كشفت حادثة مقتل ستة عسكريين صهاينة في حادث تحطم المروحية العسكرية في رومانيا عن تدريبات يجريها سلاح الجو الصهيوني لاحتمال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وفيما شارك المئات من الصهاينة في جنازات الجنود الستة تناولت تقارير صحفية تم نشرها امس الجمعة، طبيعة تدريب سلاح الجو في رومانيا الذي يحمل اسم "سماء زرقاء".
وقالت صحيفة "هاآرتس" إن تدريب "سماء زرقاء" بدأ في 18 يوليو الحالي ووصفته بأنه تدريب معقد جدا وشارك فيه، لأول مرة، سرب من ثماني مروحيات عسكرية كبيرة تستخدم لنقل الجنود من طراز (CH-53 سي ستاليون) والمعروفة في الدولة الصهيونية باسم "يسعور".
وتم تزويد هذه المروحيات بالوقود بواسطة طائرة شحن من طراز "هيركليس" في الأجواء اليونانية، إذ استغرق وصولها من قاعدة سلاح الجو "تل نوف" في جنوب الدولة الصهيونية إلى قاعدة سلاح الجو الروماني في بوفوك عشر ساعات.
واستوجب التدريب مكوث قوات سلاح الجو الصهيوني في رومانيا لمدة أسبوعين استعدادات لوجيستية دامت شهورا.
وانضم إلى طواقم الطيارين في رومانيا طواقم تقنية وإدارية وتنصت ومراقبة جوية وقاد التدريب المقدم (ي)، وهو قائد سرب الطائرات المقاتلة رقم 118 والمعروف باسم "جوارح الليل" وعلى ضوء أهمية التدريب فقد شاركت فيه طواقم من سرب مروحيات "اليسعور" رقم 114 والمعروف باسم "ناقلو الليل".
وبعد بدء التدريب تم إحضار طيارين صهاينة آخرين إلى رومانيا برحلات جوية تجارية للمشاركة فيه واللافت أن هؤلاء كانوا من قوات الاحتياط في سلاح الجو الصهيوني والذين لديهم خبرة واسعة أو طيارين يؤدون مهمات أخرى، لكن في حال الطوارئ يمتثلون الى سرب مروحيات "اليسعور".
وأفادت الصحيفة بأن تدريب "سماء زرقاء" في رومانيا وضع أمام طياري مروحيات "اليسعور" تحديات متميزة كثيرة، مثل تحليق متواصل فوق منطقة يعرفونها من خلال الخرائط فقط وتضاريس متغيرة بوتيرة سريعة من حقول واسعة إلى سلاسل جبال يصل ارتفاع قمم بعضها إلى 2500 متر وأحوال جوية قاسية، تشمل ضبابا كثيفا وعواصف رعدية مفاجئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الأسباب الذي دفع سلاح الجو الصهيوني لإجراء تدريبات في رومانيا ودول أخرى في وسط وشرق أوروبا هو وجود بطاريات صواريخ مضادة للطيران وأجهزة رادار من صنع سوفييتي "تسمح بالتدرب على مواصفات مشابهة لتلك التي قد يعمل سلاح الجو الإسرائيلي ضدها".
وقبل شهرين أجرت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الصهيوني تدريبا كبيرا في أجواء اليونان، التي تملك صواريخ S-300 متطورة من صنع روسي، كالتي عبرت تل أبيب في الشهور الأخيرة عن قلق كبير من تسلح إيران بصواريخ مثلها.
وخلصت "هاآرتس" إلى أن طياري سلاح الجو الصهيوني استهزأوا في أعقاب حادث تحطم المروحية الأسبوع الماضي بالأصوات التي تعالت وشككت بقدرة الدولة الصهيونية على تنفيذ عملية عسكرية في مناطق بعيدة وفي ظروف معقدة "مثل هجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية"، واعتبروا أن التدريبات "بمواصفات صعبة ومتحدية هي الدليل على وجود هذه القدرة".