملات الدعائية، حيث يتعجل "الوطني" وصول الردود، في ظل غموض في مواقف بعض القوى الحزبية وعدم تحديد موقفها من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها حتى الآن. واعتبرت المصادر، أن الهدف من ذلك هو سعي تلك الأحزاب لجني أكبر من الفوائد من المعركة، مع إدراكها لوجود رغبة قوية داخل الحزب في تقليص نفوذ جماعة "الإخوان المسلمين" التي تمثل قوة المعارضة الرئيسية في المجلس المنتهية ولايته، مقابل منح الفرصة لأحزاب المعارضة للظهور مكانها.