استبق علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني زيارته امس لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باتهام الإدارة الأمريكية بالسعي لإضعاف السودان والرئيس عمر البشير، واصفاً إياه بأنه الرجل الأوحد الذي يملك قرار الحرب والسلام. وقال طه في تصريح مكتوب وزعته السفارة السودانية بواشنطن، إن أمريكا تريد حل مشكلة دارفور، وإجراء الاستفتاء في الجنوب، ومواجهة "النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعقّدة إذا انفصل الجنوب"، وفي نفس الوقت لا تريد أن تسأل نفسها كيف يقدر السودان على كل هذا، وهي تسعى لإضعافه.
وشدد على أن حكومة البشير هي أول حكومة اعترفت رسمياً بحق الجنوب في تقرير مصيره، مضيفاً أنها وضعت قاعدة جديدة في أفريقيا للتعامل مع الحرب بطريقة مختلفة تسمح بوحدة طوعية أو انفصال سلس. وتابع "إن الفضل في إرساء تلك القاعدة يعود إلى البشير"، ووصفه بأنّه العسكري الذي استطاع إقناع مساعديه باتفاقية السلام الشامل وصولاً للاستفتاء، وأكد أن ما قام به البشير في هذا الشأن لم يفعله أي رئيس سوداني مدني قبله، مجدداً تمسك الحكومة بعدم العودة إلى مربع الحرب، مهما كانت نتيجة الاستفتاء.
وأكد طه أن انقسام السودان ستتأثر به جميع الدول الأفريقية، وأنه إذا تحقق سيكون نتاج حملة شرسة لتشويه صورة السودان وإضعافه عن طريق سياسات المقاطعة والعزلة.
من جانبه أكد علي أحمد كرتي وزير الخارجية السوداني أن وفد السودان الذي سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك برئاسة نائب رئيس الجمهورية سيحظى باهتمام كبير نظراً لأهمية قضاياه المطروحة والتي يأتي في مقدمتها سير انفاذ اتفاقية السلام الشامل واجراء الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان ومباحثات السلام في قضية دارفور.
واوضح كرتي، في تصريحات صحفية، أن هنالك قضايا أخرى عامة ستعرض على وفد السودان مثل قضية التغير المناخي وقضايا الألفية الانمائية ومحاربة الفقر وسيشارك فيها السودان بوزيري الرعاية الاجتماعية ووزير التعاون الدولي.
وحول لقاء نائب رئيس الجمهورية رئيس وفد السودان بالرئيس الامريكي اوباما بنيويورك عبر كرتي عن امله في ان تكون الاجواء ايجابية وان تتاح الفرصة للرئيس اوباما ليتعرف على السودان على حقيقته بخلاف ما تطرحه وسائل الاعلام المغرضة، معرباً عن امله في ان تسهم المقابلة في انهاء العداء غير المبرر للادارة الامريكية تجاه السودان خاصة وأن السودان قد بذل جهوداً كبيرة في قضايا السلام في الجنوب وقضية دارفور بجانب النهضة التنموية رغم ان البلاد خرجت من حرب طويله قاربت الخمسين عاماً.
دعوة للتدخل الأجنبى من جانبه طالب الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب، الادارة الأمريكية بالعمل مع المجتمع الدولي والامم المتحدة وكل الدول والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية باتفاقية السلام الشامل للتدخل حال نشوب أي نزاع أثناء أو بعد اجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب السودان مطلع يناير المقبل (2011). وفي ذات السياق كشفت بعثة مكتب حكومة الجنوب بالولايات المتحدةالامريكية عن لقاء جمع سلفاكير وباراك أوباما، على مأدبة عشاء عقب مخاطبة كير لكتلة النواب السود في البرلمان. وأكد ايزيكيل جاتكوث رئيس المكتب، لراديو "مرايا" ان زيارة كير تسير بصورة ناجحة.