لم تصدق الأم التي تعمل مدرسة بالأزهر عينيها وهي ترى تلك المعجزة الإلهية، وأخذت تردد بعدما أصابتها المفاجأة بالذهول قول الحق سبحانه وتعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). ففي إحدى قرى محافظة القليوبية، القريبة من القاهرة، خرجت سيدة مصرية من المنزل وتركت أطفالها الصغار وحدهم في البيت، ولم تغب عنهم أكثر من ساعة واحدة، اشترت خلالها احتياجاتها من السوق.
وعندما عادت إلى البيت فوجئت بالأطفال وقد عبثوا بالأوراق التي تحتفظ بها في دولابها الخاص، ووجدت أوراقًا كثيرة ممزقة وبعضها ملقى في كيس القمامة، فأسرعت لمعاينتها خشية أن يكون بينها مستندات مهمة.
وهنا اكتشفت أن أيدي أبنائها الصغار امتدت إلى مصحف مكتوب بالخط العثماني فمزقوا صفحاته التي تضم سورتي الممتحنة والصف، فما كان منها إلا أن قامت بجمعها إجلالها لكتاب الله واتخذت قرارًا بحرقها حتى لا تكون عرضة للقاذورات.
لكن السيدة التي تعمل مدرسة المواد الشرعية والحافظة بإتقان لكتاب الله فوجئت عند التدقيق في الورقة الممزقة أن الصفحة التي تحفظها عن ظهر قلب وقد قرأتها عشرات المرات قد نزع لفظ الجلالة من جميع الآيات التي كانت لا تزال مكتوبة، فيما اختفت تماما كلمة "الله" من جميع السطور.
وهنا أصابتها المفاجأة بالذهول إلا أنها سرعان ما تمالكت أعصابها، خاصة وأنها تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فاطمأن قلبها وذهب الروع عنها، والصورة المرفقة للخبر توضح المواضع المنزوع منها لفظ الجلالة.