قبل أربعة أيام من الاستفتاء علي مصير جنوب السودان المقرر الأحد المقبل, انهت مفوضية الاستفتاء استعداداتها لآخر استحقاقات اتفاقية نيفاشا للسلام الموقعة عام2005 حيث أعلنت انتظام موظفي الاقتراع في مراكزهم.. وإصدار لائحة تنظيم عملية عد الأصوات وفرزها وإعلان نتيجة الاستفتاء. يأتي ذلك في وقت بحث فيه مستشار الرئيس السوداني مع وفد أمريكي آخر تطورات العلاقة بين الشمال والجنوب فيما رحب السناتور جون كيدي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بتعهد الرئيس عمر البشير باحترام نتائج الاستفتاء. وقد اجتمع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ومسئول ملف دارفور غازي صلاح الدين في الخرطوم أمس كل علي حدة مع السيناتور كيري, حيث استعرضا الترتيبات الجارية لبدء مرحلة الاقتراع للاستفتاء والعلاقات بين شمال وجنوب السودان في المرحلة القادمة.وأكد كيري- في تصريحات صحفية عقب المباحثات- حرص بلاده علي استدامة السلام والاستقرار في السودان, والتزام حكومته بالتواصل الإيجابي مع السودان لبناء علاقات متميزة لمصلحة البلدين.وقال' إن المباحثات التي أجراها مع المسئولين السودانيين تناولت موضوعات عدة, إلا أنها ركزت علي موضوع استفتاء الأحد, منوها بالتقدم الذي أحرزه السودان في تطبيق اتفاقية السلام الشامل خلال العام ونصف العام الماضيين'. وتوقع كيري أن يجري الاستفتاء بصورة سلسة, واعتبره يمثل فرصة فريدة وغير عادية لكل السودان, مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتطلع إلي أن تري نجاح هذه العملية والتي ستكون مؤشرا لعلاقات قوية وجيدة بين السودان والولاياتالمتحدة ودول أخري.وأعرب عن ارتياحه لنتائج زيارة البشير لمدينة جوبا, واصفا الخطاب الذي ألقاه البشير هناك بأنه' مشجع للغاية وبناء ويضع اللبنات الجيدة تجاه التطورات والأحداث التي ستشهدها السودان في الأيام القامة'. وأوضح كيري أنه يعتقد أن السودان سيسير علي الطريق الصحيح الذي يتوجب أن يواصل المسير فيه إلي نهايته, مؤكدا أن مباحثاته مع المسئولين السودانيين لم تتطرق إلي الحديث عن حوافز بعينها قائلا' كان حديثا إيجابيا تركز حول كيفية التعامل مع بعض المشكلات القائمة'. كما اجتمع الفريق أول مهندس صلاح عبدالله مستشار الرئيس السوداني للشئون الأمنية بالسناتور كيري. ونقلت وكالة السودان للانباء عن عبدالله قوله إن كيري جاء حاملا تأكيدات ووعود الإدارة الأمريكية التي طرحتها من قبل, ونقل لنا رضاء المجتمع الدولي عن الخطوات التي سارت حتي الآن في تنفيذ اتفاقية السلام'. وأضاف أن المسئولين بالسودان أكدوا لكيري التزام الحكومة بتنفيذ اتفاقية السلام واجراء الاستفتاء والاعتراف بنتيجته, وأن الشعب السوداني سيتابع تنفيذ وعود الإدارة الأمريكية ويحدد علاقته بأمريكا في المستقبل.. وذكر الفريق صلاح عبدالله أن كيري تحدث معه حول قضية أبيي وأوضح له أن الحكومة قدمت الحلول التي تعالجها عبر الورقة التي قدمها الوسيط الافريقي ثابو امبيكي, لكن الحركة الشعبية هي المتعنتة وهي التي تعقد معالجة القضية'. وأكد استتباب الأحوال الأمنية بالبلاد وجاهزية كافة الأجهزة لتأمين عملية الاستفتاء, وقال إن الاستفتاء سيجري في جو هادئ وآمن' وأن الشعب السوداني سيدهش العالم بأن العملية تمت في جو معاف وسليم'. وأشار الي أن زيارة الرئيس عمر البشير أمس الأول الي جوبا وثقت لهذا الجو الآمن والمناسب للاستفتاء. وحول التصريحات الأمريكية لوضع التحوطات الأمنية أثناء الاستفتاء, أكد مستشار الرئيس السوداني للشئون الأمنية عدم وجود أي تنسيق مع أمريكا لتأمين الإستفتاء, موضحا أن تأمين الاستفتاء تقوم به حسب القانون شرطة جنوب السودان وجهاز الأمن والمخابرات السوداني. وأعرب كيري عن ارتياحه لتأكيدات الرئيس السوداني في جوبا احترامه نتائج الاستفتاء الذي سيجري في التاسع من الشهر الحالي حول مصير جنوب السودان وكذلك سعي الجنوب للحفاظ علي علاقات متميزة مع حكومة الخرطوم. وقال كيري الذي وصل إلي السودان ليؤكد دعم واشنطن للاستفتاء إن تصريحات البشير مشجعة للغاية, كما أنها تبشر بالخير. من جهة أخري, أكد دانج ألور وزير التعاون الاقليمي بحكومة جنوب السودان- في تصريحات خاصة لراديو سوا أمس- حرص حكومة جنوب السودان علي العلاقات مع الشمال بعد الانفصال. وأشار دانج الور إلي أن أمن دول الجوار واستقرارها وعلي رأسها شمال السودان هي من أولويات الدولة الجديدة. وأوضح أن سياسة الدولة الجديدة لن تكون دعم عناصر مناوئة للدولة السودانية أو أي دولة اخري ولكن أولوياتنا تتمثل بتمكين الدولة الجديدة من حيث المؤسسات والخدمات الصحية والتعليمية.